من الأسباب الجوهرية لحدوث الطلاق من وجهة نظري هو انعدام لغة الحوار بين الزوجين، حيث اننا بحاجة ماسة الى ثقافة الحوار لانه وسيلة لطرح اي مشكلة بهدوء وروية ومعرفة الاخطاء دون انفعال وحماقة، ولو فعلنا ذلك حينها ستجد مشكلاتنا الاسرية طريقها للحل في منازلنا قبل أن ندفعها الى المحاكم لأن الحلول قد تكون مؤلمة مع الاسف الشديد. ومن هنا فإن ثقافة الحوار (يا سادة) تحتاج الى تغيير سلوكيات اي طبائع جديدة بيننا وما الاب والام الا نموذج للابناء وقبل هذا وذاك ارى أن البعد عن الله سبحانه وتعالى والتمسك بتعاليمه السمحة من أعظم الاسباب التي تؤدي الى ابغض الحلال الى الله الا وهو الطلاق.. وبالتالي نرى أن من اسباب ذلك هو عدم وجود المصارحة بين الزوجين وعدم وجود ساعة للحوار الجاد في ما يحدث من مشاكل يومية والعمل على حلها وقتلها في مهدها وتلافيها، فالزوج هنا نجده يقف دور الآمر الناهي. والزوجة تقف دوراً مغايراً دور المرأة الحالمة، فلو تخلى كل منهما عن بعض مبادئه تقرباً للآخر لوجد المحبة والألفة والتواصل فيما بينهما. وهناك في يومنا هذا بعض الازواج نجده يعتبر الزواج مجرد تفريغ شهوة لا اقل ولا أكثر لم يضع نفسه زوجاً وأخاً وحبيباً واباً لتلك الزوجة المسكينة. أخي الزوج ألم تقرأ قول الرسول صلى الله عليه وسلم (استوصوا بالنساء خيراً فانهن خلقن من ضلع أعوج وان اعوج ما في الضلع اعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته.. وان تركته لم يزل اعوج ... الحديث) وقال عليه الصلاة والسلام (لا يفرك مؤمن مؤمنة ان كره منها خلقاً رضي منها آخر) ومعنى يفرك اي يبغض منها شيئاً) وقال كذلك صلوات ربي وسلامه عليه (الا واستوصوا بالنساء خيراً فانما هن عوان عندكم) اي كسيرات عندك أيها الرجل وهي اشبه بالاسير كسيرة القلب. ولهذا وجب على الرجل ان يجبر قلبها وان يرفع من معنوياتها ويحسن اليها ويكرمها، كما ان الاعتذار لها عند الاعتراف بالخطأ يعتبر ادباً جماً وخلقاً رفيعاً خاصة عندما تكون في حالة غضب. أحبتي الحياة الزوجية فن والتعامل مع المرأة فن ومن الفن اظهار المحبة والمودة بالقول والفعل. فهل جعلنا من الحوار طريقاً الى نبذ الخلافات والعمل على تآلف القلوب.. ولنجعل من رسول الهدى صلى الله عليه وسله قدوة لنا في حياتنا. من أجمل ما قرأت حول أنواع الأصدقاء | صديق يرحمك وهو من ينتشلك من الضياع ويأتي بك الى الحياة ويمنحك شهادة ميلاد جديدة وقلباً جديداً ودماً جديداً. | وصديق يهدمك ويهدم بنيانك القوي ويكسر حصونك المنيعة ويشعل النيران في حياتك ويدمر كل شيء. | وصديق يخدعك ويمارس دور المتفرج عليك ويتعامل معك بتسلية تامة وحين يحتاجك يسعى إليك وحين تحتاجه يتبخر ويصبح كالسراب. | وصديق يستغلك ويحولك الى فريسة سهلة له. | وصديق يحسدك بمد عينه الى ما تملك ويتمنى زوال ما عندك من نعمة وخير من الله. فكم من صديق لديك؟ في زمن طغى فيه الغدر والخيانة.. في زمن انعدم فيه الصدق والوفاء.. في زمن أظلم بالكذب والمجاملات.. في زمن سادت فيه الانانية والمصالح الشخصية في هذا الزمن لديك مال اذن لديك أصدقاء.. لديك جاه اذن لديك اصدقاء.. لديك منصب اذن لديك أصدقاء.. وفجأة: ذهب المال فر الاصدقاء.. زال الجاه رحل الاصدقاء.. ذهب المنصب طار الأصدقاء.. وفي هذا الزمن: لك عندي مصلحة فأنت صديقي.. لك عندي حاجة فأنت اخي.. لك عندي غرض فأنت المخلص الوفي.. انتهت المصلحة: من أنت؟ لا أعرفك؟ لا أتذكرك؟ لم أرك؟ انتهت المصلحة انتهى معها الكلام.. انتهى معها السلام.. انتهى معها حتى الابتسام.. سؤال أخير أخي القارىء.. كم صديق لك؟!. والله من وراء القصد. همسة: ما أكثر الأصحاب حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل