أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أمس الثلاثاء أن قوات الحلف يجب أن تكون قادرة على تسليم المسؤولية لقوات الأمن الأفغانية تدريجياً عام 2008م. وأعطى ياب دي هوب شيفر لمحة عن إستراتيجية خروج الحلف من أخطر مهمة له في خطاب ألقاه أمام مؤتمر أمني قبل ساعات من بدء قمة لزعماء الحلف في لاتفيا. وقال أمام مؤتمر في ريجا: آمل أنه بحلول عام 2008 نكون قد حققنا تقدماً ملموساً.. وأوكلنا فعلياً السيطرة لقوات الأمن الأفغانية تدريجياً، مناشداً الحلفاء تقديم مزيد من القوات وتقليص القيود التي تحكم عملها. وأيد شيفر إنشاء (مجموعة اتصال) دولية للإشراف على إعادة إعمار أفغانستان، بناء على اقتراح من الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وقال (إننا بحاجة إلى هيئة تنسيق دولية افضل لأفغانستان) تشرف على الأمن وإعادة الإعمار والسياسات المطبقة بهذا الصدد في آن. من جهتها دعت الولاياتالمتحدة حلفاءها في حلف شمال الأطلسي إلى بذل المزيد من الجهد في أفغانستان لكنها اعترفت عشية قمة للحلف بأن السياسات الداخلية تمنع بعض الدول من أن يكون لها وجود أقوى هناك. وستأتي قضية أفغانستان على رأس جدول الأعمال في القمة التي ستعقد في ريجا عاصمة لاتفيا. وستتعرض دول مثل ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا لضغوط للسماح للقوات بالمشاركة في أسوأ قتال في الجنوب وهي مسألة تعارضها هذه الدول. وقال مسؤول أمريكي رفيع تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته (إذا اتفق الحلفاء بالإجماع على الاضطلاع بمهمة فحينئذ يتعين على الحلفاء مساعدة بعضهم بعضا كنوع من التضامن لتنفيذ المهمة). وقال المسؤول إن كل الدول سترفع بصورة مثالية جميع القيود على ما يمكن أن تفعله قواتها والمكان الذي تذهب إليه لكنه أضاف (أي شيء يعد تحركاً في ذلك الاتجاه سيكون إيجابياً. كل دولة لديها سياساتها الداخلية وعليها أن تختار ما يتعين عليها القيام به). وتعرضت قوة المعاونة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها حلف الأطلسي ويبلغ قوامها 32 ألف جندي لخسائر بشرية جسيمة منذ أن انتقلت القوات البريطانية والكندية والهولندية في أواخر أغسطس آب إلى جنوب البلاد معقل حركة طالبان. وقتل أكثر من 150 جندياً أجنبياً في أفغانستان هذا العام. وتصر ألمانيا على أن قواتها البالغ عددها 2800 والمتمركزة في الشمال الأكثر هدوءا قد توجهت إلى تلك المنطقة بناء على تفويض من البرلمان. ومن المقرر أن يستخدم المسؤولون في حلف الأطلسي القمة أيضاً للدعوة إلى نشر المزيد من القوات لسد نقص بنحو 2500 جندي. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر في مؤتمر صحفي أمس الاثنين إنه ليس لديه أي أنباء عن عروض محددة. وفي أحدث هجوم على قوات الأطلسي.. قال متحدث باسم حلف شمال الأطلسي أن مهاجماً انتحارياً قتل جنديين كنديين من قوات الحلف في هجوم على قافلة لقوات حلف شمال الأطلسي في مدينة قندهار بجنوبأفغانستان يوم الاثنين. ويشكل الكنديون الجزء الأكبر من قوة حلف شمال الأطلسي في قندهار. وقال (قتل جنديان من القوة الدولية لدعم الأمن (إيساف) في هجوم انتحاري هذا الصباح). وقال مدنيون في المنطقة إن قوات حلف الأطلسي طوقت مكان الهجوم الذي وقع على طريق تقع فيه عدة مبان حكومية. وأضافوا إن المهاجم الانتحاري اقتحم القافلة بسيارته. وقال شهود إن ألسنة من اللهب والدخان تصاعدت من إحدى المركبات وحلقت طائرة هليكوبتر للحلف فوق المكان. وقع الهجوم قبل يوم واحد فقط من اجتماع قمة لحلف شمال الأطلسي في ريجا عاصمة لاتفيا من المرجح ان تهيمن عليه المهمة الصعبة للحلف في أفغانستان. وأعلنت حركة طالبان مسئوليتها عن الهجوم وقال القائد العسكري الملا داد الله أن المفجرين الانتحاريين تسللوا إلى كل مدينة وسيضربون ثانية.