بعد زيادة المخصصات للخدمات البلدية خلال الأعوام الماضية رأينا شركات تعمل كخلايا النحل في شوارع بعض المناطق، ومنها محافظة جدة، لعمل تمديدات لتصريف مياه الصرف الصحي والأمطار، إلا أننا فوجئنا بقصور في أعمال بعض هذه الشركات. ففي بعض المناطق تعطلت أعمال الحفريات ومر على بعضها ثلاثة أشهر، فيما هناك مواقع ما زالت أعمال الحفر جارية فيها منذ عام. ومن العيوب في أعمال هذه الشركات التي أوكلت إليها مهمة تنفيذ مشاريع الصرف الصحي، أنه ركبت مواسير في شوارع الأحياء الداخلية بقطر 21سم، علماً بأن قطر المواسير الموجودة في المنازل هي 21 سم. صغر قطر هذه المواسير سيعرضها للانسداد السريع نتيجة مياه الصرف الصادرة عن المنازل، والأمر سيزيد سواءً في حال هطول الأمطار، إضافة إلى أن ترك هذه المواسير مفتوحة لفترة طويلة خلال تنفيذ أعمال الحفريات، سيجعلها عرضة لدخول القطط والحشرات والقوارض والقاذورات، وهو ما سيساعد في انسدادها سريعاً. ولا يخفى على أحد خطورة هذا الحفريات المنتشرة في الشوارع على كبار السن والأطفال، خصوصاًً بعد أن تعطلت عوامل السلامة بها وامتلاء تلك الحفر عمق 3م تقريباً بالمياه. ومن المشكلات التي جرتها هذه الحفريات"المهملة"على المواطنين والمقيمين، هو الضرر الذي تلحقه بالسيارات، وهو ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، إضافة إلى تسببها في الزحام في الشوارع. وأود السؤال هنا، أين دور المسؤول عن مراقبة الشركات التي تنفذ مشاريع الصرف الصحي، وهل تم درس قطر المواسير ومدى فائدتها؟ ولماذا لا تحاسب هذه الشركات على ترك معداتها وأدواتها في مواقع المشاريع، فضلاً عن تسببها في انقطاع الكهرباء وتكسير أعمدة الإنارة وتخريب الحدائق. ومعلوم أنه عندما يبني المواطن منزلاً فإن البلدية تقف له بالمرصاد، خصوصاً إذا ترك معدات أو مخلفات بناء، فلماذا لا تتعامل بالسياسة نفسها مع هذه الشركات؟ يجب على وزارة الشؤون البلدية والقروية، التحرك لحل هذه المشكلة قبل أن تتفاقم، وعليها أن تبادر إلى سحب المشاريع من الشركات المماطلة، واتخاذ إجراءات جزائية ضدها. وأنا هنا لا أناشد المسؤولين في البلدية، ولكن أناشد أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل،الذي نرجو منه أن يتدخل لحل المشكلة التي حولت جدة إلى عجوز البحر الأحمر. المهندس سمير القرشي - جدة