مما نقل عن أحد حكام بني صهيون مقولة مشهورة (إن العرب لا تقرأ التاريخ وإذا قرأته لا تفهمه وإذا فهمته لا تطبقه) وهي مقولة صحيحة وصادقة نأخذ بها حتى وإن كانت من عدو لدود صاحب هذه المقولة قالها بناء على معايشته واحتكاكه بالعرب ساسة وغير ساسة وجدهم أهل قوميات وأصحاب نعرات يؤمنون بالشعارات الزائفة، ويميلون إلى الملذات والشهوات، وهذا أبعدهم عن حقيقة إسلامهم ومصدر عزهم ومكان قوتهم.. تاريخ العرب الإسلام تاريخ مشرف ذو مجد عظيم سطره الأوائل من العظماء الأماجد من خلفاء أجلاء وملوك عظام سادوا الدنيا إلا قليلا براية واحدة وهدف واحد ألا وهو الاسلام الذي جمع القلوب، وإن اختلفت الألوان واللغات ووحد الصفوف، وإن تعددت المشارب والأطياف لما رفعت راية التوحيد، وأقيم شرع الله وحكمه في مناحي الحياة، وساد العدل والمساواة بين الناس مكن الله أولئك القادة المؤمنين حقا والصادقين بما عاهدوا الله عليه فنصرهم ومكنهم من عدوهم وفتحوا الأمصار والأقطار شرقا وغربا وشمالا وجنوبا بعدد وعدة قليلة، ولكن يفوقها إيمان راسخ وإسلام صادق، ومما يؤكد ذلك المقولة المشهورة للخليفة الثاني- رضي الله عنه- قوله (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام وإذا ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله) والله ثم والله: إن هذه المقولة لهي التي يحاربها أعداء الإسلام وهي التي يقصدها حكام بني صهيون بمقولتهم عن العرب، وهذا هو الواقع للعالم العربي الذي يعيش متفرقا ومشتتا ومتمزقا في العقيدة والدين والكلمة والرأي والهدف والغاية، وعلى الرغم من كثرتهم وتكاثرهم، وهذا ما زادهم إلا خوفا وجبنا.. أراضيهم تحتل، وأعراضهم تنتهك ودماؤهم تسفك وأجسادهم تمزق وثرواتهم تسرق وكرامتهم تهان، والعرب على منوالها المعتاد الشجب والاستنكار ومناشدة الأعداء واستعطافهم بوقف أو تقليل من مجازر الذبح والقتل والتدمير. وهذا شجع العدو الصهيوني وغيره أن يعبث بالأوطان، ويقتل الإنسان في أي زمان ومكان، وما حدث في فلسطين منذ أكثر من نصف قرن وما يحدث الآن في لبنان له شاهد على تمرد واستئساد العدو اللعين المدعوم من راعية الإرهاب وحامية الإجرام أمريكا التي أعلنتها بكل وقاحة وبجاحة دعمها المستميت عسكريا واقتصاديا وماديا للكيان الصهيوني لأنها عرفت حقيقة العرب، وما هو الاسلوب الانجح معها فلا تؤمن بالمواثيق الدولية إلا ما يتلاءم مع مصالحها ومصالح الكيان الصهيوني، ولا تعترف بالعهود الموقعة لأنها مارقة وتعد نفسها فوق القانون!! الكيان الصهيوني والأمريكي لا يخيفها إلا الإسلام الحقيقي، وهذا ما تحاربها بكل الوسائل وتدفع من أجله الدماء والأموال وما محاربتها للتنظيمات والحركات الإسلامية إلا أكبر دليل.. ومازالت تكيد وتضغط على الدول العربية لإقصاء الجماعات الإسلامية والتنكيل بها وتعذيبها وخطف ما يمكن خطفه والزج بهم في السجون الأمريكية.. أمريكا وكثير من دول العالم صنفت حماس كمنظمة إرهابية لأن منهجها إسلامي بحت، وانتخبت ديمقراطيا من قبل شعب فلسطين، والآن تواجه كل صنوف الإذلال والتعسف والإهانة.. هذه هي حقيقة أمريكا والكيان الصهيوني إنهم هم أعداء الإسلام، وهم سبب كل المشاكل التي تحدث في الأوطان الإسلامية، وهم منابع الإرهاب وأهل الإجرام.. إن وضع الأمة الآن في خطر عظيم يستوجب على قادته المخلصين وهم قلة أن يعلنوها دعوة مدوية للعالم أجمع أن يتبنوا مقولة الخطاب- رضي الله عنه- كمشروع إسلامي عظيم يعيد للأمة كرامتها وعزها ومجدها وقوتها، وليست قمما عربية طارئة أو عادية أو مبادرات أو قرارات فكفانا خمسون عاما نهرول وراء القمم العربية بقراراتها ومواثيقها ومثلها في مؤتمرات الاستسلام وطاولات التنازلات ومناشدات وخضوع للأعداء حتى أصبحنا أضحوكة بين شعوب العالم لا تأثير لنا، ولا نؤثر في غيرنا، ولم نسترد شبرا واحدا.. إن العالم العربي يواجه حربا صهيونية امبريالية تهدف القضاء علينا وعلى ديننا وعقيدتنا، وما احتلال العراق الآن إلا جزء من مخطط الأعداء الذين زرعوا الفتنة وأشعلوا نار الفرقة بين الحكام العرب وساسته، وأخشى من يوم يقال أكلت يوم أكل الثور الأبيض.. فالآمال معقودة بفارس من الإسلام وحامي حمى العقيدة والدين وتاج الغيرة والشهامة وراعي النخوة والفزعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود- رعاه الله- في تبني مقولة الخليفة الراشد كمشروع يعيد للأمة مجدها ويظهر هيبتها وينقلها من الذل إلى العز، ومن المهانة إلى المهابة، ومن الضعف إلى القوة، ومن الفرقة إلى الاجتماع، وهذا ليس بعسير إذا صحبه صدق وإخلاص وقول وفعل ومن قبله إيمان صادق بوعد الله ونصره إن هم نصروه.