عبر عدد من المشاركين في الندوة العلمية لتاريخ الملك فيصل بن عبدالعزيز – رحمه الله – عن سعادتهم الغامرة وغبطتهم بالمشاركة في الندوة ، عادين إياها جهداً علمياً بارزاً يسلط الضوء على سيرة علم من أعلام التاريخ الحديث بشهادة القاصي والداني ، كما تحدثوا عن بحوثهم المشاركة بإيجاز . في البداية قدم الأستاذ محمد بن حسين الموجان من وزارة العدل شكره لدارة الملك عبدالعزيز على تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تعبر عن الوفاء والعرفان لقيادات تحملت بكل اقتدار أمانة قيادة هذه البلاد بنهج مستمد من شرع الله القويم ويتحدث عن بحثه الموسوم ب (كسوة الكعبة المشرفة في عهد الملك فيصل) قائلاً : كان اهتمامه – رحمه الله – بالكسوة مبكراً منذ أن كان نائباً للملك في الحجاز ، وقد كسا الكعبة في عهده إحدى عشرة كسوة جميعها صنعت في مصنع الكسوة بجرول في مكةالمكرمة ، كما أمر بإنشاء مصنع جديد للكسوة في أم الجود بمكةالمكرمة وسوف أتناول الموضوع بتمهيد عن كسوة الكعبة المشرفة في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود والملك سعود بن عبدالعزيز، ثم سأتطرق لكسوة الكعبة المشرفة في عهد الملك فيصل تم يتطرق بحثي إلى مصنع كسوة الكعبة المشرفة في عهده ثم وصف طرز كسوة الكعبة المشرفة في عهده – رحمه الله – بعد ذلك سأتناول مراسم تسليم وتركيب كسوة الكعبة المشرفة في عهد الملك فيصل كما يتضمن البحث العديد من النتائج والتوصيات . الشؤون الاجتماعية الدكتور علي بن سليمان الحناكي من وزارة الشؤون الاجتماعية عبر عن شكره للدارة على تنظيم هذه الندوة وسعادته بالمشاركة قال : يتناول البحث الذي سوف ألقيه على جمهور الندوة الكريم الشؤون الاجتماعية في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – متطرقاً إلى الخطوات والمراحل التنموية التي مرت بها المملكة العربية السعودية في المجال الاجتماعي والذي تبرزه خطط التنمية الخمسية والتي كانت البداية الحقيقية للتطور الذي حدث في المجتمع السعودي وذلك بعد مرحلة اكتشاف النفط ، حيث حرصت في البداية على تحقيق التنمية الشاملة للمجتمع السعودي وتهدف الدراسة إلى استعراض جهوده – رحمه الله – في الجوانب الاجتماعية من خلال تناول جهود وزارة العمل والشؤون الاجتماعية سابقاً (وزارة الشؤون الاجتماعية) حالياً في المجالات والنشاطات والخدمات الاجتماعية والأنظمة والتنظيمات لهذه النشاطات في عهده رحمه الله . وتعد هذه الدراسة من الدراسات الوصفية التي تعتمد على المنهج التاريخي الوثائقي ، وتتضمن في إطارها النظري استعراضاً للمؤسسات الاجتماعية التي أحدثت في عهد الملك فيصل – رحمه الله – وجهودها وخدماتها وايضاً استعراضاً للأنظمة واللوائح المنظمة للعمل التي صدرت في عهده . الأعمال المعمارية والحضارية للحرمين الشريفين والحج ويتحدث الأستاذ الدكتور ناصر بن علي الحارثي أستاذ الآثار والفنون الإسلامية بجامعة أم القرى عن بحثه الموسوم ب(أعمال الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود المعمارية والحضارية لخدمة الحج والحرمين الشريفين) قائلاً : في البداية يطيب لي أن أعرب عن عميق اعتزازي بمشاركتي في هذه الندوة راجياً الله تعالى التوفيق