اطلعت في صحيفتكم (الجزيرة) الغراء في عددها 12501 على ما كتبه أحد الكتاب في صفحة (الرأي) تحت موضوع (مشكلة البطالة في الوطن العربي) وأود أن أشارك بالمقال التالي: تعتبر البطالة مشكلة على المستوى العالمي، إذا عصفت حملت معها الآثار السيئة على الفرد والمجتمع والأمن والاقتصاد، بل تتجاوز تلك الآثار والانعكاسات السيئة إلى الصحة النفسية والجسدية بأسباب التوتر والقلق والضغوط النفسية، والشباب - في هذا العصر وكل عصر- هو جيل العمل والطاقة والإنتاج، وجيل القوة والمهارة والإبداع، يحرص كل الحرص على ظهور شخصيته، وتكوين أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية، من خلال العمل والإنتاج، وهناك الكثير من الشباب الذي لا يعمل، ويعاني كثيراً من البطالة - اليوم - بسبب نقص التأهيل، وعدم توافر الخبرات لديهم؛ لضعف مستواهم التعليمي، أو لعدم اختيار تلك التخصصات المناسبة، أو عدم قناعته بشروط هذه الشركة أو راتب الشركة الأخرى. والبطالة داء خطير يحمل الآثار السلبية على الفرد والأسرة والمجتمع فنجد نسبة من العاطلين عن العمل يفتقدون تقدير الذات، ويشعرون بالفشل، ويسيطر عليهم الملل، والقلق والكآبة وعدم الاستقرار النفسي والاجتماعي؛ وأن إهمال تلك الطاقة الشبابية قد يعصف بها الفراغ، وتتقلب بها الميول والاضطرابات النفسية والعقلية، فتسبب لها مشكلات كثيرة، قد يعود آثارها على المجتمع، وقد بين الإسلام الحاجة المادية وأثرها في النفس، ولذلك دعا إلى العمل، وكره البطالة والفراغ، لكي يحفظ الإنسان نفسه، ويستطيع توفير حاجاته الضرورية فقال صلى الله عليه وسلم: (لأن يأخذ أحدكم أحبله فيحتطب خير له من أن يسأل الناس أعطوه أم منعوه). وعلى رجالات المجتمع توعية الناس عامة بخطورة البطالة والحرص على تشغيل الشباب، والبحث عن الحلول الناجعة للقضاء على البطالة ما أمكن، وحفظ الشباب والوطن من آثارها السلبية، وأضرارها الخطيرة. ونصيحتي إلى الشباب الواعي بأن يحرص كل الحرص على العمل، ويبحث جاداً عن الطرق والوسائل الشريفة التي تصل به إلى الأعمال التي تنفعه، وتنفع الوطن، ويتنازل عن الشروط والقيود التي تكون حاجزاً في سبيل التوظيف والعمل، ويبتعد عن البطالة التي ما خلفت وراءها إلا الهموم والمآسي والتخلف.