كنت أقرأ بعضاً من مقالات الدكتور حسن الهويمل التي ينشرها في جريدة الجزيرة، وكنت كثيراً ما أجد فيها تناقضاً، لا أبحث عنه، بل يجذبني هذا التناقض كما المغناطيس للحديد، يظهر هذا التناقض بجلاء ظاهر حين يكون حديثه عن ذاته، والحديث الذاتي لا يميز صدقه من دونه إلا القارئ الذي له بصيص معرفة بالمتحدث. في عنوان مقال له (تجربتي الثقافية وتحولاتها) في الجريدة إياها ذات العدد 12451 ليوم الثلاثاء الموافق 9-10، ندَّ عنه تناقض كما أجده عادة بلا عنت أو مشقة، إذ شرع يتحدث عن تقييم نفسه في الكتابة، فقد جعلها من الصنف الوسط، يقول: (وإذا لا أزكي نفسي أحسبها من الصنف الوسط) لكنه ناقض نفسه حين قال بمضاء: (الذي عبر الحياة متأبطاً الكتاب والمحبرة، وممسكاً بالقلم والقرطاس) ليس هذا فقط، وإنما يسخرها لما حملها، ليقول بمضاء آخر: (يخط بيمينه ما تبرؤ به ذمته...). في قول (عبر الحياة) كأنه يتحدث عن شخصية قد انتقلت إلى الدار الآخرة، فمعنى العبور التجاوز، فهل تجاوز الحياة إلى الممات؟!! أطال الله في عمره. نحن نعلم عدد وحجم مؤلفاته، إذ لم تتجاوز بضعة كتب قليلة، ومن كان هذا حديثه عن نفسه، فإن القارئ العادي لذين السطرين يتوهم أنه على غرار ابن الجوزي من حيث كثرة التأليف أو غيره. أحمد بن عبدالعزيز المهوس