في إيفاء هذا الرجل الشامخ حقه في جزء بسيط من إنجازاته الجمة وسوف يتكون البحث من محاور هي أعماله المعمارية في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة وأعماله المعمارية في المدينةالمنورة ، وأعماله المعمارية في جدة . وقد دعم البحث باللوحات والأشكال والجداول الموضحة للمعلومات التي وردت في ثناياه . فيصل والإعلام الدكتور عبدالرحمن بن صالح الشبيلي يقول : يتناول بحثي صورة الإعلام السعودي – في كمه وكيفه- في عهد الملك فيصل كما يعرض للحالات التي كان للفيصل دور فيها في مجال الإعلام ، إبان عمله نائباً للملك في الحجاز ثم ولياً للعهد . ويحاول البحث أن يحلل فلسفة الفيصل الإعلامية ، وكيفية تعامله مع الإعلام ، ويكشف عن الجوانب الموضوعية التي تحتاج إلى مزيد من التعمق والبحث . تورد الورقة نبذاً من أقوال الملك فيصل التي تعبر عن نظرته إلى الإعلام وما ينبغي على وسائل الإعلام أن توجه الاهتمام إليه. العلاقات مع مصر عبرت الأستاذة فاطمة الفريحي من كلية التربية لإعداد المعلمات ببريدة عن سعادتها بالمشاركة في هذه الندوة مشيرة إلى أنها تعد تكريماً لعلم من أعلام السياسية الإقليمية والدولية وقالت : عنوان البحث الذي سأشارك به هو (العلاقات السعودية المصرية في عهد الملك فيصل) حيث ركزت على موقف الملك فيصل من حرب 1393ه/1973م وسوف أتناول التنسيق السعودي المصري لحرب العاشر من رمضان، ودور الملك فيصل المشرف في قيادة معركة سلاح النفط والآثار التي ترتبت على ذلك، وجهوده – رحمه الله – بعد الحرب لتحقيق التضامن العربي . الفيصل ومؤتمر سان فرانسيسكو الدكتور يوسف بن علي الثقفي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة أم القرى أعرب عن غبطته بالمشاركة في الندوة التي قال عنها إنها سوف تضيف للمكتبة التاريخية وستعمل على تسليط الضوء على تاريخ رجل كان له الدور الكبير في مختلف القضايا الإقليمية والعالمية في عصره وقال : عنوان بحثي هو (دبلوماسية الفيصل أثناء مؤتمر سان فرانسيسكو) فعندما قامت الدول الكبرى بدعوة المملكة العربية السعودية للمشاركة في مؤتمر الأممالمتحدة التمهيدي الذي عقد في 13 جمادى الأولى سنة 1364ه 25 أبريل 1945م في مدينة سان فرانسيسكو بأمريكا بهدف التشاور في إنشاء هيئة الأممالمتحدة ، لم تتردد المملكة في قبول الدعوة ، واختار الملك عبدالعزيز نجله سمو الأمير فيصل لتولي هذه المهمة ، فهو الرجل المناسب في المكان المناسب ، وهو الأكثر معرفة بأوضاع الدول المعاصرة ، فأظهر براعته في الحوار السياسي مع قادة العالم أثناء انعقاد المؤتمر ، ودعا من خلال الكلمات التي ألقاها بأن تتخذ الدول موقفاً داعماً للقضايا العربية والإسلامية ، وأن تكون العلاقات بين الدول مبنية على قواعد الحق والعدل ، والأمن والسلام . وقد حرصت في مشاركتي على توثيق علاقة المملكة مع الدول المشاركة في المؤتمر، فضلاً عن تفعيل دورها في المجتمع الدولي بعد انضمامها إلى منظمة الأممالمتحدة . وحول نفس الموضوع تشارك الدكتورة دلال بنت مخلد الحربي من جامعة الرياض للبنات وذلك ببحثها الموسوم ب(مشاركة الأمير فيصل بن عبدالعزيز في الاحتفال بتوقيع ميثاق هيئة الأممالمتحدة) ، حيث تقول سوف أقوم في