عندما يرد اسم قانا تتراءى أمامنا صور تلك المجازر التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي حيث لا تزال صور تلك المأساة تتكرر بمجرد رؤية تلك المنازل والمدارس المدمرة. (الجزيرة) زارت تلك القرية والتقت بأهالي القرية البسيطة الذين يكنون كل الحب والوفاء لشعب وحكومة المملكة العربية السعودية. في البداية التقينا بالمواطن اللبناني فرج الله سليم الحج الذي تجاوز عمره قرناً من الزمن حيث عاشر الحروب اللبنانية الأهلية والمجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في قانا الأولى والثانية، وقد بدت عليه علامات السعادة والفرح عندما علم بأننا من المملكة العربية السعودية؛ فرحب بنا وشكر للحكومة السعودية وشعبها جهودهم ودعمهم الدائم والمستمر لشعب وحكومة لبنان، حيث أبدى لنا حجم سعادة الأهالي بالمساعدات التي وصلت من المملكة العربية السعودية والتي أسهمت بشكل كبير في التخفيف من حجم المأساة التي تعرض لها سكان القرية، خاصة أن عدداً كبيراً من أطفالها راح ضحية العدوان الإسرائيلي. ويصف فرج الله سليم الحج المساعدات السعودية بأنها الأفضل والأكثر جودة وكثرة، حيث إن هناك مساعدات وصلت إلى القرية، لكنها دون المستوى المطلوب من حيث المواد الغذائية المتوافرة في السلال التي تم توزيعها على الأهالي، وهذا ليس بجديد على إخواننا في السعودية حيث إن وقفاتهم معنا قديمة ومشهودة، ولا ينكرها إلا حاقد؛ فالمملكة العربية السعودية - والحق يقال - تقدم المساعدات الإنسانية بكل أمانة دون تمييز أو تفرقة في مذهب أو طائفة أو ديانة؛ فهمها الأول والأخير شعب لبنان بجميع طوائفه ومذاهبه، وليس كما يشاع. من جهته عبّر كامل عماد دخل الله عن بالغ سعادته وسروره بشعور إخوانه السعوديين بالمعاناة التي يعيشها لبنان من خلال إرسال المساعدات إليهم، خاصة أن من يقوم بتقديمها لهم الشباب السعودي الشجاع الذي يحرص على أن لا يكون هناك أي مواطن لبناني في القرية لم تصله المساعدات السعودية؛ فهم من يدعون الناس إلى أخذها بإجراءات كسرت الروتين الذي تفرضه بعض المنظمات، وهو ما ولد شعوراً قوياً بالمحبة تجاههم، وإن دل على شيء فإنما يدل على حجم الحب والاحترام الذي يكنه الأشقاء السعوديون لنا. ويقول كامل: توفي شقيقي ووالدتي في المجزرة الثانية وقد ذرفت الدموع على فراقهما، لكنني ذرفت دموعاً أكثر عندما علمت بمدى الحب الذي يكنه لنا الأشقاء السعوديون. وعبر الطفل محمد رضا الله عن حزنه الشديد لفراق أصدقائه وأبناء بلدته من الأطفال الذين ذهبوا ضحايا في المجزرة. يقول محمد إنه كان يلعب معهم في وسط الشارع كرة القدم ويتشاجر مع بعضهم أثناء اللعب، لكن الآن بعد مقتلهم أحس بمكانتهم وبمقدار المحبة التي كان يكنها لهم. ويواصل محمد رضا الله حديثه قائلاً: أنا حقيقة كنت في قمة سعادتي وأنا أرى على شاشة التلفزيون بعض الأطفال السعوديين الذين تذكرونا عندما حلت بنا الأزمة؛ فكم هي لقطات معبرة في داخل نفوس أصدقائي في القرية، ونحن نرى إخواننا السعوديين ينهمرون بالتبرعات وبالدمعات من أجل ما حل بنا وبأهالينا. من جهته عبر رئيس الجمعية الخيرية في قرية قانا السيد توفيق فرج عن بالغ سعادته بالمساعدات السعودية التي تم إيصالها إلى أهالي القرية حيث تكبد الإخوان السعوديون مشقة الوصول إلينا في أقصى الجنوب اللبناني من أجل أن يقوموا بتسليمنا بعض المساعدات التي كان سكان القرية في أمس الحاجة إليها بعد أن نسيها العالم حيث لم يتذكرها الإعلام إلا في وقت المجزرة ونسيها بعد ذلك أن مئات الأطفال سيموتون في القرية إذا لم يتم تقديم المساعدات الإنسانية لهم؛ فهم يمرون بظروف في غاية الصعوبة، خاصة أننا على وشك الدخول في شهر رمضان الكريم الذي تصبح فيه حاجة الناس إلى الأغذية والمساعدات الإيوائية أكثر بكثير مما هو عليه الوضع الآن، متمنياً أن تحذو بقية الدول والجمعيات والمنظمات المعنية بتقديم المساعدات للمتضررين اللبنانيين حذو المملكة العربية السعودية التي تمتاز بجودة وكبر حجم سلاتها الغذائية حيث تتولى الجمعية الخيرية تسلم بعض المساعدات من جمعية الهلال الأحمر السعودي، ومن ثم تسليمها لسكان القرية.