لا تزال ترد أنباء عن قتال واسع النطاق وذلك بعد ساعات من سريان وقف إطلاق الناس في فيتنام الجنوبية، وقد ذكر الفيتناميون الجنوبيون وقوع أكثر من خمسين حالة لخرق وقف إطلاق الناس، ويقول المراسلون إن موقفاً خطيراً قد نشب لأن الشيوعيين يستولون على الطرق الهامة التي تربط سايجون بشمال البلاد وبالشمال العربي، وقد سد الطريق المؤدي إلى العاصمة الإقليمية الواقعة بالقرب من حدود كمبوديا. ويقال إن الطرفين تبادلا هذه البلدة مرتين في القتال السابق لوقف إطلاق النار ولا زال القتال يدور في تلك المنطقة، ويتعرض للضغط أيضا طريق اتصال سايجون المهم بدلتا الميكونج التي يزرع فيها الأرز، ويقول المراسلون أن الشعور يسود بأن الحكومة لن تسمح بقطع اتصالات سايجون بالعالم الخارجي ولا مفر من وقوع آخر. هذا وأنهت أمريكا دورها في فيتنام بخمسمائة غارة جوية في الأربع والعشرين ساعة السابقة لوقف إطلاق النار. ومن جهة أخرى وصل مندوبو فيتنام الشمالية والفيتكونج إلى سايجون ليقوموا بدورهم في تدابير وقف إطلاق النار، ولكن لا يزال مندوبو جبهة التحرير الوطنية وهم الجناح السياسي للفيتكونج لا يزالون على متن طائراتهم في سايجون بعد خمس ساعات من وصولهم إليها. وتفيد الأنباء أنهم يرفضون كتابة البيانات المطلوبة في أوراق الهجرة الرسمية، وأنهم يقولون إنهم لو فعلوا ذلك لكان ذلك اعترافاً منهم بأن حكومة سايجون هي الحكومة الوحيدة ذات السيادة في فيتنام الجنوبية. ويتجمع الآن في سايجون أعضاء اللجنة الدولية التي ستشرف على وقف إطلاق النار وينتمي هؤلاء الأعضاء إلى كندا وبولندا والمجر وإندونيسيا. وقد وصل أيضا إلى سايجون عدد من الأسرى الشيوعيين استعدادا لعملية تبادل الأسرى، هذا وبدأت وزارة الدفاع الأمريكية الاتصالات بعائلات الأسرى الأمريكيين الذين ستطلق فيتنام الشمالية سراحهم، ويقول المراسلون من واشنطن أن أول قائمة بأسماء الأسرى سلمت إلى أمريكا تحتوي على عدد من الأسماء يزيد عما كان متوقعا، وتعلم زوجات كثيرات الآن وقد قال متحدث عسكري فيتنامي جنوبي يوم أمس الأحد أن فرق فيتنام الشمالية والفيتكونغ والفرق الدولية وصلت يوم أمس بالفعل إلى مواقعها في فيتنام للمساعدة في الإشراف على الهدنة. ومن جهة أخرى قالت القيادة العسكرية لفيتنام الجنوبية ان القوات الشيوعية قد شنت 191 هجوم خلال العشر ساعات التي تلت وقف إطلاق النار، هذا ومن المتوقع ان يعقد قريبا أول اجتماع بين الشيوعيين والفيتناميين الجنوبيين. وقال ناطق عسكري فيتنامي جنوبي انه لم تصدر أي تقارير عن عقد اتصالات سلمية يوم أمس الأحد بين قوات الجانبين في مواقعها العسكرية، هذا وكانت الطرق الخمسة المؤدية إلى سايجون مغلة طوال يوم أمس الأحر وكانت القوات الشيوعية قد أغلقت عدد من الطرق وذلك خلال الساعات الأولى التي سبقت وقف إطلاق النار. وقال متحدث عسكري فيتنامي جنوبي إنه في حالة استمرار القوات الشيوعية خرق وقف إطلاق النار وشن هجوم على مواقعنا فإننا سنرد عليهم بعنف.