* رغم أني لستُ من هواة متابعة التلفاز وقلما يكون لدي الوقت لمشاهدة برامجه.. وحتى لو كان لدي بعض الفراغ فإني أؤثر الانشغال بشيءٍ آخر عن متابعته وذلك لأسباب كثيرة! * وقد تبدل الوضع عندما علمت أن إحدى القنوات تعرض في شهر رمضان مشاهد عنف وغزو وتخريب وغير ذلك، فجاهدت نفسي لمشاهدتها رغم ضيق الوقت، وتابعت على مضضٍ القليل منها فهناك مسلسل تمَّ عرضه في شهر رمضان الذي يشيع في النفس الميول العدوانية ويحرض على الإجرام بوسائل مختلفة.! * وتناسينا أن المتلقي سواء من صغار السن والأطفال الذين يتوقون لمتابعة ذلك وبنهمٍ شديد، وهذه إحدى وسائل الغزو والعنف عن طريق العقل، بما تطرحه من وسائل تعزز في الكثير الإرهاب الذي يرفضه بالقطع ديننا الإسلامي الحنيف. * رغم أن هناك برامج هادفة وتاريخية كما سمعت منها مسلسل (خالد بن الوليد) وغيره، ويعرض انتصارات المسلمين في معارك متعددة، وتشحذ في النفس العزة والكرامة والإباء.. وما زلت أردد: هناك برامج لا ترقى إلى المستوى المطلوب.. والحرية في نظري ونظر الكثير من المتابعين هي ملامسة الواقع وتعرية المشاكل وإظهارها وإيجاد الحلول لها وهذا ما نأمله جميعاً. * فهناك بعض على وجه الخصوص لا التعميم مسلسلات وهي حافز قوي لغرز العنف والكراهية في الذات البشرية ولستُ أتحدث من فراغ وإنما عن دراسة واقع نعيشه ونحياه.! وكان الأجدى والأولى توخي الحذر والحيطة وعدم بث مثل هذه الحلقات في هذا التوقيت بالذات. * أليس الأجدى بنا أن نحسن الاختيار ونبحث عن تاريخنا المليء بالقدوة الحسنة وتاريخ الإسلام المشرق بدءاً من الفتوحات الإسلامية، وحروب المسلمين ضد الروم وغيرها من فتوحات الرسول عليه الصلاة والسلام والانتصارات التي حققها المسلمون آنذاك! والعارف لا يُعرف إذ إن تاريخنا الإسلامي أكبر شاهد على انتصاراتنا في أقاصي الشرق ومغاربها.! * ألا ينبغي أن نقف عند تلك البطولات الفذة ونتذكَّر عزتنا وكرامتنا التي وصلنا إليها رغم قلة العتاد.! * أم أننا نهوى ونتبع غير المجدي، الذي يرسخ في صغارنا الميول إلى العدوان، والعنف بطرق غير مباشرة! * إنني أتحدث من دافع ألم وحزن لما أراه يبث عبر شاشاتنا الفضائية من برامج مضيعة للوقت، في شهر المغفرة والرحمة.. شهر يجمعنا على المحبة والإخاء والتكاتف والتقارب ونبذ كل ما هو مذموم.. هذه إحدى رسائلي لجهات الإعلام المختصة، إذ إن الأمانة ثقيلة وحملها الإنسان وكان ظلوماً جهولاً، وأنا بدوري بلغت ما استطعت من جهد بسيط بالكلمة والحرف، وأُشهد ربي، والله المستعان. مرفأ إعلامنا يهتم بالكم على حساب الكيف! خريف دمشق 2006