حرصنا في النادي الأدبي بالرياض - بعد عدولنا عن إصدار (كتاب الشهر) لما اعترى تلك الخطوة من وجود ضعف في بعض ذلك الإصدار - حرصنا على أن لا يطبع النادي أيّ كتاب إلاّ بعد تحكيمه والاتفاق من المحكمين على صلاحيته للنشر .. ككتاب يحمل قيمة أدبية أو ثقافية مشرفة للنادي، ومشرفة لصاحب الكتاب. ولذلك عمل النادي لائحة تتوخّى الجودة الفنية والنضوج الفكري لما يتولّى طباعته ونشره. وهذه اللائحة مستوحاة - إلى حد كبير - من لوائح المؤسسات العلمية كالجامعات، والجهات الأخرى المعنية بجودة ما تنشره من مطبوعات. فجاءت اللائحة على النحو التالي: 1- تقدّم الكتب إلى النادي، إمّا عن طريق الاستكتاب المباشر .. وإمّا بمبادرة من صاحب الكتاب نفسه. 2- يعرض الكتاب على مجلس الإدارة .. فإذا تمّت الموافقة عليه - من حيث المبدأ - 3- يحال الكتاب إلى فاحصيْن .. أحدهما من أعضاء مجلس الإدارة .. والآخر يكون من الوسط الأدبي والثقافي، أو الأكاديمي. وعند تضارب الرأي بين المحكميْن بأن يقرر أحدهما أنّه صالح للنشر .. والآخر يرى أنّه غير صالح للنشر .. عند ذلك نحيله إلى محكم (ثالث) ليرجِّح أحد الرأيين: الصلاحية أو عدمها. 4- في حالة عدم ملاءمة الكتاب للنشر من قِبل النادي .. يعتذر لصاحب الكتاب وتعاد إليه نسخة الكتاب. وأحياناً نزوِّده بملاحظات المحكمين دون ذكر أسمائهم .. وذلك لأجل أن يستفيد من تقارير المحكمين. 5- في حالة وجود ملحوظات - لا تحول دون نشر الكتاب - يعاد إلى صاحبه لتلافي وتعديل ما عليه من ملحوظات ثم يعيده إلى النادي. 6- في حال عدم وجود ملحوظات على الكتاب أو تلافي الملحوظات إن وجدت، تتخذ عند ذلك الإجراءات التالية: أ- يحال إلى وزارة الإعلام لفسحه وإجازة طباعته ونشره. ب- يطبع من الكتاب كحد أدنى (ثلاثة آلاف) نسخة إلى خمسة آلاف. ج- يعطى المؤلِّف كحد أدنى (200) نسخة. وقد يطلب مزيداً من النسخ فيعطى ما طلب. د- تعطى الشركة العامة للتوزيع (2000) - ألفي نسخة - لبيعها في السوق العامة. ه- يُمنح المؤلِّف مكافأة مادية مناسبة يقرُّها مجلس الإدارة وفقاً للائحة التقويم. مكتبة الأمير فيصل بن فهد بدأت المكتبة تتكوّن في عهد الزميل أبي عبد الرحمن بن عقيل ثم توسّع النادي في تطويرها عبر السنين .. وذلك بتزويدها بكلِّ جديد ومفيد من الكتب والدوريات العربية، والإسلامية، والأجنبية. تضم المكتبة (إلى ما قبل عام 1422ه؛ وهو عام احتفالنا بمرور ربع قرن على إنشاء النادي) عشرة آلاف ومئة وواحد وثلاثين عنواناً (10.131) ولا بدّ أنّها استزادت بعد ذلك التاريخ. يبلغ عدد الدوريات التي تقتنيها المكتبة (سبعين دورية) بعدد من اللغات، منها دوريات مكتملة الأعداد متوقفة مثل مجلات: (المقتطف) و(الرسالة) ومجلة (المسرح) وغيرها. وهناك دوريات أجنبية مكتملة الأعداد أيضاً أو شبه مكتملة .. مثل (الأسكوريال) .. دورية (مدرسة الدراسات الشرقية، والأفريقية، بجامعة لندن) .. ودورية (الثقافة الإسلامية) .. إلخ. مؤتمرات الأندية الأدبية أول مؤتمر عُقد لرؤساء الأندية الأدبية بالمملكة .. كان (مؤتمر نادي القصيم) وللدكتور حسن فهد الهويمل فضل السّبق في هذا .. وإن كان محدود الفعاليات كطبيعة التجربة الأولى .. وفي العام الذي يليه استضاف نادي الرياض المؤتمر الثاني لرؤساء الأندية .. عام ..؟ والمؤسف أنّ كتاب (مسيرة النادي في ربع قرن) الذي أصدرناه بمناسبة مرور ربع قرن على تأسيس النادي عام 1422ه، لم يذكر شيئاً عن (مؤتمر الأندية الأدبية) سوى (المؤتمر الحادي عشر) الذي استضافه نادي الرياض للمرة الثانية في 30-12-1415ه إلى يوم 4-1-1416ه وقد ألقى الأمير فيصل بن فهد بن عبد العزيز فيه كلمة من أروع وأجمل ما ألقي أو قيل في الأندية الأدبية، وعن الأدب والفكر والثقافة بعامة، مما يدل على عمق ثقافته وسعتها - رحمه الله -. إنّ إغفال كتاب (مسيرة النادي في ربع قرن) للتطرُّق لمؤتمرات رؤساء الأندية وبعض أعضاء مجالس إدارتها، هو نقص وخلل كبير يجب تلافيه ولو بعد هذا الزمن الطويل على توقُّف هذه المؤتمرات. ذلك أنّ هذه المؤتمرات الأدبية الثقافية السنوية ذات فعالية جيدة في الحركة الأدبية الثقافية في المملكة، ولا ينكر دور الأندية وجميع نشاطاتها ومنها تلك (المؤتمرات) إلاّ جاحد أو معاند.