مهلاً احبتي فلست ضد المرأة ولم ولن أهينها واتطاول عليها، فالمرأة هي أمي وزوجتي وأختي أن القضية التي أطرحها وتختلف عما قد يفهمه البعض فحين أقول ترويض فإني أعني فن وحسن التعامل معها ولو كان قصدي ضربها وإهانتها لقلت عسف الضلع الأعوج. إذن ما دمنا قد اتفقنا ولم نختلف فإننا أمام قضية في غاية الأهمية جل الرجال لا يحسن التدبر حيالها إنها قضية فن ومهارة التعامل مع المرأة أياً كانت أماً أو أختاً أو زوجة وبالتأكد فلن يفي الموضوع حقه إذا تناولنا فنيات ومهارات التعامل مع الجميع لذا فإن التركيز سيكون على فن ومهارة التعامل مع الزوجة. إن أجمل صور البلاغة التي قرأتها تمثلت في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (خلقت المرأة من ضلع أعوج.. الحديث). فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يضعك أمام محك من خلاله تستطيع أن تتخذ قرارك حيال تعاملك مع زوجتك فهي كالضلع الأعوج ولا محالة في أنك إن حاولت عدله كسرته وإن أبقيته على حاله سيبقى معوجاً. لكن ألا يمكن أن نتعامل مع ذلك الضلع الأعوج بطريقة تضمن لنا السعادة والاستقرار بالتأكيد إن ذلك ممكن ومتاح للجميع إلا من نزع الله من قلبه الرحمة وافتقد سبل التعامل الإيجابي إضافة إلى عديمي الصبر وسريعي الغضب. إن فن ومهارة التعامل مع الزوجة يتطلب التعرف على بعض فنون التعامل ومهاراته لعل من أهمها فن الحوار وأسسه فإذا لم تترب على الحوار الهادف فلن تستطيع تحقيق هدفك من سعادة واستقرار لذلك فإن الحل لمثل حالتك هو في القراءة والاطلاع حول هذا الفن ومحاولة تطبيقه باستمرار حتى يصبح جزءاً من شخصيتك. والزوجة مهما كانت سيئة فإن الكلمة الطيبة والرقيقة تقلب موازين الأخلاق لديها من السيئ إلى الحسن ولا يعني أني أطالب بخداعها بكلمة طيبة ورقيقة بل أنا أدعوك إلى أن تقولها من قلبك فتكثر منها في أوقات الصفاء وقليل منها عند الكدر. ثم أعلم عزيزي الزوج أنه مثلما أنت دخلت حياة الزوجة وأنت لديك أحلام فإن المرأة كذلك تحمل أحلامها بين جوانحها بل إن أحلام المرأة أكثر غزارة وعمقاً ودورك في أن تحقق من أحلامها ما يمكن تحقيقه حسب إمكانياتك وقدراته ثم تعمل جهدك في تهذيب أحلامها المبالغة بالإقناع والتفاهم والحوار. إن جهل البعض من الشباب بفكرة الزواج وحقيقته ومراحله هي التي تكبر وتعمق المشكلات الزوجية في حين لو أدركت أن الزواج يتكون من ثلاث مراحل الأولى مرحلة الرومنسية وهي الأقصر ثم مرحلة الصراع والمشكلات ثم مرحلة الاستقرار لو أدركت أنه لا محالة من المرور بهذه المراحل في الغالب الأعم فإنك ستتعامل مع كل مرحلة بما تتطلبه تلك المرحلة وستعمل على إطالة المرحلة الأولى والانتقال إلى المرحلة الثالثة بأسرع وقت ممكن تفادياً لتعميق المشكلات وحتى لا يحصل ما لا تحمد عقباه ألا وهو الطلاق. إن ترويض الضلع الأعوج فن ومهارة لن يتقنها إلا من وفر لنفسه سبل الاطلاع والقراءة عن العلاقات الزوجية وأخذ الاستشارات من مصادرها الموثوقة. إن سياسة (سددوا وقاربوا) هي أفضل ما يمكن أن يعمل عند ترويض الضلع الأعوج فإذا ما قمت بدورك على أكمل وجه فتأكد أنك ستعشق ذلك الضلع الأعوج بل ستجد أن أجمل ما فيه هو إعوجاجه. وبالله التوفيق. * إخصائي نفسي/ اللجنة الوطنية للطفولة [email protected]