أعلن الزعيم العسكري لحركة طالبان الملا دادالله نشر ستة آلاف مقاتل استعداداً لشن هجوم في الربيع المقبل ضد القوات الحكومية والأجنبية في البلاد، في وقت ناقش الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ياب دي هوب شيفر مع قادة الحلف والرئيس الأفغاني حميد كارزاي في كابول، تنامي العنف في البلاد وعملية إعادة الإعمار. وقال الملا دادالله إن "الهجوم وشيك"، مضيفاً: "عدد مجاهدي طالبان الذين يستعدون لشن هجوم الربيع يبلغ ستة آلاف جندي... يختبئون في أماكن كالانفاق استعداداً للقتال". وعبر دادالله عن ثقته بأن أعداد مقاتلي طالبان ستزيد وربما تصل إلى عشرة آلاف مقاتل، متوقعاً أن تتمكن الحركة من تجنيد المزيد من المقاتلين مع زيادة دول حلف شمال الأطلسي أعداد قواتها في أفغانستان. ويعتقد بأن دادالله المنتمي إلى قبائل البشتون والمعروف بأنه مقاتل شرس أحد أقرب المستشارين لزعيم"طالبان"الملا محمد عمر. وقبل الهجوم الذي قادته الولاياتالمتحدة الذي أطاح بحركة طالبان عام 2001، كان دادالله ينتمي إلى مجلس القيادة المكون من عشرة رجال بزعامة الملا عمر. جاءت أنباء الهجوم المتوقع مع ارتفاع حصيلة قتلى"إيساف"هذا الأسبوع حيث وردت أنباء عن سقوط قتلى في جنوبأفغانستان وشرقها. وأعلنت"إيساف"التي يبلغ عدد جنودها مع التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة 46 ألف جندي ينتشرون في أفغانستان أمس أن أحد جنودها توفي في شرق أفغانستان متأثراً بجروحه. ولم تعط تفاصيل عن الحادث الذي أصيب به الجندي ولم تكشف عن جنسيته، لكنها أكدت أن تحقيقاً بدأ حول الحادث. وكانت الحكومتان الاسبانية والبريطانية أعلنتا أول من أمس مقتل جندي لكل منهما يعملان ضمن قوة"إيساف". شيفر في غضون ذلك، قال الممثل المدني للحلف الأطلسي في كابول نيكولاس لانت إن دي هوب شيفر"وصل الأربعاء إلى كابول في زيارة لثلاثة أيام والتقى قائد قوة إيساف الجنرال دان مكنيل، ثم الرئيس حميد كرزاي". مضيفاً:"ثمة اجتماعات مقررة مع سياسيين محليين ومنظمات محلية غير حكومية وسفراء لدول في الحلف الأطلسي, كذلك سيزور وحدات لإيساف في أنحاء البلاد قبل مغادرته". وتضم القوة الدولية للمساعدة في حفظ الأمن التابعة للحلف الأطلسي 35 ألفاً و500 عنصر من 37 بلداً، وينتشر ثلثها في جنوب البلاد حيث يتركز تمرد طالبان. واعتبر قائد القوات الحليفة في أوروبا الجنرال بانتز كرادوك الأسبوع الفائت أن الحلف الأطلسي لا يزال يفتقر إلى الوسائل الضرورية في أفغانستان لتولي مهمتي حفظ الأمن والاستقرار على رغم التعزيزات الأخيرة. وقتل نحو أربعة آلاف شخص معظمهم متمردون ومدنيون وشرطيون أفغان جراء أعمال عنف عام 2006, وهو العام الأكثر دموية في أفغانستان منذ الإطاحة بنظام طالبان نهاية عام 2001. أستراليا على صعيد آخر، أعلن وزير الدفاع الأسترالي برندان نيلسون أن بلاده تنوي إرسال تعزيزات بشرية إلى أفغانستان, وذلك قبل ساعات من وصول نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني إلى استراليا. وقال نيلسون:"قلقون جداً من التحركات التي تقوم بها القاعدة وطالبان في أفغانستان". وأضاف:"قررت إرسال طاقم صغير إلى أفغانستان لتقويم الوضع بدقة". ورفض مع ذلك تأكيد المعلومات التي تحدثت عن إمكان مضاعفة كانبيرا لعديد قواتها الذي يبلغ حالياً 550 عسكرياً ويقوم 370 منهم بعمليات تتعلق بإعادة الإعمار.