شكَّل انضمام رباعي فريق نهضة الشعب (النهضة حالياً) لفريق النصر في النصف الأول من عقد الثمانينيات الهجرية وهم: أحمد الدنيني وعثمان بخيت وحمندي الدوسري والفنسه.. شكَّل انضمامهم دعامة قوية لفارس نجد في تلك الحقبة حيث قادوا الفريق الأصفر لتحقيق العديد من الانتصارات الذهبية والإنجازات المتعددة. وبالطبع يبقى المدافع الصلب والمدفعجي عثمان بخيت كواحد من أبرز الصفقات التي ظفر بها الأصفر آنذاك حيث كان يتمتع بالبنية البدنية القوية والطول الفارع فضلاً عن قدراته الفنية البارعة التي كانت أشبه بالصخرة التي تحطَّمت عليها أحلام المهاجمين آنذاك. (الجزيرة) تسلِّط الضوء على جانب من حياة هذا المدافع العملاق السابق تناولتها عبر الأسطر التالية: *** البداية مع النجمة * بدأت علاقته بكرة القدم في أوائل الثمانينيات الهجرية في حواري المنطقة الشرقية وبالتحديد في حي الدواسر.. أحد الأحياء الشعبية بوسط الدمام حيث مارس معشوقته مع فريق الحي وسُمي (بالنجمة) الذي كان يضم عدداً من اللاعبين البارزين أمثال النجم الراحل أحمد الدنيني وحمندي الدوسري وجاسم الغوزي ومحمد الفنسه وكان يشرف على هذه المجموعة كل من محمد الدوسري ومحمد ياسين اللذين كانا يؤمِّنان مصاريف الملابس والكور ورش أرضية الملعب من وقت لآخر. ومن فريق الحي التحق عثمان بخيت بصفوف فريق نهضة الشعب (النهضة حالياً) مع بقية زملائه وهم الدنيني وحمندي والفنسه. نهضة الشعب * ففي عام 82 - 1383ه انضم المدافع العملاق عثمان بخيت لفريق نهضة الشعب النهضة حالياً الذي تمَّ دمجه مع فريق الشعب تحت مسمى (نهضة الشعب) عقب مجيء حركة تصنيف وتسجيل الأندية عام 1380ه التي أصبحت تابعة لوزارة المعارف. * لعب (عثمان) في صفوف الفريق النهضاوي في درجتي الشباب والناشئين في خط الهجوم وشكَّل مع الدنيني ثنائياً خطيراً في خط المقدمة - قبل أن يتحوَّل لخط الدفاع ولعب موسماً ونصف الموسم تقريباً ثم انتقل لفريق النصر ومعه كل من حمندي والدنيني ومحمد الفنسه. دعامة نصراوية * وجاء انتقاله لفريق النصر في أوائل عام 1384ه برفقة الثلاثي الذين تمت الإشارة إليهم آنفاً متزامنا مع صعود (فارس نجد) لدوري الدرجة الأولى الممتاز حالياً بعد تحقيقه بطولة المملكة للدرجة الثانية أواخر عام 1383ه حيث شكَّل انضمام عثمان بخيت ورفاقه دعماً قوياً للفريق الأصفر وساهموا وبصورة أكثر فعالية في تألق فريقهم الصاعد في دوري الكبار. « ابو خالد» نقل أبرز نجوم الشرقية * من أقوى الأسباب التي جعلت المدافع العملاق عثمان بخيت ينضم لفريق النصر عندما أقام الفريق الأصفر بقيادة رمزه الراحل الأمير عبد الرحمن بن سعود معسكراً تحضيرياً بالمنطقة الشرقية استعداداً لدوري الكبار فخاض لقاءين وديين أمام نهضة الشعب وانتهى اللقاء الأول بفوز النصر 2- 0 واللقاء الثاني 5-2 وقد شارك في تلكما المباراتين كل من عثمان بخيت والدنيني وحمندي والنفيسة وكان من أبرزهم بالطبع المهاجم عثمان بخيت وزميله الدنيني رغم صغر سنهما (17 عاماً) فنجح النصر بالظفر بأبرز نجوم الكرة بالمنطقة الشرقية. الرمز اكتشف موهبته الدفاعية * تعاقب على تدريبه بعد انضمامه للنصر العديد من المدربين ومنهم عبد الرحمن الجوكر وعبد الله الكنج وأحمد عبد الله والد النجم الخلوق ماجد عبد الله والأخير راهن على نجاحه وساهم في اكتشاف موهبته الدفاعية بعدما كان يلعب في خط الهجوم مع الدنيني بجانب المدرب الجوكر يقول عثمان بخيت: عندما انتقلت للنصر كنت ألعب في خط الهجوم ولظروف إصابة زميلي المدافع الكوش عام 84 - 1385ه أمام أهلي الرياض اقترح الرمز الراحل للمدرب الجوكر بأن ألعب أمام المدرسة مدافعاً لعدم توفر البديل المناسب للكوش وبالفعل مثلت النصر لأول مرة في خط الدفاع مع الجوكر وأبو حيدر أمام أهلي الرياض الذي كان يملك مهاجمين كباراً أمثال أبناء المطرف زيد وراشد والأسطورة مبارك الناصر ونجحت في إبراز موهبتي في هذا