افتتح الدكتور عبد الله بن محمد الغذامي مساء أول أمس الاثنين المعرض التاسع عشر للفن التشكيلي السعودي الذي تنظمه وكالة الشئون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام على صالة مركز الملك فهد الثقافي بحضور وكيل الوزارة للشئون الثقافية الدكتور عبد العزيز السبيل والدكتور يوسف العثيمين رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون وعدد من الأدباء والمثقفين ومنسوبي الوزارة والفنانين التشكيليين وطلبة قسم التربية الفنية ومتذوقي الفنون التشكيلية، حيث قام الدكتور الغذامي بجولته على المعرض مستمعاً لشرح الفنانين عن الأعمال التي بلغ عددها ما يقارب 150 عملاً فنياً قدمها مائه فنان وفنانة من مختلف مناطق المملكة واشتملت على أساليب وخامات معاصرة متنوّعة من مختلف المدارس الفنية إضافة إلى الأعمال التطبيقية التركيبية وأعمال النحت رصد لجوائزها مئة وعشرة آلاف ريال حصل عليها كل من الفنانين: طه صبان وسمير الدهام، عبد الله المرزوق، حنان حلواني، سامي الحسين، نايل ملا، عبد الله حماس، محمد سيام، حميده سنان، فهد خليف، صديق واصل، وقد أبدى الدكتور الغذامي سعادته وإعجابه بهذا الكم الكبير من الأسماء والعطاءات التشكيلية التي قال عنها إنها لا تقل عن أي إبداع عالمي، مشيراً إلى أن في الوطن الكثير من المبدعين والموهوبين من الجنسين لديهم القدرة على التميّز والنجاح كما تحدث الغذامي أن الفن التشكيلي السعودي اليوم يعيش مرحلة مهمة وعصر ذهبي من الدعم والاهتمام وإقبال الجمهورعلى اقتناء الأعمال، إذ لا يمكن أن يخلوا منزلاً من المنازل من لوحة تشكيلية عوداً إلى ما يتمتع به هذا الفن من قبول من مختلف الشرائح، فالفن التشكيلي لغة لا تحتاج لمترجم، بل تصل إلى الوجدان عبر بوابة الألوان والخطوط والفكرة, وشكر الغذامي الفنانين على هذا الجهد المتميّز. التشكيلون والأدباء خلال الفترة الماضية وبعد تولي وكالة الشئون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام مهام الفنون التشكيلية وسعيها لتفعيل هذا النشاط والإبداع المهم والفاعل في الحراك الثقافي قامت الوكالة ممثلة في وكيل الوزارة الدكتور عبد العزيز السبيل في تقريب المسافة وسد الفجوة بين المبدعين الذين كانوا على غير وفاق في كيفية مزج وتلاقح سبل التعبير المشتركة بينهم، فالأدباء في واد والتشكيليون في واد آخر والمسرحيون أكثر تباعداً عن الاثنين.. وهكذا إلا أن في فكرة دعوة الأدباء لافتتاح المعارض التشكيلية كانت الوسيلة والعلاج الناجع لتلك المعضلة أو الفجوة وكانت الأيام الماضية حافلة بتكريم الأدباء للفنانين، إذا صح التعبير أو كما يعلّق به الكثير من الفنانين. عوداً إلى تكريم الوزارة للإبداعين في وقت واحد، تكريم وتقدير لرموز الأدب وتكريم للفنانين والفن التشكيلي بحضورهم، والوقع أن صلة الرحم بين مختلف الإبداعات كبيرة وخصوصاً الفن التشكيلي والأدب كما نراه في المسميات والصفات التي أطلقت على الفن التشكيلي ومدارسه مثل الانطباعية والسريالية والواقعية إلى آخر المنظومة التي منحها نقاد الأدب من خلال الأسبقية لنقاد الفن فأصبحت مسميات مشتركة يجمعهم قاسم مشترك وهو الإبداع واستلهام الواقع الإنساني بكل معطياته. كما أن العلاقة الكبيرة بين التشكيليين والأدباء تبرز من خلال ما يتم من تواجد للوحة على أغلفة الروايات والقصص ودواوين الشعر، حيث تحولت أرفف المكتبات ومعارض الكتاب إلى قاعات عرض للوحات التشكيلية التي تزدان بها تلك الكتب. حضور متميّز حظي معرض الفن السعودي المعاصر التاسع عشر