الرقم ال(23) الذي حمله معرض الفن التشكيلي السعودي المعاصر يعني الكثير بالنسبة للكثير من الفنانين، وخصوصاً المخضرمين الذين كانوا فرسان هذا المعرض ووجوهه البارزة في مراحله الأولى، عندما كان هذا المعرض ضمن أنشطة الرئاسة العامة لرعاية الشباب. وهذا المعرض الأخير الذي حمل هذا الرقم افتتحه بمركز الملك فهد الثقافي في الرياض نائب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالله بن صالح الجاسر، بحضور وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان، والذي تنظمه وزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الشؤون الثقافية. وقد تجول الدكتور الجاسر والحضور في أروقة المعرض، وقام في نهاية الجولة بتكريم الفائزين العشرة الأوائل الفائزين بجوائز المعرض، وتكريم أعضاء لجنة التحكيم. وفي نهاية الحفل سجل الدكتور الجاسر كلمة في سجل المعرض، عبّر فيها عن سعادته هذه الليلة بحضور الدورة الثالثة والعشرين للفن السعودي المعاصر، وقال: «رأيت إبداع الفنان السعودي في مجموعة من اللوحات التي تعكس عمق الأصل والإبداع والخبرة التي يتمتع بها الفنان السعودي من خلال مدارس فنية متعددة، لهم كل التوفيق». وعن المعرض قال الفنان التشكيلي سعد العبيد إنه سعيد كثيراً بحضور حفل افتتاح معرض الفن التشكيلي السعودي المعاصر في دورته الثالثة والعشرين، الذي قامت على إعداده وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام. وذكر أن المتابع لمثل هذه الأنشطة والمعارض يلمس الجديد بين كل معرض وآخر. أيضاً ما يميز هذا المعرض وجود وجوه جديدة، قدموا أعمالاً إبداعية كثيرة؛ وهذا يدل على أن هناك جهات ترعى وتدعم هذا الفن. وتمنى التوفيق للجميع. من جانبهم، عبّر الفنانون والفنانات عن انطباعهم عن المعرض. وعبّر الفنان التشكيلي الدكتور سلطان عبدالله بن زياد قائلاً: حاولت أن يكون الجو العام باللوحة يتجاوز حياة القرية إلى العالم الفسيح. فقصص الحب مثلاً نجدها متشابهة لدى الشعوب. مؤكداً أن الإنسانية قيمة واحدة، لا تتغير عبر الزمان. مشيراً إلى أن البرامج التثقيفية من اختصاص الجهات الثقافية؛ فهي الأقدر على ذلك. واقترح الزياد صالة دائمة للفنون التشكيلية في مركز الملك فهد الثقافي؛ حتى لا تتكرر الجهود في تنظيم مثل هذه المعارض الكبرى. وقد حصل الزياد على المركز الأولى في المسابقة بلوحته (قصة) بعد توقف دام 15 سنة عن المشاركة في المعارض الفنية بسبب انشغاله في أعماله التجارية في مجال تصميم الهويات. كذلك قال الفنان التشكيلي يوسف عبدالقادر إبراهيم: «إن مسابقة الفن التشكيلي المعاصر أصبحت علامة ومطمحاً لكل فناني المملكة. ومشاركة كل الأسماء المعروفة وغير المعروفة بالساحة التشكيلية ما هي إلا تأكيد على أهمية المسابقة وجديتها. وكذلك استمرار النسخ السنوية للمسابقة حتى وصلت إلى النسخة ال23. وفوزي بهذه المسابقة هو تتويج لتجربة جديدة من تجاربي - والحمد لله - التي أثبتت نجاحها. وانضمت هذه الجائزة واللؤلؤة إلى أخواتها من الجوائز فأصبحت لؤلؤة في عقد إنجازاتي التي أفتخر بها لمجموعة من تجارب، حققت - بفضل الله وحده، ثم بجهد وفقني الله له - اثنتي عشرة لؤلؤة عالمية وعربية وخليجية ومحلية. لكن مسابقة المعاصر لها نكهتها الخاصة؛ إذ إنها تضم صفوة المشاركين والفنانين السعوديين البارزين، والفوز بينهم له سحره ورونقه وجماله وتحديه. فالشكر لله ثم لكل القائمين على المسابقة الذين تميزوا بالاحترافية والجهد المتميز». وللفنانة التشكيلية أمل حسين فلمبان كلمة؛ إذ قالت: «مسابقة الفن المعاصر التي تقيمها وزارة الثقافة مشكورة من أهم المسابقات؛ لأن الأعمال المشاركة تدخل في منافسة الإبداع والحداثة. وما أراه في المعرض يؤكد كلامي؛ لأن الأعمال المشاركة أعمال جميلة جداً، مع ظهور أساليب مختلفة الطرح وأسماء جديدة تدخل المنافسة بجدارة. ونهنئ جميع المشاركين ونبارك للفائزين في هذا المعرض، وأشرف بأن أكون إحدى الفائزات في المسابقة». كذلك عبر الفنان التشكيلي نذير مصطفى ياوز بقوله إنه سعيد بالمشاركة في هذا المعرض وإبراز عمله للمتلقي العادي والمثقف والأديب وجميع محبي هذا الفن، إضافة إلى روح المنافسة والمشاركة برؤيته البصرية التشكيلية برؤية معاصرة وحديثة. وبارك لجميع الفائزين والمشاركين بغض النظر عن الفوز، وقال إن هذا بالنسبة له ترابط أخوي، يجمعهم في معرض متنوع بأهازيج لونية، تمثل ثقافات متعددة في حدود شاسعة في وطن مترامي الأطراف، تختلف به الثقافات والعادات والتقاليد. وأضافت الفنانة التشكيلية جواهر إبراهيم بن الأمير قائلة إن معرض الفن السعودي المعاصر يعتبر فرصة للاطلاع على الجديد في الساحة التشكيلية المحلية وتبادل الخبرات بين الفنانين والفنانات من مختلف مناطق المملكة في معرض واحد يجمعهم، شاكرين لوزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الشؤون الثقافية جهودهم في تنظيم المعرض وإقامته.