لم يكن الأمن والإعلام في بلادنا إلا رافدين يصبان في مجرى واحد وهو محاربة ومواجهة الجريمة. والحديث عن علاقة الأمن بالإعلام يقودنا إلى الشخصية الأمنية الأولى ورئيس المجلس الأعلى للإعلام الأمير نايف بن عبدالعزيز الذي يؤكد ويجسد هذه العلاقة بتواصله المستمر والدائم مع رجال الإعلام برغم مشغوليات مركزه الوظيفي تجده دائماً مع رجال الإعلام في اللقاءات والحوارات المباشرة والصريحة وكذلك المقابلات الصحفية البعيدة عن الإنشائية والأسئلة التقليدية. والأمير نايف يقدم في علاقته المتميزة مع رجال الإعلام رسالتين: الأولى للمسؤول في أي موقع كان مشتملة على ضرورة الحوارات المباشرة مع رجال الإعلام بعيد كل البعد عن اللقاءات والمقابلات التقليدية والشكلية، أما الرسالة الثانية فيقدمها - يحفظه الله - لرجال الإعلام الذين يتطلب منهم أن يكونوا أكثر جرأة وصراحة في طرح الأسئلة وإدارة الحوارات مع المسؤولين بطريقة أكثر فائدة وموضوعية إلى جانب التواجد الفعلي لرجال الإعلام في مواقع الحدث أيا كان نوعه بشكل مثمر وفعال. وقد كان لرعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية ندوة الأمن والإعلام التي أقيمت في الشهر الماضي في مبنى كلية الملك فهد الأمنية بقاعة الملك عبد العزيز للمؤتمرات الدليل الكبير على اهتمام سموه الكريم في تفعيل وتنشيط علاقة الأمن والإعلام في ظل هذا العصر وما يحمله من متغيرات ومستجدات باتت فيه المجتمعات تحت تأثير إعلامي ومعلوماتي كبير لم يشهد من قبل بفضل ما وصلت إليه وسائل الاتصال من تقدم وتطور حول العالم إلى قرية كونية تلاشت فيه الحواجز الجغرافية والتاريخية والسياسية. وأخيراً علاقة الأمن بالإعلام تتطلب ارتداء ثوب جديد تتمشى مع إيقاع العصر ومتغيراته وذلك من أجل مواجهة هذاالكم الهائل من القنوات الفضائية القادمة علينا من مجتمعات وبيئات مختلفة لتحفظ لهذا البلد أمنه واستقراره في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - يحفظه الله - وولي عهده الأمين الأمير عبدالله بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني الأمير سلطان بن عبدالعزيز يحفظهما الله. وفق الله هذه البلاد وحفظها من كل مكروه.