أغلبية مطلقة في الحكومة ضد حث المفاوضات السلمية مع السوريين مقابل الانسحاب من الجولان. ففي استطلاع أجرته (معاريف) أمس بين الوزراء يتبين أن أربعة وزراء فقط يدعون إلى مفاوضات فورية أو إلى حث المفاوضات مع دمشق. وزراء العمل عمير بيرتس، يولي تمير وايتان كابل، اعربوا عن موقف مؤيد لإيجاد السبيل لاستئناف المفاوضات مع السوريين، وانضم إليهم أمس الوزير آفي ديختر من حزب كديما الذي أثار عاصفة سياسية حين قال في مقابلة مع (صوت الجيش): ان إسرائيل ستكون مستعدة للانسحاب من هضبة الجولان مقابل اتفاق سلام. وقال ديختر لغازي بركائي في برنامج (ماذا يشتعل): (إن كل خطوة سياسية أفضل بلا قياس مع خطوة حربية - عسكرية، سواء كانت هذه مع سوريا أم مع لبنان. سوريا هي دولة مهمة جدا من ناحيتنا في كل ما يتعلق بنسيج الحياة في هذه المنطقة من الشرق الأوسط. وأعتقد أن خطوة محادثات مع سوريا هي مشروعة، فاذا ما تبين أن هناك من يمكن الحديث معه وما يمكن الحديث فيه فأعتقد أن هذه الفكرة صحيحة جدا). وعندما سُئل عن ثمن المفاوضات مع السوريين شدد ديختر قائلا: (نحن نعرف الاسعار وخبيرون، وأنا أقول خبيرون بالمعنى الايجابي وليس السلبي لإعطاء الاسعار.. مقابل السلام الحقيقي مع سوريا أو مع لبنان.. أعتقد أن ما فعلناه مع مصر والاردن هو شرعي هنا أيضا). فشدد بركائي السؤال قائلا: (اي عودة إلى الحدود الدولية)، (نعم) اجاب ديختر. وتعقيبا على تصريحات ديختر سارع رئيس الوزراء ايهود اولمرت إلى الايضاح بان (إسرائيل لن تجري مفاوضات مع من يرعى الارهاب ومع من هو جزء من محور الشر). وفي سياق زيارة في قرية المغار في الشمال شدد على أن: (هناك من يقولون: إنه يجب معانقة بشار الاسد، وأنا اقول بشكل واضح، هيا لا ننسىآلاف الصواريخ التي سقطت هنا في الشهر الماضي جميعها مرت عبر دمشق، بل إن بعضها أنتجت في دمشق. نحن لا ننجرف إلى مغامرة ارهاب أو مفاوضات. سنفعل هذا فقط عندما تتغير سوريا بشكل جذري في كل مسألة دعم الارهاب. وعندما أقول دعم الارهاب فإني أقصد حزب الله الذي يحصل على الصواريخ ضد الدبابات. لن نجري مفاوضات مع من يشكل دفيئة للارهاب). ووقف معظم الوزراء أمس إلى يمين رئيس الوزراء ايهود اولمرت مقررين أن لا جدوى من المفاوضات مع السوريين - وبالتأكيد ليس في التوقيت الراهن، بعد أيام معدودة من إنهاء الحرب ضد حزب الله المدعوم من سوريا وايران. وقد طرحت عودة الخيار السوري على جدول الاعمال منذ الاسبوع الماضي، عندما أعلن وزير الدفاع عمير بيرتس بأنه (يجب استئناف الحوار مع الفلسطينيين، اجراء حوار مع لبنان بل وإعداد الظروف للحوار مع سوريا. كل حرب تخلق فرصة لمسيرة سياسية واسعة، وأنا أعتزم عمل كل شيء لإعادة الزخم السياسي). وتحفظ بيرتس أمس من أقواله بعض الشيء قائلا: إنه (يجب رؤية ما يحصل في سوريا في هذه اللحظة، ظروف الحوار معهم ليس ملائمة. ولكن يوجد بالتأكيد خيار للمستقبل). وقد وقف إلى جانب بيرتس وزيران من حزبه، فقد صرحت وزيرة التربية والتعليم يولي تمير قائلا: (موقفي قاطع في صالح المفاوضات مع سوريا وإطلاق رسالة الحوار مع لبنان أيضا)، وشددت تمير على أن ثمن اتفاق السلام مع سوريا هو (انسحاب من هضبة الجولان). أقوال مشابهة قالها أيضا الوزير ايتان كابل، المسؤول عن سلطة البث. فقد شدد كابل قائلا: (أعتقد بأن علينا أن نسعى إلى السلام مع سوريا، وبشكل عام مع دولة مستعدة لان تعقد السلام معنا، من مهمتنا عمل ذلك، دوما يحاول البعض ايجاد معاذير لعدم الاتفاق مع السوريين، عندما كانوا ضعافا لم يكن مجديا عمل ذلك معهم لأنهم ضعاف، واليوم عندما يبدون ظاهرا أقوياء، فالحجة الا يمكن الانثناء أمامهم. هناك حاجة للحوار، وثمن السلام مع سوريا معروف بالضبط). وفي سوريا بالذات لم يتأثروا من تصريحات ديختر، بل وشككوا أمس بالتصريحات. وزير الاعلام السوري محسن بلال قال: (لا توجد اي اهمية لهذه التصريحات طالما لم تنسحب إسرائيل إلى خطوط 1967. كما أن النائب السوري، سليمان حداد شكك في نوايا إسرائيل قائلا: (أفعال إسرائيل تتناقض واقوالها. اذا كانت معنية حقا بالسلام مع سوريا فعليها أن تشجع صراحة مبدأ الارض مقابل السلام، وعندها لن تكون اي مشكلة). اما محمد مشارقة نائب الرئيس السابق فقال في صحيفة (البعث): إنه (لا ريب في أن إسرائيل غير معنية بحل سلمي فهي تسلب اراضينا ومياهنا).