أقرأ كثيراً ما يكتب عبر صفحات (الجزيرة) وغيرها من الصحف اليومية عما يتعلق بالمشاريع البلدية في جميع مناطق بلادنا الغالية وكذلك عقود الصيانة التي تبرمها الوزارات مع المقاولين بمبالغ عالية!! (أعز الله حكومتنا الرشيدة)، ولكن نادراً ما نسمع عن سوء التنفيذ من المقاول وعن استهتاره بأرواح ومركبات المواطنين بل إن التغني بالنجاح هو السمة البارزة لأولئك المقاولين. وسوف أتحدث عن أمثلة الاستهتار في التنفيذ والمماطلة في المواعيد، وبما أنني من سكان محافظة الزلفي التي وفقها الله إلى بلدية تعمل بإخلاص، فجددت الطرق بعد أن وسعتها، ورصفت الشوارع بعد أن شجرتها، وجعلت من محافظة الزلفي محافظة جميلة ورائعة، تسرّ ناظريها، وتجذب مرتاديها، حتى أن شوارعها أصبحت على مستوى واحد (حتى سيارات الفورمولا لا تجد صعوبة في التجول في شوارعها)، حتى جاءت الأيام العصيبة التي جعلت منها عكس ما ذكر (في الشوارع فقط)، فقد اعتمدت حكومتنا الرشيدة مشاريع جديدة لمحافظتنا، ولكن لم نوفق في مقاول مخلص غالباً، فقد جعلت مشاريع الصرف الصحي شوارعنا حفريات بعد تعطيلها وإغلاقها أشهراً عدة وبعد انتهاء المقاول من أعماله تخفست الشوارع ولعل طريق الملك عبدالعزيز (علقة) وطريق الملك فيصل خير شاهدين على ذلك، فهل فرحتنا بهذا المشروع حق لها الاغتيال بسبب إهمال المقاول؟ فمن المسؤول عن عدم اللامبالاة من قبل المقاول؟ وهل ستبقى الشوارع على حالتها الرديئة؟ وهل سيستمر الأهالي في سلك الطرق المختلفة بدلاً من المرور في هذين الشارعين المهمين؟ علماً بأن المقاول حمل معداته ورحل من الموقعين منذ أشهر عدة، ولكن صدق القائل: (المُسعد من وُعظ بغيره)، ولكن....! ولم تنته المعاناة بعدُ؛ فهناك حفريات أشد وأعظم وهي الخاصة بانكسارات مواسير المياه التابعة لمديرية المياه (مع الشكر لجهودها الكبيرة والعتب على مقاوليها)؛ فعند حفر الشوارع حفرة بعرض قرابة نصف متر وعمق عشرين سنتمتراً فالنصيحة هي شراء سيارة نقل قديمة واكل الحفر - كما يقال بالعامية -، والحل الآخر أن تقوم وكالات السيارات مشكورة بفتح ورش صيانة في كل شارع من شوارع محافظة الزلفي، فالأجدى عند عمل هذه الصيانة للشبكة وضع علامات تحذيرية بمسافة كافية، وبما أن أعمالهم تبقى مدة ليست بالقصيرة، والحجة أنه يتم إحضار الأسفلت من خارج المحافظة عند وجود حفريات كثيرة، فما المانع من تغطية الحفر بالرمل والحصى الصغير (البحص) حتى يتم تغطيتها من قبل المقاول؟ عموماً.. لعل الزائر لمحافظة الزلفي قبل قرابة خمس سنوات سوف يتعجب من تخريب شوارعها إذا زارها حديثاً.. ونحن لا نملك إلا توجيه هذه المآسي التي طالت محافظتنا إلى المسؤولين؛ لعلها تجد آذاناً صاغية.