السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد.. تعقيباً على مقالة كتبتها الأستاذة ندى الفايز بعنوان: (نبوءة دانيال)، وذلك في 21-9-1427ه.. أقول متوكلاً على الله تعالى ومستعيناً به: بادئ ذي بدء اعترف وأقر بأن علمي بالسياسة وعلاقتي بها كعلم وعلاقة عامل بناء آسيوي إذا سُئل عن أجود أنواع التمور في نجد، أو كعلم فلاح نجدي بسيط بلغ الثمانين من عمره في قرية من قرى نجد إذا سُئل عن انطباعه ورؤاه بشأن العولمة!! ولكني - ولله الحمد - قارئ نهم، ولا أتورع عن قراءة أي كتاب يقع في يدي حتى لو في السياسة. ومما وقع في يدي أخيراً كتاب ألفه جورج بوش، وهو ليس رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية الحالي، وليس والده رئيس الولاياتالمتحدة الأسبق أيضاً، بل إنه جد الرئيس الحالي. وبوش الجد (بروفيسور وعالم من علماء الاستشراق الأنجلو ساكسوني) كما وصفه مترجم الكتاب ومحققه الدكتور الفاضل عبدالرحمن بن عبدالله الشيخ وفقه الله تعالى. إني أنصح الجميع بقراءة هذا الكتاب، فهو بإيجاز يدلنا إلى القائد الحقيقي والموجه الأول والأخير لرئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، ووصف بأنه أحد مصادر الفكر الغربي الأمريكي اليميني المتطرف. إن كل ما ورد في هذا الكتاب مثير، ويضع كثيراً من النقاط على كثيرٍ من الحروف. إنه بحر متلاطم من الرؤى والأفكار التي لا يسع المجال هنا لإبرازها أو لإبراز بعضها على الأقل، ولكني اخترت عبارة تدل على أهميته ووجوب قراءته من لدن كل مسلم وعربي. فقد جاء فيه في صفحة (433): (والتمركز في أرض الفرات التي أشارت إليها النبوءة (دانيال ويوحنا) ضروري لتكون قوى الخير قادرة على سحق الجراد من ناحية، والثعابين والعقارب من ناحية أخرى).. ستزداد أهميته عزيزي القارئ إذا علمت أن الجراد من وجهة نظر المؤلف (العرب) والثعابين والعقارب الترك والأكراد والإيرانيين!. لنقف عند هذه العبارة كثيراً ونرى ما تفعله أمريكا الآن في العراق، وما ستفعله مستقبلاً سواء في المستقبل القريب أو البعيد. والسؤال الكبير ليس: ماذا ستفعل؟ لأن العبارة السابقة تجيب عنه بسهولة. ولكن السؤال المزلزل هو: لماذا فعلت أمريكا ذلك، ولماذا ستفعل ما ستفعله لاحقاً؟؟ إن هذا الكتاب وغيره من الكتب التي ألفها بوش الجد (1796-1859) تجيب وبقوة على كل الأسئلة صغيرها وكبيرها. يجب أن نقرأهم لأنهم يقرؤوننا لنفهمهم فهو يفهموننا، ولنقرأ لنَعلم ما حولنا ولنُعلم من حولنا. أوصي الجميع بقراءة هذا الكتاب بالإضافة إلى كتاب آخر لنفس المؤلف ونفس المترجم وعنوانه: (وادي الرؤيا أو إحياء عظام بني إسرائيل). عبدالله إبراهيم البريدي [email protected]