لا نجد أباً يتخلى عن أبنائه وقت الشدة والحاجة له ولو كان غير راضٍ عنهم، فما بالك بأب يبادل أبناءه ويبادلونه المحبة في أعلى مراتبها، وهذا ما يربط خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بأبناء شعبه، وقد كان له الكثير من المواقف - حفظه الله - التي كانت بلسماً شافياً سواء للفرد أو للجماعة أو للشعب بأكمله، وما موقفه - حفظه الله - الأخير حيال سوق الأسهم إلا لمسة من لمساته الحانية التي تهلل الجميع لها، فانهيار سوق الأسهم تضرر منه الكثير، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وقد كان لديّ بعض السُّهيمات، حفظهن الله لي وحفظني لهم وقبل ذلك حفظ الله لنا جميعاً خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، أقول: كان لديَّ بعض السهيمات التي تم شراؤها بعد دراسة متأنية، ولكن ما حصل للسوق لم يفرق وطال الانهيار جميع الأسهم؛ مما خلط الأوراق على الجميع، حتى إن الوضع اختلط لدى المحللين المتخصصين كما رأينا تحليلاتهم على الشاشات، وكنت أحتفظ بتلك السهيمات على رغم النصائح بالتخلص منها وعلى رغم التعليقات واليأس لدى البعض بأن لا قائمة للأسهم بعد ذلك. ولكن كان لديَّ الأمل الكبير كما هو لدى الكثيرين ولله الحمد بأن الوضع لن يبقى دون تدخل من الحكومة الرشيدة، وعلى رأسها الوالد القائد حفظه الله، وهذا شعور زرعه القائد بمواقفه الإيجابية دائماً. وكانت السفينة تغرق وعلى متنها الكثير من أبناء الشعب الذين أمثِّلهم بركاب السفينة التي تعرضت لأمواج عاتية، وكان بين الركاب الشاب والعجوز والمعوق وعديم التصرف والقادر والعاجز، فهم أخلاط متباينة لا يستطيعون إنقاذ أنفسهم إلا بمساعدة. وهاهي اليد الحانية تمتد لركاب تلك السفينة فتنقذهم من الغرق بتلك الأوامر والتوجيهات، وقد كانت تلك الأوامر والتوجيهات دافعاً لبعض رجال الأعمال المخلصين كالوليد بن طلال بالتدخل في عملية الإنقاذ.. فشكراً من القلب. وباسمي وباسم ركاب تلك السفينة أتقدم إلى خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والحكومة الرشيدة بالدعاء لهم بالتوفيق، وأن يحفظهم ويحفظ للمملكة أمنها ورخاءها، فالحب المتبادل يظهر في أرقى صوره عندما يترجم إلى أفعال مخلصة متبادلة تعبر عن ذلك الحب الكبير والولاء الذي يسكن القلوب، ولتبقَ هذه الأسرة الواحدة متماسكة يربطها الود والرحمة والإخلاص تحت سقف بيتها الكبير الذي هو المملكة العربية السعودية، فحفظ الله الجميع قيادة وشعباً، وشكراً لجريدتي المفضلة جريدة (الجزيرة). والله من وراء القصد..