أطلقت وزارة الصحة الحملة الوطنية للتوعية بسرطان الغدد الليمفاوية التي ترعاها بالتعاون مع كل من شركة روش العالمية للأدوية وشركة سانوفي أفانتس للأدوية، في حفل أُقيم بقاعة القصر بفندق جدة هيلتون في التاسعة من مساء أمس الاثنين بحضور الدكتور خالد بن محمد مرغلاني - المشرف العام على الأعلام والتوعية الصحية بوزارة الصحة - الذي دشنها، حيث تم افتتاح معرض طبي شاركت فيه العديد من الجمعيات والمستشفيات. عقب ذلك بدأت فعاليات الندوة الطبية الموسعة التي عقدت بحضور لفيف من الأطباء والاستشاريين المتخصصين بالإضافة إلى عدد من الممرضين والممرضات من المستشفيات المشاركة وعلى رأسها مستشفى الملك عبد العزيز بجدة. كما كان هناك حضور للجمعيات المشاركة مثل جمعية الإيمان الخيرية لرعاية مرضى السرطان والجمعية الخيرية السعودية لرعاية مرضى السرطان بالمنطقة الشرقية وجمعية الرياض لرعاية مرضى السرطان والجمعية النسائية الأولى. وقد استهل الندوة الدكتور خالد مرغلاني بكلمة سلَّط خلالها الضوء على دور الوزارة في هذا المجال التوعوي الذي تسعى من خلاله إلى تعزيز برامج الرعاية الصحية وتوصيل الرسائل التوعوية بعدة وسائل منها إطلاق الحملات التوعوية وعقد الندوات والقيام بزيارات ميدانية من شأنها إيصال الرسائل التوعوية لأكبر شريحة في المجتمع. وقال مرغلاني إن الحملة تتزامن مع اليوم العالمي للتوعية بسرطان الغدد الليمفاوية، الذي تشارك فيه المملكة ويأتي تجاوباً مع الحقيقة التي توحي بأن العديد من المرضى لم يسمعوا بهذا النوع من السرطان قبل تشخيصه لديهم كما أن كثيرين منهم لم يفهموا آلية هذا المرض وأسبابه قبل إصابتهم به.. مشدداً على أن الوزارة تسعى دوماً لتفعيل مثل هذه الحملات التوعوية التي تسهم بصورة كبير في بناء مجتمع صحي. عقب ذلك ألقت الدكتورة حسنة الغامدي - مديرة مركز الأورام بمستشفى الملك عبد العزيز بجدة ورئيسة اللجنة المنظمة - ورقة عمل أكدت خلالها أن الأورام الليمفاوية تعد مشكلة صحية كبيرة في كل دول العالم، وهى مع انتشارها فإن معدل حدوثها في تزايد مستمر، بمعدل زيادة حوالي 3% سنوياً، والأورام الليمفاوية تمثِّل ما بين 5 - 10% من كل الأورام السرطانية، وهي تحتل المركز الرابع في الترتيب العام للسرطان. وقالت إن الأورام الليمفاوية نوعان، الأول هو الأورام الليمفاوية نوع الهودجكين، والثاني هو غير الهودجكين، وهذا النوع الأخير هو الذي يتزايد سنوياً بمعدل يقارب من 3%.. مشيرة إلى أن الأورام الليمفاوية أكثر شيوعاً في الرجال عنه من النساء، باستثناء بعض الأنواع منها، التي تتساوى فيها أو تزيد هذه الأورام في النساء. وكشفت الدكتورة حسنة الغامدي أن نسبة الأورام الليمفاوية في المملكة العربية السعودية تمثل 7.3% من إجمالي الأورام المسجلة، مبينة أن زيادة معدل الأورام الليمفاوية من نوع غير الهودجكين في المملكة لها العديد من التفسيرات التي تشمل التطور الحاصل في وسائل تشخيص الأورام، وزيادة مستوى أعمار الأفراد، شيوع الإصابات بالفيروسات كفيروس نقص المناعة المكتسبة، فيروس الالتهاب الكبدي ج C وفيروسات الغدد من نوع عائلة الهيربس، إضافة إلى تلوث البيئة والتعرض للكيماويات العلاجية والمبيدات الحشرية، والإشعاعات الضارة. وقالت الدكتورة حسنة إن منظمة الصحة العالمية اعتبرت أن الأورام الليمفاوية وأورام الدم السرطانية (اللوكيميا) وجهان لعملة واحدة حيث تمثل الأورام الليمفاوية الوجه النسيجي للإصابة أما اللوكيميا فهي إصابة الدم