امتدت يد المنون في هذه الأيام المباركة لتخطف نفساً أبية وسيرة سوية وقدوة حسنة.. وتفقد بهذا المصاب المملكة ومدينة البكيرية على وجه الخصوص والجيش العربي السعودي والحرس الملكي ابناً باراً من أبنائها وأحد أعمدتها، فقد التحق الفريق أول عبد الله راشد البصيلي بالجيش والحرس الملكي في مقتبل عمره، وكان هذا العملاق الجيش العربي السعودي والحرس الملكي يضعان اللمسة الأولى في هذا البناء العملاق، وتشرفت مدينة البكيرية على وجه الخصوص أن يكون قادة الحرس الملكي من عهد الملك سعود - رحمه الله - من أبنائها البررة كالذيب ومحمد النملة والبصيلي وعبد الله النملة، وقد كان أطولهم خدمة في هذا المجال هو الفريق عبد الله راشد البصيلي رجل البر والإحسان فقد عملَ مع جلالة المغفور له الملك فيصل بن عبد العزيز واقترب كثيراً من جلالة الملك المغفور له الملك خالد بن عبد العزيز، وقد ساعده على هذا القبول الملكي لطفه وحسن معشره وطرافة حديثه وإخلاصه وبراءة مظهره ومخبره وامتدت خدماته في عهد الملك فهد بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين - رحمه الله - حيث طلب الإحالة للتقاعد إلا أن جهده الذي يُقدّره جلالته قد قَبِلَ تقاعده من الحرس وعيّنه مستشاراً بالديوان الملكي لعدة سنوات توالت طلباته خلالها بطلب الإعفاء ثم أُحيل للتقاعد، وقد كان - رحمه الله - قد ابتدأ مشوار عمله الخيري في مجالات متعددة لا أظن أحداً من أبناء المملكة سبقه إليها، فبدأ بحفر الآبار في جنوب المملكة وبناء المساجد ودُور التأهيل الشامل في أبها والبكيرية وحائل، ومراكز غسيل الكلى ثم بادر بالعمل الخيري خارج المملكة، فبدأ بإنشاء المساجد في الهند وباكستان وغيرهما. ومن الطريف أنه زار أحد المساجد التي بناها في الهند ودخل إلى المسجد بحذائه، فبادرت مجموعة من المصلين بضربه وإهانته ونقلوه محمولاً خارج المسجد حتى تعرَّف إليه أحد أفراد المسجد، فتمَّ الاعتذار له.. إن هذا الرجل فريد في سيرته، محمود في عمله، أنيس في حديثه، جعل الله ما قدَّمه من أعمال بر وخير، وهي كثيرة في سجل حسناته وخلفه في عقبه وأهله خيراً، وغفر له وأسكنه فسيح جناته إنه سميع مجيب.