كان الأعم الأغلب من الركاب سيدات وأطفال ساهم بعض المسافرين في مساعدتهم بحمل الحقائب كثيرون من الركاب كانوا مواصلين أصلاً من رحلات طويلة أخرى.. ولكم أن تتخيلوا حجم المعاناة أجزم تماماً بأن بعض الركاب مع كبر سنهم إلا أنهم كانوا مرضى وفي رحلة علاجية انتهت آخر مواعيدها عند أخصائي العفش وموظف الكاونتر في مطار الملك عبد العزيزقد أكون متحمساً، أو يقول قائل بأنني غاضب، أو في نفسي شيء من حتى، كي اختار هذا العنوان الثائر لأعرض مشكلة بل مهزلة تعرضنا لها في مطار الملك عبد العزيز بجدة.تخيل أخي القارئ الكريم في يوم الاثنين 4 سبتمبر 2006م وليس قبل 20 عاما يحصل هذا الموقف لركاب الرحلة (152) القادمة من باريس إلى الرياض عن طريق مطار الملك عبد العزيز بجدة.حيث أقلعت رحلة الخطوط السعودية من باريس وأتمت طريقها بتناغم رائع ما بين الإدارة والضيافة، وهذا ما اعتدنا عليه من هذا الصرح العملاق.وبعد وصولنا إلى جدة، وكالمعتاد أُبلغنا في أرض المطار بأن الرحلة ستتوقف لمدة (45) دقيقة ومن ثم تواصل طريقها إلى الرياض. ولكن فوجئنا بعد نصف ساعة بنداء يبلغنا بأن الطائرة قد تعطلت!! طبعا بعد الوصول وأنهم سيحولوننا الآن إلى رحلة داخلية، وإلى الآن لا مشكلة، ولكن تخيلوا بعد أن نزلنا للصالة طُلب منا ما يلي: - استلموا عفشكم بأيديكم للتفتيش، ولكن موظف الجمارك لا علم له، وكذا موظف العفش أو قل موظفو الخدمات لا يعلمون بذلك ولا من الذي أبلغنا!! - عليكم أن تأخذوا عفشكم أيضاً بعد الانتهاء، والذهاب به للصالة الداخلية!! طبعا هذا الطلب للعموم النساء قبل الرجال!! على الرغم من أننا (شيكنا) عفشنا في باريس للرياض.تخيل أخي القارئ الكريم عدد الركاب يناهز المائة راكب بين كبير وصغير، وطفل وامرأة، ولك أن تتخيل حجم المعاناة والفوضى التي دبت في المطار، الكل يستفسر ولا من مجيب، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل عندما جاءنا (الموظف المسكين) الذي رماه حظه العاثر كي ينهي موضوعنا قام (ووزع) أقول وزع على كل واحد منا كروت العفش، هكذا يسأل: كم قطعة معك؟ معي كذا.. خذ فك القديمة، وضع هذه بدلاً منها بنفسك والحق!! تخيلوا معي (12) قطعة لو قلت له (20) قطعة فلا مانع أن أعطى ما أريد. بعدها تفضلت خطوطنا المحروسة بتوزيع بطاقات صعود الطائرة، وفوجئنا في الطائرة بأن البطاقات لم يدون عليها أرقام المقاعد، وهنا بدأ صراع من نوع آخر، الجدال المعهود بين مقعدي ومقعدك، ركاب باريس يصرون على أرقامهم التي أخذوها للرياض، وركاب الرحلة الداخلية الذين استلموا أرقامهم من المطار، على فكرة كانت الرحلة رقم (8060) التي كان من المقرر إقلاعها تمام الساعة التاسعة مساء، ودخلنا للطائرة الساعة الثامنة والنصف، لم تقلع الطائرة إلا تمام الساعة الثانية عشرة مساء، وطبعا في ظل غياب المشرفين على الطائرة، أو قل المدير، اضطر الركاب بأنفسهم إلى التدخل لحل صراع المقاعد، والموظفون ومعهم المشرفون قد تواروا عن الأنظار، وتركونا لمدة ثلاث ساعات ونصف ونحن في هذا الحراج.والآن بعد أن عرضت القصة الكاملة للقارئ الكريم، لعل من حقي أن أتساءل كما رفقاء السفر على نفس الرحلة. - هل الرحلة تعطلت فعلاً، أم لم يتم تغطية المقاعد بالركاب، لذا فضلوا إنزالنا بطائرة ذات حجم أصغر، وفي كلتا الحالتين ألا يعني ذلك رجوعنا لعصر مواقف باصات البطحاء؟ - أين مسؤولو المطار في ذلك الوقت؟ أين مشرف الصالة؟ أين المدير المناوب؟ أين موظف العمليات؟ أين وأين؟ وهل دربت السعودية موظفيها عل كلمة لا أعلم؟ أم ماذا؟ أين الخلل؟ - هل يعقل في عصر الحكومات الإلكترونية، والتوسع في استخدام الحاسب الآلي، ولا سيما الخطوط السعودية، هل يعقل إعطاء الركاب كروتا دون مقاعد؟!! - أين المسؤولون عن الطائرة كي يحلوا الإشكال الذي حصل بين الركاب؟ وهل بالفعل كنا نحتاج إلى جلسة الصلح التي تمت كي يساهم الركاب الآخرون في إقلاع الطائرة؟ إنني أناشد معالي المهندس خالد الملحم مدير عام الخطوط السعودية، الذي جيء به كمنقذ لهذا الصرح العملاق بأن يتدخل على وجه السرعة لوضع حد لهذا الخلل البائن، قبل أن يغرق في حل مشاكل هذه الخطوط العريقة، كي لا تخصص هذه المؤسسة ومعها هذه التبعات من الفوضى واللانظام تجاه أناس دفعوا دم قلوبهم لشراء التذاكر واختيار هذا الناقل. على فكرة وصلت الرحلة تمام الساعة الواحدة صباح يوم الثلاثاء 5 سبتمبر، مطار الملك خالد بالرياض.ولكن مما زادنا سعادة وأذهب مشقتنا تلك الديباجة (السمجة).. شكراً لاختياركم السعودية لخدمتكم!! .. مع تحيات راكب الدرجة الأولى المقعد ba طبعا من باريس