بدا العميد فاروق بوظو رئيس لجنة الحكام الرئيسية في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم كالمعلم وسط التلاميذ في المحاضرة الصباحية التي تُعقد يومياً في مقر اقامة الحكام، ويتم التطرق فيها الى شرح الاحداث والاخطاء التي قد تكون حدثت. وعموماً فان بوظو مسرور بالمستوى التحكيمي "حتى الآن لم يتقدم اي فريق باي احتجاج على مستوى التحكيم، وهذا نادراً ما يتم في البطولات الكبيرة. شاهدنا الحكام وهم يوفرون الحماية الكافية للاعبين وجاءت كل قرارتهم عادلة ما لاقى قبولاً لدى مدربي المنتخبات، الى درجة انني طالبت المدربين بالحضور الى محاضرات التحكيم لكنهم لم يحضروا وهذا يدل على ان الجميع راضٍ عن الحكام. الشيء المهم، اننا كسرنا عقدة بعض الفرق العربية والخليجية خصوصاً تلك التي كانت لا تحبذ ان يقود مبارياتها حكام خليجيون. ونجح الحكام الخليجيون ونالوا تقديراً من كل المراقبين، ولا اغفل ان لياقة الحكام مرتفعة ما مكنهم من اخذ مواقع قريبة من الحدث، فخرجت قراراتهم دقيقة وسليمة". وعن الدرجة التي يمنحها لهم في شكل عام حتى الآن، اكد رئيس لجنة الحكام انها "لاتقل عن 8 من 10... وهذا مبني على تقييمات مراقبي المباريات التي اعطت الحكام الدرجة ذاتها". وعن المعايير التي يتم تقييم الحكم من خلالها، اوضح بوظو "اللياقة البدنية للحكم، وصحة قراراته طيلة ال90 دقيقة فضلاً عن توظيف لياقته لاتخاذ المواقع الصحيحة التي تسمح له باكتشاف الاخطاء فور وقوعها. كما ان درجة تعاونه مع المساعدين تسهل من مهمته كلما ازدادت فتزيد بالتالي التقدير الممنوح له. ومعرفة اسلوبه الامثل لبسط سلطته على المباراة، إضافة الى نسبة تقبل اللاعبين لقراراته وامكانته الذهنية والنفسية في اتخاذ القرارت الصعبة وفي مواجهة الضغوط والمشكلات خلال المباراة. اما الحكم المساعد فيقيم من خلال موقفه واشاراته وتحركاته، والاهم من ذلك قدرته على التركيز والتقدير السليم وقدرته على التفريق بين حالات التسلل الصحيحة وغير الصحيحة... الى جانب شجاعته وسرعة ردود افعاله". المعاملة بالمثل وعن وجود حكم من الولاياتالمتحدة الاميركية وحيد بين الحكام الآسيويين، اوضح بوظو:"هناك برنامج تعاون مع اتحاد اميركا الوسطى، هم استعانوا بحكمي ساحة واخريين مساعدين في الدور النهائي لبطولة الكونكاكاف وفي الكأس الذهبية. وعلى هذا الاساس تم ترشيح حكم اميركي منضوي تحت لواء اتحاد الكونكاكاف. في السابق كان هناك تعاون بين اتحادنا والاتحاد الافريقي حيث رشحوا حكماً ليبياً ومساعد من الكاميرون الا اننا وازاء المواقف الاخيرة له اوقفنا الامر حتى اشعار آخر. وفي مجال التعاون مع الاتحاد الاوروبي كان هناك حكم ساحة آسيوي وآخر حكم مساعد في نهائيات التصفيات الاولمبية الاوروبية، واستعنا نحن بحكمين اوروبيين في النهائيات الاولمبية الآسيوية. وطلبنا من الاتحاد الاوروبي تبادل الحكام على نطاق النهائيات القارية وعلى مستوى المنتخبات، وعندما لم يستعن الاتحاد الاوروبي بحكامنا في نهائيات "اوروبا 2000" لم نستعن باي حكم اوروبي. فمبدأنا يقوم على التعامل بالمثل ، وحكامنا ليسوا باقل كفاءة من نظرائهم في القارات الاخرى، لأنهم سجلوا نجاحات ملحوظة ووصلوا الى نهائي كأس العالم والدورات الاولمبية وبطولات الفيفا للشباب والناشئين ، ويجب ان يقتنع الاخرون بهذا المبدأ فنحن مقتنعين به وهذا يصب في مصلحة التحكيم العالمي. واعتقد ان الفيفا يجب ان يتحمل مسؤوليته تجاه موضوع تبادل الحكام بين القارات". وعن تمييز الحكم العربي عن نظيره الآسيوي اوضح العميد فاروق "صعوبة الدوري في البلدان العربية تكسب الحكام خبرة اضافية لا توجد عند حكام وسط وشرق القارة، وتلك الخبرات تزيد رصيد الحكم وتساعده على التغلب على جملة من الضغوط. وهذا لا يعني انه لا يوجد حكام متميزين في شرق القارة، لكن الحكم العربي يخضع لخطتين للتطوير من قبل الاتحاد العربي الاولى تتم من خلال دورات صقل، والثانية يتولاها الاتحاد الآسيوي. كما ان الاهتمام لا يقتصر على الحكام فقط بل يتعداه الى المراقبين الفنيين الذين تعقد لهم دورات لتوفير جيل جديد من المحاضرين والمراقبين في آسيا بدأنا العمل قبل 14عاماً ونحن نسير على الطريق وخلال هذه السنوات اشاد الكثير بالقدرات التحكيمية والى المستوى الذي وصلنا اليه". وجوه جديدة وعن سبب تكرار الحكام الذين نشاهدهم في كل بطولة آسيوية، قال بوظو: "البطولات الكبيرة لا مجال فيها للتجريب، وهي ليست مكاناً لاختبار حكام جدد، لكننا سنعمد الى اعطاء الفرصة كاملة للحكام الجدد في نهائيات كأس آسيا للناشئين المقررة الشهر المقبل في ايران". وأضاف بوظو "منحنا الفرصة لاخرين في بطولة كأس آسيا للشباب التي اقيمت اخيراً في تايلاند، لن تشاهد اي حكم شارك في لبنان يحكّم في ايران". وعن الوقت الذي يحتاجه الحكم الآسيوي لقيادة مباراة نهائية في كأس العالم قال بوظو: "في السابق كنا نحلم بان يقود حكم آسيوي مباراة في الدور الثاني من نهائيات كأس العالم او ان تسند له مباراة مهمة في الادوار الاولية لكننا الآن نطمع في تحكيم نهائي ونجح الحكم السعودي عبدالرحمن الزيد في الوصول الى المباراة النهائية كحكم رابع، ولا اخفيك سراً ان المباراة النهائية كانت ستسند لحكم آسيوي لو لم يقود الاماراتي علي بو جسيم مباراة نصف النهائي بين البرازيل وهولندا، وكانت هذه المباراة اصعب تقييماً من المباراة النهائىة". ونفى بوظو انه تم تغيير طاقم حكام مباراة السعودية واليابان قبل انطلاق المباراة بقليل "الخطأ تم عن طريق سكرتارية ملعب صيدا عندما وضعوا اسماء حكام المباراة الثانية في لائحة اللاعبين ، لم نعمد الى هذا الاسلوب سلفاً ولن نفعل ذلك مستقبلاً".