اتخدري اسم الله يا زينهْ يا وردهْ من جوه جنينهْ زهر القرنفل يا عروسهْ والورد خيّم علينا وتقوم العروس وسط الزغاريد بحركات راقصة خفيفة هادئة (لا سامبا ولا رومبا) والعريس جالس (كالتمثال) بالكاد يستطيع إرسال البسمات، وبعد أن تتخدر (ولا علاقة لذلك بتاتا بالمخدرات وإنما هو مأخوذ من ذوات الخدور - (الخدر مخبأ العذراء - وربّات الستور) تخرج لتغير بدلتها وتعود لتتخدر مرة أخرى، وجرت العادة أن تغير العروس سبع بدلات (البيضاء والوردية والزرقاء الفاتحة (سماوي) والحمراء الغامقة (توتي) والخضراء الفاتحة (الفستقي) والسوداء (ملك الألوان) والبنفسجية (الأزرق الأحمر) وتصوروا لو كانت هذه العادة سارية المفعول (إلى الآن) فكم سيتكلف العريس ثمناً لهذه البدلات وإن أنس لا أنس تكاليف (التسريحة) حيث تتقاضى الكوافيرة مبلغا أقله (3000) ريال (أغلى من عملية زرع الشعر) وقد كانت العروس تزينها وتسرحها شقيقتها أو قريبتها مجاناً. رفقا بالعرسان والعرايس بتقليل التكاليف من مهور ومصاغ وملابس لنستطيع أن نزف (العايزين)، ولا بأس بإغراق العروسين بالهدايا القيمة التي تلزم لحياتهما الزوجية فعلاً فمطالب الحياة عامة شاقة ومطالب الزواج أشق وإلى الله المشتكى. ولا بأس بأن أصف لكم يوم الزفاف في نابلس قبل (50 - 60) سنة. قبل الزواج بيوم أو يومين يستأجر والد العروس أحد الحمامات التركية وينزل مناد يحمل (طبلة - دربكة) ويدعو كل أهل نابلس للاستحمام مع العريس ثم يخرج العريس محاطا بالأقارب والأحباب سيراً على الأقدام مصحوبا بالأناشيد والأهازيج الحماسية، وإذا مرت هذه (الزفة) أمام حلاق رش عليها العطور خاصّاً العريس بكمية أكبر، وإذا مرت أمام محل حلويات يقوم الحلواني بإطعام العريس والقريبين منه من الحلويات وتمشي المسيرة، وبين فترة وأخرى تقف الزفة لإنشاد الأناشيد وقوفا بصفين والحدّاء أو المنشد الرئيسي محمولاً على كتفي رجل قوي ينشد ويهتف ويحيي أهل العروسين الكرام ويهز جسمه ويشير بيديه ذات اليمين وذات الشمال (والله يعين من يحمله) إلى أن تصل الزفة إلى بيت العريس (حيث يقام الفرح) لا استراحة ولا صالة ولا فندق، ويدخل العريس في لحظة من انعدام الوزن من أقارب العروسين، ثم تبدأ الحفلة لفترة من الزمن ثم يخرج العريس حيث يحتفل به حفل رجالي وتبقى العروس باحتفال نسائي. ويستمر الاحتفالان إلى ما بعد منتصف الليل والعريس والعروس على أحر من الجمر بانتظار اللقاء.. و(عقبال البكاري). نزار رفيق بشير - الرياض