بحضور متميِّز قل أن نجده أو نراه في كثير من المعارض وكان ضمن هذا التميّز تنوع الميول واتجاهات الحضور بين أدباء وكتاب ومسرحيين مما أضفى على المعرض طابعاً مختلفاً وفرصاً أكثر للحوار وتبادل الآراء وتجديد العلاقات وتقريب مفاهيم التلاحم بين المبدعين الذين غصَّ بهم بهو مركز الملك فهد الثقافي بالرياض كما كان للتواجد الإعلامي ممثلاً في مندوبي الصحف والتلفزيون، حيث تسابق كل منهم في أخذ انطباعات ضيف الحفل المحتفى به الدكتور الغذامي وانطباعات الحضور. وكان لنا من هذه الانطباعات نصيب، حيث تحدث الفنان على الرزيزاء عن مشاعره في هذا اللقاء الذي جمع الأدب بالفنون التشكيلية، مشيراً إلى أهمية ومكانة الدكتور الغذامي التي كان لها الدور في هذا الحضور مع ما حظي به الأدباء في افتتاحهم المعارض السابقة، مما يؤكِّد آن الفكرة التي تبنتها وكالة وزارة الثقافة للشئون الثقافية في دعوة الأدباء لافتتاح المعارض التشكيلية فكرة صائبة وناجحة. من جانبه تحدث الفنان عبد الله حماس الذي حضر خصيصاً من جده قائلاً إن في وجود هذا الكم من الحضور من مختلف مشارب الإبداع يضفي على نشاط وكالة الوزارة للشئون الثقافية بعداً جديداً ورؤية مستقبلية للارتقاء بأسلوب إنجاح افتتاح المعارض وكسب العدد الكبير من متذوقي الفنون التشكيلية ولقد كان لوجود الدكتور عبد الله الغذامي إضافة متميّزة أضفت الكثير على المعرض والفنانين. فعاليات على هامش المعرض هناك أمسيتان تقامان في مركز الملك فهد على هامش المعرض، الأولى اليوم الأربعاء الساعة التاسعة والنصف تتضمن محورين الأول قراءة فنية عن أعمال المعرض للناقد سيد الجزايرلي والمحور الثاني الفن التشكيلي السعودي رؤية مستقبلية للفنان عبد العزيز عاشور، ويدير الندوة الفنان ناصر الموسى. الأمسية الثانية يوم الأحد الخامس عشر من شهر رمضان ويشارك فيها الدكتور أحمد عبد الكريم بالمحور الأول بعنوان نماذج من المنجز السعودي والمحور الثاني بعنوان الفنان السعودي والتجربة الخارجية للفنان فيصل السمرة ويدير الندوة الفنان محمد المنيف. فلاشات سريعة * بعد افتتاح المعرض قام الدكتور الغذامي بتوزيع شهادات التقدير للمشاركين. * الغذامي كان سعيداً بما سمع من آراء تشيد بأعمال ابنته رحاب التي استضيفت في المعرض. * كان تواجد الدكتور يوسف العثيمين رئيس مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون فرصة للكثير من الفنانين والمثقفين لطرح أسئلتهم واستفساراتهم حول مستقبل الجمعية فكان أكثر دبلوماسية وتفاعله معهم أشعل فيهم التفاؤل بالكثير من الإنجازات مطالباً بمنحه ومجلس الإدارة الجديد فرصة لصياغة الخطط والبرامج. * الأستاذ عبد الرحمن العليق مدير عام مركز الملك فهد الثقافي أكثر الحضور سعادة. * كان ضمن الحضور عدد من أعضاء السلك الدبلوماسي. * شهد المعرض تواجداً وتحركاً نشطاً كما شهدت المناسبات الثقافية الأخرى ومنها المعارض التشكيلية في الفترة القريبة من قبل المجلة الثقافية بالقناة الثانية التي يقوم على إعدادها الأستاذ عبد الإله الفايز والأستاذ نادر الجهني ويخرجها الأستاذ حسام الميمان استعداداً لتقديم حصيلتها من تلك التغطيات في دورة البرنامج القادمة التي ستبدأ بعد عيد الفطر وستشتمل على الكثير من اللقاءات والأخبار التشكيلية. الجدير بالذكر أن المجلة قدمت الكثير من هذه الأنشطة في دوراتها السابقة وهو جهد استحق تقدير وإعجاب التشكيليين. * الفنان محمد إبراهيم الفارس قام بجهد كبير مع عبود الضمدي في تنظيم وإعداد المعرض الذي لاقى استحسان الجميع.