بعد أن اختتمت الندة العلمية لتاريخ الملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله في الفترة من 5 إلى 7-11-1427ه والتي نظمتها دارة الملك عبدالعزيز في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات والتي رعاها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة الرياض ورئيس إدارة دارة الملك عبدالعزيز والذي يسجل لسموه الكريم في سجل الإنجازات الوطنية والإنسانية والتاريخية، هذه الندوة التي تبين للأجيال جوانب من حياة الملك سعود وبعض المواقف والإنجازات التي شهدها عصره الذي كان يعج بالعديد من الصراعات بين شعوب العالم إلا أنه رحمه الله استطاع أن يواصل مسيرة والده وينهج نهجه واضعاً اللبنات الأولى لقيام دولة عصرية متماسكة قيادة وشعباً. وحين نقف على تاريخ الملك سعود نجده مليئاً بالبطولات والتضحية، وقد شهدت ولادته ونشأته ولادة ونشأة هذا الوطن، حيث ساند والده في توحيد البلاد المترامية الأطراف تحت وطن واحد من ذلك نستذكر الحملة الأولى التي قادها متجهاً بها إلى حائل مقر إمارة آل رشيد لتوحيدها مع البلاد ليأتي بعدها توليه قيادة الجيش السعودي في نجران أثناء أزمة الخلاف التي حدثت في تلك المنطقة بين المملكة واليمن حيث واجه صعوبات في المنطقة الجبلية وظل يرحمه الله يواصل زياراته لمناطق المملكة يتفقد أحوال أبنائه المواطنين ويتلمس حوائجهم الذاتية كما قام بزيارة بعض الدول العربية والإسلامية وبعض الدول الأجنبية ليبني علاقات قوية تبقى راسخة مع تلك الدول حامياً للوطن واستقلاله ومحافظاً على مقدساته الإسلامية من كل عدوان خارجي كما ساند الدول العربية في قضاياها المصيرية داعماً القضية الفلسطينية مادياً ومعنوياً متمسكاً بميثاق جامعة الدول العربية مطبقاً ميثاق هيئة الأممالمتحدة وقد شهد عهد الملك سعود رحمه الله نهضة تعليمية واسعة فقد أنشأ في عهده الميمون أول جامعة في الجزيرة العربية هي جامعة الملك سعود وأول كلية عسكرية هي كلية الملك عبدالعزيز الحربية كما أنشئت الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة ورئاسة تعليم البنات وبعض الوزارات مثل وزارة الزراعة والمعارف والتجارة والمواصلات وفي عهده صرفت الزكاة للمستحقين من الفقراء والمحتاجين كما تم تأسيس ديوان المظالم، وللملك سعود أيادي خير وبركة لا زلنا إلى يومنا هذا نقطف ثمار زرعه اليانعة ولا زال العالم يشاركنا في تلك الثمار فبعد توليه الحكم يرحمه بأحد عشر يوماً قام بوضع حجر الأساس لتوسعة المسجد النبوي الشريف ثم بعدها بسنتين وضع حجر الأساس لتوسعة المسجد الحرام مسخراً جميع الإمكانات لخدمة الحرمين الشريفين. ولقد كان للمعاهد الشرعية ومدارس تحفيظ القرآن الكريم في عهد الملك سعود ولادة تاريخية صادفت إنشاء رابطة العالم الإسلامي وإعادة تشكيل هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. لقد قام هذا الوطن على قواعد ثابتة وقوية وضع أساسها الملك عبدالعزيز وأقام بناءها الملك سعود لينطلق الوطن إلى عصر التنمية والتطور الذي قاده من بعده فيصل العز وخالد الخير وفهد التنمية وحتى العهد الزاهر عهد ملك الإنسانية وصقر العروبة عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله الذي كان أكبر همه الوطن والمواطن والعدل والمساواة بين أبناء شعبه وأن يصل المواطن السعودي إلى قمم النجاح وينعم بكل معاني الحياة الطيبة والسعيدة. كنت أتمنى أن يكون الإعلام أكثر حضوراً خاصة التلفزيون، وأن يكون هناك برنامج وثائقي عن حياة الملك سعود حتى يتسنى للأجيال خاصة جيل اليوم معرفة الكثير عن الملك سعود وغيرهم ممن قام الوطن على سواعدهم وسُقي غرسه من عرق جبينهم. أتمنى أن يكون لمثل هذه الندوة التي أقامتها دارة الملك عبدالعزيز مشكورة أكثر فعالية وأن نراها ونلمسها في حياتنا اليومية وأن تفعل في البرامج والمهرجانات الوطنية والمدرسية. من الأشياء التي أثرت في نفسي ما قالته الأميرة الدكتورة الجوهرة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود الأستاذ المساعد بجامعة الملك سعود قسم الدراسات الاجتماعية على لسان والدتها (إن الملك سعود رحمه الله كان حنوناً على أبنائه ويهتم بشعبه وهمومهم وكان يذهب في الليل وهو ملثم لكي لا يعرفه أحد وينزل إلى البلد لتفقد أحوال الشعب) ومن بره بوالده قالت (إنه كان إذا طلبه والده المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بالهاتف كان يقف من مكانه ويكلمه وهو واقف ولا يجلس حتى تنتهي المكالمة) رحم الله هذا الرجل وأمثاله ممن قدموا أنفسهم ووقتهم وجل جهدهم في خدمة الدين ثم المليك والوطن. ختاماً فالشكر لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض ورئيس إدارة دارة الملك عبدالعزيز والشكر موصول لكل العاملين في الدارة على كل ما قدموه ولكل من شارك وتفاعل مع هذه الندوة وإلى مستقبل مشرق بإذن الله.