يقول الباري عزَّ وجلَّ في محكم تنزيله {وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} صدق الله العظيم.. كم كنت سعيداً ومسروراً وأنا أتابع تلك الحلقة التي عرضتها قناة الإخبارية مساء يوم السبت الماضي من البرنامج الحواري الوثائقي.. (رجال في الذاكرة) الذي يعده ويقدمه الزميل النشط الأستاذ حاسن البنيان، وكما عهدناه المتألق دائماً في المجال الإعلامي والذي كان ضيفه فيها معالي الفريق أول الشيخ عبد الله بن راشد البصيلي قائد الحرس الملكي سابقاً.. ومن منا لا يعرف معالي الشيخ عبد الله بن راشد البصيلي وهو ابن الوطن ومدينة (البكيرية) البار الذي سخر جل وقته وجهده لخدمة الدين ثم المليك والوطن. إبان حياته العملية.. هذا الرجل الذي شق طريقه نحو حياة أفضل بكل عزيمة واقتدار مستمداً العون والتوفيق من الباري جل وعلا.. فقد نشأ فقيراً كما هي حال كل مواطن سعودي في تلك الفترة وساند والده في بعض الأعمال في بدايات حياته في ظروف صعبة جداً ثم توجه إلى العاصمة الرياض في عهد الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه - وكان أيامها صغيراً فالتحق بالخدمة العسكرية وتشرف في العمل تحت إمرة الملك عبد العزيز، يرحمه الله، واستفاد من بعض الدورات العسكرية التي كانت تقام في الطائف آنذاك لتحسين عمله الوظيفي، ثم تشرف بالعمل تحت إمرة الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد، يرحمهم الله، وتدرج بالعمل العسكري إلى أن تقلد منصب قائد الحرس الملكي برتبة فريق أول وشارك في عدد من المهام الرسمية في الداخل والخارج ثم عين أخيراً مستشاراً بمرتبة وزير إبان عهد الملك فهد بن عبد العزيز، يرحمه الله، إلى أن تمت إحالته على التقاعد بناءً على طلبه لكونه يرى أنه قد أصبح عاجزاً عن أداء مهامه وواجباته المناطة به.. فقد ضرب معالي الشيخ عبد الله بن راشد البصيلي أروع الأمثلة في التفاني والإخلاص في العمل حيال خدمة الدين ثم المليك والوطن، فقد كان ذلك الحديث لمعاليه ذا شجون واتسم بالشفافية والموضوعية.. وعلى الرغم من مشاغل معالي الشيخ عبد الله البصيلي الجسام وهو المسؤول الذي عمل وتفانى فأخلص لقادته ووطنه فهو أيضاً لم يغفل الجانب الإنساني وأعمال الخير فقد كان لمعاليه الكثير من الأعمال الإنسانية المتمثلة بإقامة العديد من المساجد ودور لليتامى والمعاقين والمستشفيات والمرافق الخدمية الأخرى ومساعدة الفقراء والمحتاجين على نفقته الخاصة ليس في المملكة فحسب بل تعداها إلى خارج حدود الوطن يبتغي من ورائها الأجر والمثوبة والتقرب بها إلى الخالق جل وعلا.. ونحن إذ نعتز ونفتخر اليوم بهذا النموذج المثالي من نماذج الوطن المخلصة نأمل من كل الموسرين وأهل الخير في بلادنا، وهم كثر ولله الحمد، أن يحذوا حذو شيخنا الجليل حيال المساهمة الفاعلة في أعمال الخير والأعمال الإنسانية، فما أحوجنا لمثل هذه الأعمال.. ختاماً أسأل المولى جلت قدرته أن يمد في عمر الشيخ عبد الله بن راشد البصيلي ابن الوطن والبكيرية البار ويسبغ عليه الصحة والعافية وأن يجعل كل ما قدمه لدينه وقادته ووطنه وما قام به من أعمال إنسانية مباركة في موازين حسناته.