امتازت هيئة التراث بتنظيم معارضها وفعاليتها بشكلٍ جاذبٍ يلفت الانتباه، ويشير إلى حجم العمل الدؤوب الذي تقدمه للقطاع التراثي بالمملكة، ويقدم معرض الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية "بنان" الذي تنظمه هيئة التراث أنموذجاً لهذا التميز، والذي يُشار له بالبنان في الساحة الثقافية الدولية، حيث حصد على عدة من الجوائز العالمية في نسخته الأولى. وفي نسخته الثانية، يقدّم "بنان" تجربة استثنائية لزواره، حيث يجمع بين استعراض الحِرف اليدوية التقليدية والأنشطة التفاعلية التي تعزز من ارتباط الجمهور بالتراث الثقافي، بقالبٍ يعكس عمق حضارة المملكة والذي يمكن ملاحظته في حرفها اليدوية، كما يقدم المعرض تجربة دولية تتمثل في تنوع الثقافات المشاركة من 25 دولة وأكثر، ليشكل وجهة ثقافية غنية تُثري تجربة الزائر بكل تفاصيلها. أجواء تحتفي بالتراث منذ اللحظة الأولى لدخول المعرض، يجد الزائر نفسه محاطاً بأجواء ذات طابع تراثي فريد، فتصميم الأجنحة والممرات مستوحى من العمارة التقليدية، بينما تنتشر روائح الأخشاب والجلود الطبيعية في الأرجاء، مما يخلق إحساساً بالحنين والارتباط بجذور الماضي. استكشاف للحِرف اليدوية يوفر المعرض فرصة فريدة لمشاهدة الحِرف اليدوية مباشرة أثناء عملية إنتاجها، فيمكن للزائر التفاعل مع الحرفيين ومتابعة خطواتهم الدقيقة في حياكة السدو، وصناعة المشغولات الخوصية، والتطريز، وغيرها من الحِرف التي تعكس تنوع التراث السعودي. يقول أحد الزوار: "مراقبة الحرفيين أثناء عملهم تعطيك تقديراً حقيقياً للجهد والمهارة المطلوبة لإنتاج مختلف القطع، إنها تجربة تعليمية أكثر من كونها مجرد مشاهدة". أنشطة تفاعلية لجميع الأعمار يتيح المعرض مجموعة من الأنشطة التفاعلية التي تناسب الزوار من مختلف الأعمار، حيث يمكن للأطفال ممارسة أنشطة خاصة في جناح يقدم التفعيلات والبرامج المناسبة لهم، والمصممة لتنمية مهاراتهم وتعريفهم بالفنون التقليدية بطريقة ممتعة، أما البالغون، فيمكنهم المشاركة في ورش عمل حرفية لاكتساب مهارات جديدة، أو تعلم تقنيات مميزة من الحرفيين في مختلف الحرف. اكتشاف الثقافات العالمية لا تقتصر تجربة الزائر في "بنان" على التراث المحلي فقط، بل تمتد لاستكشاف الحِرف اليدوية المنتسبة لأكثر من 25 دولة مشاركة، ففي أحد الأجنحة يمكن للزوار التعرف على تقنيات صناعة المشغولات النحاسية في المغرب، وفي جناح آخر يستكشف الزوار الزخارف اليدوية المستوحاة من التراث الآسيوي، وهذا التعدد الثقافي يعزز من فهم الزائر لأهمية الحِرف اليدوية كقاسم مشترك بين مختلف الشعوب. تعزيز الوعي بالتراث يؤكد الأسبوع السعودي الدولي للحِرف اليدوية على أهمية نقل التراث إلى الأجيال القادمة من خلال تقديم تجربة متكاملة تجعل الزائر جزءاً من عملية الحفاظ على الحِرف اليدوية، وذلك من خلال العروض التفاعلية وورش العمل، كما يساهم "بنان" في تعزيز الوعي بقيمة الحِرف اليدوية التقليدية، وإبراز دورها في تشكيل الهوية الثقافية. تجربة متكاملة لا تُنسى بفضل تصميمه المميز، وتنظيمه الدقيق، واهتمام هيئة التراث بكافة تفاصيله، يضمن معرض "بنان" تجربة متكاملة للزوار، تجمع بين التعليم والترفيه، والاستكشاف الثقافي، سواء كنت من محبي التراث، أو من الباحثين عن تجربة جديدة، يوفر المعرض بيئة مثالية لتقدير الجهود الحرفية والارتباط بالثقافة السعودية والعالمية.