سعادة رئيس تحرير جريدة الجزيرة خالد بن حمد المالك سلمه الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نظرت في الصفحة الأخيرة من جريدة الجزيرة في العدد (12491) الإعلان الخاص بسيارة الرولز - رويس فانتوم الذي مصدره مؤسسة محمد يوسف ناغي للسيارات الوكيل المعتمد في المملكة لهذه التحفة المذهلة. وحقيقة لا أذيعكم سراً أنني قد انبهرت بفخامة وتصميم هذه السيارة الرائعة التي لا أستطيع قيادتها إلا في أكثر أحلامي شطحاً وتطرفاً. فهي كما نعرف جميعاً مخصصة لصفوة المجتمع أولئك الذين أنعم الله عليهم بالمال والسعة في الرزق بيد أنه لا يضيع المرء أحياناً (من أمثالي) أن يتطفل في هكذا موضوع ويعقب لو حتى على (الرولز -رويس فانتوم) فليعذرني إذاً نخبة المجتمع ويتفضلوا مشكورين بمنحي تأشيرة الدخول إلى عالمهم وسوف ألتزم صادقاً (الإتيكيت) والاستعانة بمفردات العلاقات العامة، وإذا كان بعض من القراء الكرام لا يستطيعون الانسجام مع هذا النص فآمل أن يحذوا حذوي ويتقولبوا مع هذه النخبة كما فعلت فلا بد من التعب والمثابرة في تقمص طرائقهم، فنيل الأماني يا إخوان لا يأتي بالتمني. أقول إنني قد امتطيت صهوة هذه السيارة (رولز-رويس فانتوم) وانطلقت بها أشق الطرقات ماضياً بلا هدف حقيقي سوى الاستمتاع بسياقتها والتنعم بهدوئها ورباطة جأشها وكنت حينذاك وحدي داخل السيارة لأستأنس بالرفقة الترفيهية غير المحدودة التي زودني بها العلماء والمصممون في شركة الرولز- رويس وبعد هنيهة أوقفت السيارة تلبية لقواعد المرور فالإشارة على ما يبدو حمراء فأنزلت زجاج النوافذ الأمامية حتى يستطيع بعض المتطفلين النظر إلى قائد هذه المركبة العجيبة (شخصي الضعيف) فأنا بطبعي لا أميل إلى تخييب الظنون ولا أحب إحراج أحد وفجأة انتابني إحساس عميق بأن كل الجمهور الذي يقف بجانبي أمام الإشارة الحمراء ينتظر بفارغ الصبر ما يمكن أن أقدمه لهم من عرض مشوق عندما يفسح المجال للانطلاق، عذراً نسيت أن أخبركم بأنني رجل صاحب فزعة، لذا فقد انطلقت كالسهم وسط ذهول وصيحات (المعجبين) إلى أن شعرت بشرطي المرور وهو يستوقفني بأدب وكياسة ليبدأ بمعاتبتي على هذا التهور غير المبرر وحينها استفقت من حلمي وقفزت فجأة من فراشي لأذهب للدوام على رجلي فأنا لا أملك حتى (سيكل) ومازلت كلما أرهقني التعب في المشي أجتر هذا الحلم الجميل فأمتلئ قوة ونشاطاً لأمشي وأمشي وأمشي.