المركز فطلب أبو خالد تثبيتي بهذا المركز واستمررت فيه بعد ذلك. هاتريك (الدنيني) * وعن أول مباراة مثَّل فيها النصر بعد انتقاله قال: كان لقاء ودياً أمام فريق الراينسج اللبناني عام 1384ه حيث لعبت أنا والدنيني وحمندي في هذه المباراة وقدمنا مستوى كبيراً وأتذكر أن الدنيني كان نجم تلك المباراة حيث سجل بمفرده 3 أهداف هاتريك وأتذكر أن الأمير عبد الرحمن بن سعود أقام حفلاً احتفالاً بهذا الفوز في منزله. عايش أبرز جيلين * عاصر المدافع الكبير في الثمانينيات عثمان بخيت أبرز جيلين مرا بتاريخ هذا النادي العريق حيث لعب مع جيل البداية والتأسيس وهم محمد بن نفيسة وسعود العفتان (أبو حيدر) وعبد الله أمان وناصر كرداش وسعد وناصر الجوهر وفيصل العسيلان وسليمان العمير ورزق سالمين ثم جيل الذهب محمد سعد العبدلي وخالد التركي والأمير ممدوح وحسن بوعيد وغيرهم من الأسماء الذهبية التي كانت تعج بهم الخارطة النصراوية في أوائل التسعينيات الهجرية. رباعي صلب * شكَّل مع كل من ناصر الجوهر وسعود أبو حيدر وابن صليح رباعياً صلباً يصعب اختراقه أو المرور أمامه حيث ساهموا مع بقية الأسماء في قيادة فريقهم الأصفر لاحتكار بطولات المنطقة الوسطى منذ عام 1387ه في أوائل التسعينيات. * ويؤكد عدد من نجوم نصر الثمانينيات على أن المدافع الكبير عثمان بخيت كان يُعد من الأسماء المؤثرة جداً في مسيرة الفريق النصراوي التي ساهمت في وضع الانتصارات الذهبية والإنجازات العظيمة لما كان يمثِّله من ثقل كبير في خط الدفاع كواحد من أشهر المدافعين بالمنطقة الوسطى. مثَّل منتخبي الوسطى والمملكة * انضم لمنتخب الوسطى ومثَّله عام 1387ه في دورة كأس المصيف لمنتخبات المناطق كما اختير هذا المدافع الصلب لتمثيل منتخب المملكة الأول آنذاك الذي كانت لقاءاته عبارة عن لقاءات حبية وودية أمام بعض الفرق الزائرة ولعل أشهر مباراة له كانت ضد منتخب تونس عام 1387ه في ملعب الصايغ وفاز الأخضر وقتها 4 - صفر وبعد نهاية المباراة تم تكريم نجوم المنتخب عندما تشرفوا بالسلام على جلالة الملك فيصل (رحمه الله) وقدم لكل لاعب هدية تقديراً لمستواهم الفني والخلق العالي. المدفعجي أبرزهم * نال خلال مشواره الذي امتد لأكثر من 11 عاماً العديد من الألقاب ولعل من أبرزها.. المدافع الصلب - الفلوجي - المدفعجي والدبابة واللقب الأخير أطلقه عليه المعلق الرياضي المخضرم محمد رمضان. * وعن أبرز صفاته ومقوماته كان يتمتع بالطول الفارع والبنية الجسمانية الضخمة إلى جانب امتلاكه لقدم قوية تجيد فن التصويب من مسافة بعيدة فضلاً عن أخلاقه العالية وسلوكه الرفيع الذي كان يتحلى به في الملاعب الأمر الذي أكسبه حب وتقدير الجميع بمختلف الميول وكذا إخلاصه وانضباطه. * حظي باحترام النصراويين وعلى رأسهم الرمز الراحل الأمير عبد الرحمن بن سعود الذي كان يعتبره نموذجاً رائعاً يجب أن يُحتذى به في خلقه وأدائه وانضباطه. مقومات البروز * لم يكن عثمان بخيت مدافعاً عادياً، بل كان يمثِّل ظاهرة فريدة سبقت المستوى الفني للفرق المحلية في تلك الحقبة الفارطة.. كان بالفعل يمتلك مقومات المدافع الناجح الذي يجبر عشاق الكرة في الثمانينيات على متابعة أدائه وقدرته الفنية البارعة التي جعلت أحلام المهاجمين آنذاك تتكسَّر على صخرة حماسه وأدائه القوي مما جعله يُصنَّف كواحد من أبرز مدافعي الثمانينيات ليس في المنطقة الوسطى وإنما على مستوى المملكة قاطبة. (11 سنة) فقط * استمر في ميدان الركض حتى عام 92 - 1393ه حيث قرر ترك الكرة بعد 11 عاماً قضاها في ميدان المنافسة كانت حافلة بالذكريات الجميلة والألقاب الذهبية ومن أقوى الأسباب التي جعلته يهجر الكرة وهو في قمة مستواه الفني ونضجه الكروي انتقال عمله بقطاع الحرس الوطني إلى المنطقة الشرقية فقرر التوقف قسراً ليطوي بذلك آخر صفحة من صفحاته الرياضية وكان آخر لقاء له أمام أهلي جدة في نهائي كأس الملك لموسم عام (92 - 1393ه).