صدق الله العظيم.. وكذلك قوله تعالى: لا اكراه في الدين.. وقوله : لكم دينكم ولي دين.. وقوله: وشاورهم في الأمر. وقوله: وأمرهم شورى بينهم.. وقول الحديث الشريف : أنتم أعلم بأمور دنياكم. ثم نأتي بما أسماه الغرب «العالم الجديد».. فبدا في المعنى «تدمير العالم الجديد».. الذي يأخذ طريقه في التمزق بايدي أبناء الوطن الواحد !!.. ويجري ذلك تحت ستار مزعوم بالديمقراطية.. وهي شأن لا مفر منه ولا بد منه.. بيد أن الاسلام أرساها في أروع صورها.. وكذلك سار الصحابة رضوان الله عليهم فيها بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم.. والآن.. في الوقت الحاضر.. الذي تجاوز الوضع فيه مفهوم وحدة الصف العربي.. أم وحدة الصف الاسلامي.. بيد أنه تجاوز الى أدنى وليس الى أعلى.. فقد وصل الانشقاق ووحدة الصف الى ضرورة توحيد صف الدولة العربية أم الاسلامية الواحدة قبل العودة لتوحيد صف الدول العربية أم الاسلامية ! الأمر يستوجب تحقيق الهدف.. ولن يتم ذلك دون تنازلات وتجميد الشعارات. ونبذ لتفرق فئات.. ووقف العرقيات.. وهدم القبليات.. بيد أنه يشمل المتناحرين والمتاجرين دينيا.. وثقافيا.. وقبليا.. وسياسيا. ان الكيان الصهيوني تجاوزت معيشته ما يسمى «بشهر العسل».. فهو يتمتع «بأعوام من العسل».. فقد حقق له المتحاربون أحلاما لم يكن يتخيلها.. ثم كيف يعود الشأن لوحدة الصف.. نعم فما يعرف بالديمقراطية لا بد وأن يكون.. أما كيف يكون.. فلا محال من الاعتصام بحبل الله.. والتمسك بدستور يشرعه الاسلام.. وهو الذي أكمل الله به الدين وأتم به النعمة فالقرآن الكريم.. وهو الكتاب الالهي الذي يعلو مفهومه معنى «الدستور».. بيد أنه فوق هذا المصطلح.. لأن القرآن الكريم مصدر لأي دستور. والدستور شأن دنيوي «وأنتم أعلم بأمور دنياكم» يستوجب أن يستمد من المرتكزات القرآنية والسنة.. بتبصر.. وبحكمة.. وبعدالة.. وبنزاهة.. يكفل جميعه حرية الفرد.. وأن تكون للفرد الحرية في كل شئونه الدينية والدنيوية بما لا يتعارض مع المرتكزات الأساسية في الاسلام.. وألا يتناقض مع متطلبات سلامة المواطن.. وألا يتعارض مع المصلحة الوطنية التي يجب أن تكون صادقة ومخلصة وهادفة الى تحقيق الكرامة. من شاء فليؤمن.. ومن شاء فليكفر.. صدق الله العظيم.. ولكن ليس لأي كان أن تكون له المشيئة في خيانة الوطن.. بالعصف به.. والعود للوطن أحمد..