بحثي بإبراز دور الأمير فيصل في تكوين هيئة الأممالمتحدة من خلال مشاركته بالتوقيع على ميثاقها ممثلاً عن والده الملك عبدالعزيز ، وما نتج عن ذلك من إيجابيات أهمها أن المملكة العربية السعودية أصبحت عضواً مؤسساً لهذه الهيئة الدولية ، وما واكب تلك الزيارة من أحداث ساهمت في توثيق العلاقات السعودية – الأمريكية ، كل ذلك اعتماداً على وثائق أصلية عربية رسمية لم تدرس من قبل . فيصل في الوثائق الفرنسية الأستاذ الدكتور عبدالفتاح حسن أبو عليه الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أوضح أن مشاركته في الندوة تأتي ببحثه الموسوم ب(أنشطة الأمير فيصل بن عبدالعزيز السياسية في الفترة بين 1926-1929م : قراءة في الوثائق الفرنسية) ، وقال تتناول هذه الدراسة أهم الأنشطة السياسية التي مارسها الأمير فيصل بن عبدالعزيز في فترة مهمة من تاريخ الدولة السعودية الحديثة بعد دخول الملك عبدالعزيز آل سعود الحجاز ، وقبل تسلم الأمير فيصل وزارة الخارجية السعودية . وتركز الدراسة على إبراز أهمية الوثائق الفرنسية وندرة استخدامها ، مع مناقشة ما أوردته تلك الوثائق من معلومات تاريخية سياسية تناولت أنشطة الأمير السياسية وبيان دوره الفاعل في هذا المجال . كما تهتم الدراسة بقراءة الوثائق التاريخية في هذا الشأن وتحليلها . الزيارات الخارجية ويلقي الدكتور عبدالعزيز بن صالح الشبل الأستاذ المشارك في التاريخ الحديث والمعاصر في الكلية التقنية بالدمام بحثاً تحت عنوان (تأثير زيارات الملك فيصل الخارجية في عهد والده في تكوين وصقل شخصيته السياسية) حيث يتطرق إلى تأثير رحلاته خارج المملكة في فترة مبكرة من عمره في تكوين وصقل شخصيته السياسية ودور هذه الرحلات في دعم وتمكين صورة المملكة وشرح سياستها من جهة ، ثم في كون رحلاته للخارج أرست أساس رؤية ناضجة للملك فيصل رحمه الله في السياسية الدولية تبلورت فيما بعد وآتت ثمارها طوال حياته . ويقول الباحث : أرى أن هذا الجانب مهم وأساس ينبغي إبرازه وتوضيحه لما كان له من ثمار في تثبيت دعائم كيان المملكة وتعريف الدول الأخرى بها منذ وقت مبكر وشرح سياستها وتوضيح الظروف المحيطة بقيامها آنذاك . لقد درب الملك عبدالعزيز رحمه الله ابنه فيصل منذ نعومة أظفاره على ممارسة السياسة والتعرف على الأوضاع السياسية والشخصيات المهمة آنذاك مما كان له دور في تثقيفه وزيادة اطلاعه على السياسة الدولية وتمرسه بالعلاقات الدولية . تكونت هذه الثقافة بالعلاقات الدولية لدى الأمير الشاب فيصل من خلال زيارات عدة قام بها وهو حدث صغير السن لدول أوروبية وعربية بحيث صقلت هذه الزيارات موهبته وكونت رصيداً معرفياً وخبرة تراكمت مع السنين أفاد منها فيما بعد. الحدود الدولية للمملكة ويشترك الدكتور طه عثمان الفرا الأستاذ بجامعة نايف للعلوم الأمنية مع الدكتورة حصة بنت سيف السيف من جامعة الرياض في البحث الموسوم ب(الملك فيصل والحدود الدولية للمملكة العربية السعودية) حيث يقول الدكتور طه : كان للملك فيصل دور محوري في إرساء دعائم المملكة العربية السعودية منذ عهد والده الملك عبدالعزيز رحمهما الله حيث شارك في عملية توحيد أقاليمها ونشر الأمن في ربوعها ، ووضع أسس علاقاتها الخارجية