من البداية بالمرض، مبينةً أن العديد من الأورام الليمفاوية خصوصاً من النوع غير الهودجكين المنخفضة الدرجة تنتشر إلى الدم في مراحلها المبكرة. وشددت الدكتورة حسنة على أن علاج الأورام الليمفاوية يلزم تضافر جهود الأطباء من التخصصات المختلفة، وهذا بالإضافة إلى مشاركة التمريض والفنيين والمعالجين النفسيين، مع إشراك المريض نفسه في اتخاذ قرار العلاج. وقالت إن وسائل العلاج المعروفة للأورام الليمفاوية تتراوح بين الجراحة، الأشعة العلاجية، العلاج الكيميائي والعلاج المناعي.. ويتم اللجوء للعلاج الجراحي لأخذ العينات أو علاج المضاعفات أو الاستئصال لكل أو جزء من العضو المصاب في حالة عدم انتشار الورم، أما العلاج الإشعاعي فإنه يستخدم في المرحلة المبكرة وأيضاً في علاج المضاعفات أو كعلاج مساند للعلاج الكيميائي. واعتبرت الدكتورة حسنة أن العلاج الكيميائي أو المناعي الموجه فيعتبر العلاج الأساسي ويستخدم لوحده أو بمصاحبة وسائل العلاج الأخرى خصيصاً العلاج الإشعاعي، والعلاج الكيميائي يُعطى في صورة دورات علاجية تبعاً لبروتوكولات عالمية معروفة ونسب الشفاء عالية خصيصاً في الأورام الهودجكين حيث تصل نسب الشفاء إلى ما يقرب من 50 إلى 60%، وأيضاً النوع غير الهودجكين عالي الدرجة، أما الأورام الليمفاوية غير الهودجكين المنخفضة الدرجة فعلى الرغم من استجابتها المبدئية للعلاج إلا أنها في النهاية ترتجع في كل مرة تقل نسب الاستجابة للعلاج عن المرات السابقة، ولذلك عادة ما يؤخر ابتداء العلاج في هذا النوع من الأورام لحين تحدث أعراض أو حدوث مضاعفات. من جانبه ألقى الدكتور مشبب علي عسيري - استشاري ورئيس قسم الأورام بمستشفى القوات المسلحة بالرياض - كلمة تحدث فيها عن الحملات التوعوية المتواصلة التي باشرتها الوزارة من قبل مثل الحملة الوطنية للتوعية بسرطان القولون ومجمل الندوات التي عقدت على هامشها في كل من جدةوالرياض والدمام، كما نوه بالنشاط الميداني التوعوي الذي تزامن معها وأُقيم في المراكز التجارية والمستشفيات المعنية والطرقات في كل من جدةوالرياض والدمام والطائف ومكة، وكيف أنه تم توزيع مطبوعات التوعية على العامة والمرضى والأطباء. وخلص الدكتور عسيري إلى أهمية الكشف المبكر عن هذا المرض معتبراً أن ذلك يمكن أن يساعد وبدرجة كبيرة في العلاج والشفاء بصورة دائمة في بعض الحالات إن لم يكن معظمها - بإذن الله -. على صعيد آخر طرح الدكتور سمير فيصل استشاري علاج أمراض الدم والأورام خلال الندوة ورقة عمل عن الجديد في علاج أورام الغدد الليمفاوية وتطورها. ثم جرى تقديم عرض حي لعدد من المرضى الذين قدر لهم الشفاء من الأورام وعقدت مناقشات حولهم مع الأطباء وهي الفقرة التي استحسنها الحضور حيث اتسمت بمصداقية كبيرة من خلال ما روى المرضى الذين شاركوا فيها من تجارب عن المرض ومراحل العلاج التي خاضوها. الجدير بالذكر أن أحدث الدراسات التي صدرت حول سرطان الغدد الليمفاوية بيَّنت أن أكثر من 55% من المصابين بهذا المرض لم يسمعوا قط عنه قبل تشخيصهم. كما أشارت الدراسات إلى أن 43% من المرضى لم يفهموا جزئياً أو كلياً نوعية وآلية هذا المرض قبل تشخيصهم.. ليس هذا فحسب بل أوضحت الدراسات أن سرطان الغدد الليمفاوية يقتل ما يقارب 200.000 شخص سنوياً. كما أن هناك أكثر من مليون شخص مصابون بسرطان الغدد الليمفاوية، التي يحتل سرطان الغدد الليمفاوية من النوع اللا هودجكين نصيب الأسد بينها حيث زادت نسبة الإصابة به 80% منذ أوائل السبعينيات.