إن البطالة مشكلة عالمية، فيما تزداد مؤشرات البطالة داخل كيان مجتمعنا، بازدياد العمالة الوافدة التي تمارس المهن الحرفية، إضافة إلى الوظائف الأخرى مما يسهم في حرمان الشباب من أية فرصة عمل متاحة، مثل هذه الممارسات لها انعكاسات وآثار سلبية على الفئة الشبابية ومن ثم تطفح آثارها الاجتماعية، فالبطالة داء ينهك الفرد والأسرة والمجتمع مثلها مثل الفقر والتسول والسرقة، وظهورها بشكل كبير يؤدي إلى بروز وضع نفسي معقد لدى الشباب في مقدمته مساحات من الفوضى النفسية وعدم تقدير الذات، وشعور بالفشل، مما يجعل الملل جاثما برابط الإحباط، ومتعلقا بالقلق والكآبة وعدم الاستقرار النفسي والاجتماعي فاتحا باب الانحراف مشرعا أمام آفة المخدرات وارتكاب الجرائم ليكون الخيار إما الموت إدمانا أو انهيار المستقبل. فشباب هذا العصر هو جيل العمل والطاقة والإنتاج، جيل القوة و المهارة والإبداع، يحرص كل الحرص على ظهور شخصيته في المجتمع، وتكوين أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية، من خلال العمل و الإنتاج، وإن إهمال تلك الطاقة الشبابية قد يعصف بها الفراغ، وتتقلب بها الميول والاضطرابات النفسية والعقلية، فتسبب لها مشاكل كثيرة، قد تعود آثارها على المجتمع و ذلك على المدى القريب أو البعيد. لذلك دعا الإسلام إلى العمل، وكره البطالة والفراغ و سد أبوابها، لكي يحفظ الإنسان نفسه، ويستطيع توفير حاجاته الضرورية، و يكون عضوا فعالا في المجتمع فقال صلى الله عليه وسلم: (لئن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب خير له من أن يسأل الناس أعطوه أم منعوه) . كما أن حكومتنا الرشيدة لم تأل جهدا في درب سعودة والوظائف الحكومية ودعوة القطاع الخاص لفتح المجال أمام العمالة السعودية، وإحلال هذه العمالة الوطنية محل العمالة الوافدة. ومن هنا يتوجب على المجتمع بكافة شرائحه الإسهام في التوعية بخطورة البطالة والحرص على توظيف الشباب، والبحث عن الحلول الناجعة للقضاء عليها ما أمكن، وينبغي على المؤسسات أن تفعل دورها الريادي و تحفظ الشباب من آثارها وتشجيع شباب المجتمع على الانخراط في الأعمال اليدوية والفنية وتعزيز الثقة فيهم لقبول هذه الأعمال. عبد العزيز السلامة