وتنميتها وتطويرها مع محيطها الإقليمي والدولي ، لا سيما فيما يتعلق بمسألة تحديد الحدود الدولية والتعامل بإيجابية مع مشاكلها وتداعياتها . حدث ذلك في الوقت الذي كان من الصعب فيه تطبيق نظام الحدود السياسية المعمول به – آنذاك – في معظم دول العالم ، على شبه الجزيرة العربية . يعود السبب في ذلك إلى اشتراك سكانها في الدين واللغة والتاريخ والجغرافيا ، والتي شكلت في مجموعها نمطا موحداً للحياة الاجتماعية . ولكن بفضل من الله ثم بالإيمان والصبر والجلد وشدة المراس ، تمكن رحمه الله من التعامل مع تلك المؤثرات ، باتخاذها أساساً لحواراته ومناقشاته بشأن الحدود البرية والبحرية للمملكة مع الدول المجاورة . وقد سانده في ذلك – بعد الله – حنكة سياسية جبل عليها منذ صغره ، ونمت وتشكلت مع استمرار تواجده مع والده الذي كان يعتمد عليه في توطيد كثير من العلاقات السياسية الخارجية للمملكة . نتيجة لذلك ، برز دوره رحمه الله في هذا المجال في حياة والده ، ثم في عهد أخيه الملك سعود . وفي عهده تم التوقيع على عدد من المعاهدات والاتفاقيات الحدودية التي أبرمت بين المملكة وكل من المملكة الأردنية الهاشمية ودولة الإمارات العربية المتحدة ، والعراق وإيران . زيارة تركيا ويقول الدكتور محمد بن موسى القريني : إن إقامة مثل هذه الندوات عن قادة هذا البلد يعد عرفاناً بالجميل الذي يحمله كل مواطن تجاه أولئك الرجال الذين وضعوا بصمتهم الواضحة في تاريخ هذه البلاد وتاريخ الأمة العربية والإسلامية . وعن بحثه الذي سيلقيه في الندوة يقول : سيتطرق البحث إلى زيارة الأمير فيصل بن عبدالعزيز إلى الجمهورية التركية عام 1932م في ضوء جريدة (وقت) التركية حيث جاءت تلك الزيارة بعد تشكيل وزارة الخارجية وعقد الملك عبدالعزيز آل سعود اتفاقات صداقة مع العديد من الدول ، كما أنها تزامنت وتحويل اسم مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها على اسم (المملكة العربية السعودية) إضافة إلى أنها تعتبر الزيارة الأولى إلى الجمهورية التركية ، والتي حرصت على بناء علاقات جديدة مع الملك عبدالعزيز آل سعود ، وبخاصة أنها في 20 رجب 1349ه الموافق 10 ديسمبر 1930م قد أبرمت معاهدة صداقة وحسن تفاهم بين المملكة الحجازية والنجدية وملحقاتها وبين الجمهورية التركية . ولقد كان لتلك العلاقة الجديدة بين مملكة الحجاز ونجد وملحقاتها والجمهورية التركية صدى كبير في أوساط الدولتين على المستوى الرسمي والشعبي، والتي عبرت عنها الصحافة في الدولتين أثناء زيارة الفيصل لتركيا . فكما عبرت الصحافة السعودية عن ذلك من خلال جريدتها الرسمية (أم القرى) ، غطت الصحف التركية بالأخبار عن زيارة سمو الأمير فيصل لتركيا وأبعادها ونتائجها وبخاصة جريدة وقت (Valcit). العلاقات السعودية ا لمغربية الدكتورة لطيفة كندوز من جامعة محمد الخامس بالمملكة المغربية الشقيقة أشارت إلى سعادتها بزيارة المملكة العربية السعودية ومشاركتها في هذه الندوة معتبرة إياها إضافة مهمة لتاريخ المنطقة وتقول : سوف يتناول بحثي العلاقات السعودية المغربية في عهد الملك فيصل بن عبدالعزيز فرغم البعد الجغرافي بين المملكتين السعودية والمغربية ، فإن العلاقات بين الدولتين الشقيقتين