اطلعت في عدد الجزيرة 12482 يوم الجمعة 10- 11-1427ه على تغطية حفل الملتقى الخيري السنوي الثاني، وحفل تسليم جائزة حائل للأعمال الخيرية برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد المحسن بن عبد العزيز أمير منطقة حائل، رئيس المجلس التنسيقي للجمعيات الخيرية بالمنطقة، حيث فاز بالجائزة (جائزة حائل للأعمال الخيرية) الشيخ سليمان بن عبد العزيز الراجحي، ومن أعماله الخيرية تبرعه لمشروع الوقف الخيري بحائل بمبلغ 700 مليون ريال لذا أحببت أن اربط بين تبرعه بهذا المبلغ وبداية تجارته وذكرياته في مدينة حائل. الشيخ سليمان الراجحي سافر مع والده إلى حائل وعمره لم يتجاوز الثالثة عشرة لظروف أسرية عندما توفي عمه محمد، حيث اشتغل الشيخ في بيع الحبحب (البطيخ) وبعد ما انتهى موسم الحبحب، وجد رجلاً يبيع (الطيارات الورقية) فاشترى واحدة بقرش وعرف كيف يتم تجهيزها، فبدأ الشيخ الراجحي يبيع (الطيارات الورقية) أمام ذلك البائع ولكن بنصف القيمة (نصف قرش). وكان قد بدأ تجارته قبل ذلك وعمره عشر سنوات ببيع الغاز، ثم بيع الحلوى ويكسب يومياً من قرشين لثلاثة قروش. ثم بدأ بمهنة التحميل (تحميل أغراض الناس على رأسه بزنبيل لنقل حاجاتهم البسيطة من خضراوات وما إلى ذلك. وبعد ما رجع من حائل، حيث عمل فيها ببيع الحبحب ثم (الطيارات الورقية) كما أسلفت - بعدما رجع من حائل إلى الرياض اشتغل طباخاً عند أحد البنائين بأجرة 44 قرشا أي ريالين لأن الريال في ذلك الوقت 22 قرشا. ولما بلغ الخامسة عشرة من عمره اشتغل ببيع المواد الغذائية (الشاي والسكر وغيرهما). ثم اشتغل موظفاً عند أخيه الأكبر (صالح) بمرتب ثلاثين ريالاً، إضافة إلى أكله وشربه مع زوجته. وفي عام 1376ه اصبح شريكاً لأخيه صالح برأس مال 100 ألف ريال لكل منهما. (هذه المعلومات استقيتها من شريط - قصص من حياتي) يرويها الشيخ سليمان الراجحي بنفسه وبصوته). هكذا بدأ سليمان الراجحي حياته، فقد كد واجتهد وكافح إلى أن وصل إلى ما وصل إليه اليوم. سيرة الشيخ (سليمان الراجحي) يجب أن يطلع عليها كثير من شبابنا ليدركوا جيداً (أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة). (وأن الوظيفة ليست الباب الوحيد أمامهم). وأن على شبابنا أن يطلعوا على سيرة الراجحي وأمثاله ليشمروا عن سواعد الجد لأن باب الرزق مشاع للجميع ولكن لا بد من الصدق، والإخلاص، والأمانة، سليمان الراجحي عصامي شق طريقه في التجارة واعتمد اعتماداً كلياً - بعد الله - على نفسه. وسليمان الراجحي - لم يوفق في دراسته - ولكن وفق في تجارته، وصل في الدراسة إلى السنة الثانية الابتدائية يقول (لم أكن جيداً في الدراسة وأخفقت وهذا خطأ أرجو أن لا يقع فيه أحد). تلك كانت بدايات الشيخ سليمان الراجحي التجارية واليوم تصل أعماله الخيرية لشتى مناطق مملكتنا الغالية. دعوة للجميع للاستفادة من تجارب الشيخ سليمان الراجحي في تجارته وبساطته وتواضعه الجم.