قال متحدث باسم القيادة العسكرية لفيتنامالجنوبية إن القتال قد تقلص بنسبة كبيرة في اليوم الثالث لوقف إطلاق النار في فيتنام، ولكن الضباط الفيتناميينالجنوبيين قد ذكروا أنه من الصعب التنبؤ بأن هذا التقلص قد يستمر. وقال المتحدث إن القوات الشيوعية قد شنت 311 هجوما خلال الأربع والعشرون ساعة التي انتهت صباح يوم أمس الثلاثاء، بينما شن الشيوعيون 426 في اليوم الأول الذي تلا وقف اطلاق النار، وقد حذر عدد من الضباط الفيتناميينالجنوبيين من أن القتال قد يتجدد بضراوة مرة ثانية خلال الأسبوع أو الأسبوعين القادمين.وتقول القيادة العسكرية لفيتنامالجنوبية إن قواتها قد خسرت 296 قتيلا وتسعة من المدنيين، وإن القوات الشيوعية قد خسرت 1761 قتيلا منذ بدء وقف إطلاق النار يوم السبت الماضي. وما زالت مئات العائلات الأمريكية حتى يوم أمس الثلاثاء في شك حول مصير أبنائها المفقودين في جنوب شرق آسيا. وكانت القوات الشيوعية قد قدمت يوم السبت الماضي بعد أن تم توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار في باريس قوائم تحتوي على أسماء 555 شخصا من القوات الأمريكية الذين ما زالوا تحت الأسر وعلى 55 شخصا ممن قتلوا أثناء أسرهم.وكانت وزارة الدفاع الأمريكية قد قدمت بيانا بأسماء 1925 شخصا أمريكيا اعتبرتهم أسرى أو مفقودين، وبذلك فإن الفرق في التقديرات هو 1315 شخصا. وكانت العائلات الأمريكية قد عبرت عن مخاوفها في بيان اصدرته يوم أمس لأن القوات الشيوعية لم تشر إلى الجنود الأمريكيين الذين تم اسرهم في لاوس، وأن عددا كبيرا من الأسرى الأمريكيين قد أعلنت القوات الشيوعية عن وفاتهم ولم تشر إلى أسمائهم في قوائمها. وقال راديو هانوي يوم أمس الثلاثاء إن وزارة خارجية فيتنام الشمالية قد احتجت على ما أسمته بانتهاكات كل من حكومة سايجون والقوات الأمريكية لاتفاقية وقف اطلاق النار في فيتنامالجنوبية، وقد أتى هذا الاتهام بعد لحظات من اعلان الحكومة الأمريكية عن تقيدها التام باتفاقية وقف اطلاق النار وبعد أن أعلنت القيادة العسكرية الفيتناميةالجنوبية عن نشوب المزيد من المعارك وسقوط العديد من القتلى في فيتنامالجنوبية.ومن جهة أخرى أعلنت القيادة الثلاثاء أنه من المقرر أن يعقد الرئيس الأمريكي نيكسون في الساعة الثانية و30 دقيقة اجتماعاً مع المستر تزان فان لام وزير خارجية فيتنامالجنوبية. وكان المستر رولاند زيغلار المتحدث الصحفي باسم البيت الأبيض قد قال ان الاجتماع سيعقد في البيت الأبيض وسوف يحضره كل من تزان كيم سفير سايجون في واشنطن والمستر هنري كسينجر المستشار الخاص للرئيس نيكسون، وسوف يتم خلاله أجراء مشاورات حول استمرار العلاقات بين البلدين خلال فترة ما بعد الحرب. وقال المستر زيغلار إن الولاياتالمتحدة تتقيد بوقف اطلاق النار وهي تتوقع من بقية الدول الموقعة على اتفاقية السلام أن تفعل نفس الشيء. وفي الوقت الذي يبدو أن القتال بين الشيوعيين وقوات الحكومة في فيتنامالجنوبية أخذ بالتلاشي للمرة الأولى منذ اعلان وقف اطلاق النار فما زالت المصاعب بشأن الاجراءات تحول دون اللجنة الدولية ودون شروعها بالعمل في مراقبة الهدنة. وقد أعلن تضاؤل الهجمات الشيوعية في البلاغ العسكري الأخير الذي أصدرته فيتنامالجنوبية، فقد قال البلاغ إن طرقا عمومية رئيسية عدة تربط سايجون بالاقاليم كان الشيوعيون قد قطعوها في السابق أعيد الآن فتحها؛ الأمر الذي قضى على التهديد بانقطاع الامدادات الغذائية عن العاصمة، غير أن عددا من الطرق الاخرى ما زال مغلقا.ويقول الفيتناميونالجنوبيون أيضا إن الشيوعيون ما زالوا يحتلون ما يقرب من نصف القرى المائة والعشرين التي كانوا قد اقتحموا طريقهم إليها في الأيام القلائل الماضية من القتال. وتقول لجنة المراقبة الدولية التي عقدت أمس اجتماعها الثاني إنه لم يحرز بعد أي تقدم في جهودها الرامية إلى نقل المراقبين إلى الميدان، وطلبت من اللجنة العسكرية المؤلفة من فيتنام الشمالية وفيتنامالجنوبيةوالولاياتالمتحدة والفيتكونغ أن تعجل في تدابيرها. وقد أعيق عمل اللجنة العسكرية المشتركة نفسها بسبب النزاعات القائمة بين مندوبي الشيوعيين وحكومة سايجون بشأن إجراءات الهجرة، وبعد اعتصام المندوبين الشيوعيين مرتين بالتزامهم الجلوس لدى وصولهم إلى مطار سايجون تنازلت السلطات الفيتناميةالجنوبية عن مطالبها بأن يوقع المندوبون وثائق الهجرة.. غير أن وزارة خارجية فيتنامالجنوبية قالت إن هؤلاء المندوبين إنما سمح لهم بالدخول كبادرة على حُسن النية، وكررت قولها إنه لن يسمح لمزيد من المندوبين الشيوعيين بالهبوط في سايجون ما لم يتقيدوا بمتطلبات الهجرة.هذا، وقد وصل إلى سايجون المستر أجنيو نائب رئيس الولاياتالمتحدة لاجراء محادثات مع الرئيس ثيو. وقال مستر أجنيو في اشارة واضحة إلى قوات فيتنام الشمالية إن الولاياتالمتحدة لا تعترف بأي حق لقوات أي دولة أجنبية بالبقاء في أرض فيتنامالجنوبية. وأكد من جديد تأييد الولاياتالمتحدة لحكومة الرئيس ثيو على أنها الحكومة الشرعية الوحيدة في الجنوب. وقال مستر أجنيو إن الأجهزة التي ستتولى ضمان سير اتفاق وقف اطلاق النار سيرا حسنا قد واجهت بعض العوائق الادارية وذلك أمر غير مستغرب؛ نظرا إلى طول مدة النزاع ولمشاعر الشك والعداء في الماضي، ولكنه واثق بأنه بالامكان التغلب على هذه العقبات، وناشد كل الأطراف أن تتحلى بالصبر من أجل تحقيق السلام.