استمت بتطابق وجهات النظر والتنسيق العميق بشأن الاهتمامات المشتركة بينهما ، وهي علاقات حصيلة صلات بدأت منذ القديم ، وازدادت ترسيخاً منذ تأسيس المملكة السعودية التي كانت من أولى اهتماماتها المطالبة بتحرير واستقلال الشعوب العربية والإسلامية من ضمنها المغرب ، حيث كان مندوب المملكة العربية السعودية من أكبر المدافعين عن استقلال المغرب وحريته حينما عرضت القضية المغربية على هيئة الأممالمتحدة سنة 1371ه/ فبراير 1952م ، وقد كان للملك فيصل رحمه الله الدور الأكبر في هذا الموقف ، بصفته المؤسس الحقيقي للدبلوماسية السعودية بشهادة والده الملك عبدالعزيز . وقد ازدادت العلاقات بين البلدين توثيقاً عندما أعتلى الملك فيصل سدة الحكم في المملكة ، حيث خص المغرب بست زيارات خلال مدة حكمه كانت تمليها ظروف سياسية تحتاج إلى التشاور وتنسيق العمل بين العاهلين ، ساهمت في تمتين العلاقات بين المملكتين ، ومد المزيد من جسور التعاون والتضامن بينهما . ومن خلال دراسة الزيارات المتبادلة بين البلدين في عهد الملك فيصل وتحليل الخطب التي ألقاها العاهلان السعودي والمغربي ، نستنتج مدى التوافق والتجانس والتنسيق في القضايا الأساسية التي تواجه البلدين داخلياً وخارجياً ، وتطابق الخطة الأساسية لسياستهما المبنية على التطور والتجديد الهادف مع الحفاظ على الثوابت الدينية والثقافية. ويعمل البحث على تسليط الضوء على العلاقات السعودية المغربية خلال حكم الملك فيصل بن عبدالعزيز ، والتركيز في الخصوص على تحليل الرسائل والخطب الملقاة خلال الزيارات المتبادلة بين عاهلي البلدين ، لتحديد الاهتمامات المشتركة بين الملكين فيصل والحسن الثاني. فيصل في الشعر اليمني الأستاذ الدكتور عبدالله بن محمد أبو داهش الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية يقول : إن شخصية الملك فيصل كان لها أثرها الواضح والعميق في شعور ووجدان الشعوب العربية ويبدو ذلك جلياً من خلال الشعر ، وسوف أتناول في بحثي الذي سوف ألقيه في هذه الندوة العلمية موضوع الملك فيصل بن عبدالعزيز في الشعر اليمني حيث يتبين للباحث أدب جنوبي الجزيرة العربية عبر النصف الثاني من القرن الرابع عشر الهجري مدى أثر التكوين القياسي للدولة السعودية في توجيه الفكر بهذه الأنحاء ، ومدى ما أوجده ساستها من أسباب اليقظة الفكرية الجادة ، وما اتصفوا به من مواقف حكمه تجاه القضايا الإسلامية والعربية ، فلقد سلكوا منهجاً سياسياً حكيماً ، ولقد وجد الأدب في رحاب هذه الدولة تشجيعاً جاداً ، كما وجدوا في ظلال هذه الدولة دواعي النهضة الحديثة، ويمكن في هذا المقام التعرض لشيء من الآثار الشعرية التي قيلت في الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود وذلك بشيء من التركيز والإيجاز. ولعل خير من يؤكد هذا الواقع شعراء : تهامة ، وعسير ، واليمن الذين تعرضوا في شعرهم إلى كثير من سمات الفيصل ومكانته السياسية ، ومدى ما يبذله في سبيل نصرة الإسلام والمسلمين ، فلقد أفاضوا في هذا الجانب ، وأشاروا بدوره السياسي والفكري في حل كثير من القضايا العربية والإسلامية ، وعند وفاته رحمه الله تعالى رثاه بعض أولئك الشعراء بشعر صادق لا يخلو من صدق التجربة ووضوحها.