تؤكّد قيادتنا الرشيدة، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ورعاه، باستمرار أن هدفنا في هذه البلاد المقدسة هو أن نعبد الله عز وجل كما أمرنا عن طريق رسوله صلى الله عليه وسلم، وأن ندعو إلى دين الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وليس بالعنف والقوة والإكراه، {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}. كما تعلمنا من قيادتنا أن نكون أسوة صالحة يقتدي بها الآخرون، وأن نعيش في بلادنا في أمن واستقرار وعيش كريم، {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا}. ولذلك فإن بلادنا الغالية اهتمت بشؤون الدين والدنيا معاً، فهي قد أولت تطبيق الشريعة الإسلامية في كافة جوانب الحياة في بلادنا اهتمامها، وجعلت القرآن الكريم والسنة النبوية دستورها، كما اهتمت بالدعوة الإسلامية وفق الأسس التي أمر بها المولى عز وجل ورسوله الكريم، فأنشأت مكاتب الدعوة في مختلف دول العالم، كما استحدثت مجلساً أعلى للشؤون الإسلامية يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام. أما في مجال التنمية الداخلية فإنه لا يخفى على أحد ما قامت به الدولة في هذا المجال، فبلادنا قد أنجزت الكثير من مشروعات الخدمات في كافة المرافق وفق أسس علمية حديثة، فبلادنا وإن كانت تُحسب من الدول النامية إلا أنها بالإنجازات الكبيرة التي تحققت في مجالات التعليم والصحة والطرق والاتصالات ونحوها تمتلك كثيراً من مقومات الدول المتقدمة. نعم، قد يحدث من خلال الطفرة في طرح المشروعات ومن خلال طرق وأساليب التنفيذ بعض الأخطاء مما يتطلب من كل مواطن مخلص التنبيه لتلك الأخطاء وبأسلوب يدل على الحرص على المصلحة العامة، كما أن بإمكان المواطن أن يطرح رأيه في أي جانب من جوانب الحياة في بلادنا إذا كان الهدف خدمة المصلحة العامة، وهذا هو ما تؤكد عليه قيادتنا الرشيدة، وكان آخر ما ورد حول ذلك تأكيد صاحب السمو الملكي ولي العهد الكريم على هذا المبدأ عند استقباله سفراء المملكة في الخارج، حيث كان مضمون ما ورد في حديث سموه الكريم بهذا الخصوص أن الدولة ترحّب بالنقد الهادف سواء من داخل المملكة أو خارجها، أما النقد الذي يهدف إلى الهدم أو إثارة الفتن فهو مردود على صاحبه. ومما تقدّم يتبيَّن أن قيادتنا ترحب بالرأي الهادف، حتى ولو كان فيه نقد، إذا كان الهدف منه خدمة المصلحة العامة انطلاقاً مما أورده الإسلام: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ}، إضافةً لإيمانها بأن المجتمع السعودي وحدة متكاملة يكمل بعضها البعض الآخر، وهو موقف يعبر عن السمة الديمقراطية بصورتها الإيجابية، وليس بصورها السلبية، وهي ديمقراطية الصراخ والتشابك بالأيدي التي نراها كل يوم ممن يدّعي تطبيق الديمقراطية.