ما زال الوضع في جزيرة فيجي بالمحيط الهادئ يعاني عدم الاستقرار حيث تواصلت الأزمة بين الحكومة والجيش وسط أنباء متضاربة عن استعداد الشرطة للتدخل. ونسبت إذاعة نيوزيلندا إلى قائد الشرطة أندرو هيوز أن قواته ستقوم باعتقال قائد الجيش الكومودور فوريك (فرانك) باينيماراما لدى عودته من الشرق الأوسط، حيث يتفقَّد قواته العاملة ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وقال إن قائد الجيش الذي طالب مراراً رئيس الوزراء لايسينيا كاراسي وحكومته بالاستقالة سيعتقل بتهمة التحريض على العصيان وإن الشرطة تجمع الأدلة لتوجيه اتهام له بالخيانة.. لكن موقع (فيجي لايف) على الإنترنت قال إن هيوز نفى فيما بعد أن يكون اعتقال باينيماراما وشيكاً حيث ذكر أنه سيمنح بعض الوقت ليأخذ قسطاً من الراحة من رحلته وسيُستدعى للاستجواب.. وإذا لم يحضر فذلك حقه. ونقل الموقع الإلكتروني عن هيوز أن الشرطة التي تقوم بالتحقيق في تصريحات قائد الجيش خلال الأشهر القليلة الماضية ستقدم تقريراً إلى رئيس الادعاء العام قد يمثل بسببها باينيماراما أمام المحاكمة. وفي وقت سابق قال هيوز وهو من أصل أسترالي للإذاعة النيوزيلندية إن جنود باينيماراما اقترفوا خرقاً للقانون عندما استولوا على أكثر من 7 أطنان من الذخيرة المستوردة من أرصفة سوفا تحت تهديد السلاح يوم أمس الأول الأربعاء دون ترخيص ولم يكن بمقدور قوات الشرطة التي لم تكن تحمل أسلحة القيام بشيء حيال ذلك. وقال من الواضح أن الأمر في حاجة لعلاج حذر وهذا ما ننوي فعله.. فأنا أعتقد أن سحبه من الطائرة سيكون عملاً استفزازياً وغير ملائم في الظروف الحالية. وكان باينيماراما بدأ حرباً كلامية في وقت سابق محذراً من أن فيجي تتجه إلى العنف وسفك الدماء إذا لم تتخل الحكومة عن سياستها العنصرية المثيرة للخلاف أو تستقيل.. وقال باينيماراما لإذاعة نيوزيلندا إن الجيش لا يخطط لانقلاب يطيح برئيس الوزراء كاراسي.. مضيفاً: آخر شيء نود رؤيته هو العنف لكن كاراسي يقودنا إلى ذلك الاتجاه. واتخذت أستراليا ونيوزيلندا استعدادات لإجلاء الآلاف من مواطنيها الذين يقضون عطلاتهم في فيجي إذا ما اندلع العنف. وكان كاراسي قد رفض مطالب باينيماراما بإلغاء تشريعات جديدة بالعفو عن مواطني فيجي الأصليين المدانيين بتهمة الإطاحة بالحكومة التي يسيطر عليها المهاجرون من أصل هندي في أيار - مايو 2000م. وقال قائد الجيش إن المتورطين في الانقلاب أعضاء الآن في الحكومة التي تروِّج ما يُسمى بقانون المصالحة الذي ربما يسمح بإطلاق سراح قائد الانقلاب جورج سبيت الذي يقضي عقوبة بالسجن مدى الحياة بتهمة الخيانة مع المتورطين الآخرين.. وقال قائد الجيش إن البلاد مرَّت بمحنة حقيقية عام 2000، وبالتالي هنالك شيء يجب عمله.