قصة طريفة ومداعبة خفيفة، نقية المعنى، قوية المبنى تجسد لنا الوجه الجميل واللون الأصيل لفن المحاورة.. وتظهر لنا موهبة (الفتل والنقض) والقدرة على مقابلة الحجة بالحجة في شعر المحاورة. أبطال هذه القصة الشاعر علي بن عبد الرحمن (أبو ماجد) من أهالي عنيزة وصديقه الشاعر فلاح العتيبي حيث تقابلا بعد فترة غياب طويلة وسأل فلاح صديقه أبو ماجد عن عدم زواجه بعد أن عرف أنه يعيش حياة العزوبية.. فأخبره بأن ظروفه المالية لا تساعده على ذلك.. وعندها استغل الوضع فقال اسمع يا أبو ماجد.. وجرت بينهما هذه المحاورة الجميلة: فلاح العتيبي يا بو ماجد كيف تقعد بالمحل عزوبي ما تدورلك هفوف تعجب المزاحي أبو ماجد والله أني ما اشكي إلا من مخابي ثوبي ما معي ما يكفي المجنون دون الصاحي فلاح العتيبي لو نهبته لا لقيته يلعب الرعبوبي تنهبه من عند ربعه لو يصيح صياحي أبو ماجد كيف اسوي لا نهبته والعرب دريوبي والحكومه تذبح اللي يسرق التفاحي والمحاورة بينهما أطول من ذلك ولكن هذه نبذة مختصرة عن جمال المحاورة التي تعرضت هي الأخرى في الفترة الأخيرة إلى إعصار مدمر.. شوَّه هذا الفن حيث خف المعنى واستبدل بالحشو والعبارات الجوفاء.. وأرهق الشعراء أذهانهم بكماليات ومحسنات أشهرها الموال؟! وزاد الأمر سوءاً بالمبالغة فيه حيث تحول الموضوع إلى تقليد لأغان وفنانين أملاً في كسب الجمهور الذي هو الآخر انجرف وراء هذا التطبيل ليخرج من المحاورة بلا فائدة ويذهب إلى أقرب صيدلية لأخذ حبوب الصداع وكأنه خرج من معارض السيارات؟! آخر المدار الشعر له ناس هم فعلاً شواعيره تنحت حروف القصيد وتسبح بحوره مثل البدر لا اكتمل غطا على غيره يغيب نور النجوم ليا بدا نوره والشعر بحر تلاطم.. له هواميره عسى الخواطر بجزل الشعر مجبوره