نعم الله على بلادنا كثيرة لا يمكن إحصاؤها، ومنها أن صادف يوم عزنا وفخرنا تباشير شهر عظيم وكريم هو شهر رمضان. ومن شمائل هذا الشهر العظيم الكرم والعطاء والصدق وخلوص الأعمال والنيات، هذا ما اقترن ببلادنا وقادتنا، وتاج فخارنا وعزتنا. من مؤسسنا ومعلمنا وموحدنا الملك سعود الكبير وأخيه الملك عبدالعزيز مروراً بالعقد النضيد الذي زين جيد بلادنا حتى (أبا متعب) الملك عبدالله وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز. إنه يوم عظيم حقاً.. يوم أن تم فيه من أرادوا لنا أن نكون موحدين مرفوعي الرأس عاليي الهمة الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل أن تكون دولتنا ومملكتنا عالية خفاقة ومنارة للإسلام والمسلمين. اليوم الوطني حرياً بنا أن نستشف منه المواعظ والعظات والعبر.. كيف كنا وأين نحن الآن.. كيف كنا شيعاً وجماعات، والآن صرنا دولة ذات شأن. لا بد من وقفة مع النفس أن ينظر كل واحد منا مستذكراً التاريخ جيداً، وأن يحمد الله كثيراً أن هيأ لنا قادة أفذاذاً كافحوا وثابروا وجاهدوا لتكون دولتنا الفتية قامة سامقة ونخلة معطاءة تؤتي أكلها لمشارق الأرض ومغاربها دون كللٍ أو مللٍ أو منٍ أو أذى. رجالاً صنعوا التاريخ والحاضر والمستقبل لنا حتى ننعم بالأمن والأمان، والحرية ورغد العيش. لا بد لي هنا أن أذكر مقولة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - على رؤوس الأشهاد يوم أن قال: (المواطن أولاً.. المواطن أولاً). واستتبع ذلك القول بالعمل بدءاً من زيادة الأجور وخفض أسعار المحروقات وجولاته في طول البلاد وعرضها متفقداً، مفتتحاً المدارس والجامعات والمستشفيات والمدن الصناعية وواضع لغيرها حجر الأساس. إذاً لا بد أن نواجه هذا الإحساس والعمل الجليل من قائدنا وزعيمنا ومليكنا بكثير من الإعزاز والتقدير. وألا نجعل هذه الذكرى تمر دون أن نعمق شعور الوطنية في قلوبنا جميعاً، ونغرسه في نفوس أبنائنا وأهلنا ونزود به عن حياض الوطن ونفقأ به أعين الحاقدين والمتربصين ببلادنا وأمنها واستقرارها. ندعو من كل قلوبنا لقادتنا وولاة أمورنا بالتوفيق والسداد، والمنعة. إنه نعم المولى ونعم النصير. [email protected]