لقي تعيين ولي العهد السعودي الجديد الأمير نايف بن عبد العزيز ترحيباً واسعاً؛ خليجياً وعربياً وعالمياً. "العربية.نت" ترصد في جزأين آراء مسؤولين وشخصيات في أجزاء واسعة من العالم العربي تناوبت التعليق على جدارة الاختيار وارتباطها بظروف المرحلة، مرورا بالخبرات القيادية والسياسية للأمير نايف، وصولا إلى استعراض أبرز ما يتمتع به من صفات قيادية ومهارات سياسية والتطلعات إلى ما وراء اختياره، نهاية بالحديث عن التجربة العالمية التي صنعها في تجفيف وردع الإرهاب، وهي التجربة التي لقيت إشادة دولية ودعوات واسعة لاستنساخها .. في هذا الجزء يطرح ضيوف الملف رؤيتهم حول الأسباب التي استحق على أثرها الأمير نايف ولاية العهد ورؤية الاختيار، مبرزين زوايا متعددة حول جوانب عديدة، خصوصا من قبل شخصيات عربية قيادية شاركته الزمالة الأمنية العربية، وكانت عينا شاهدة عن قرب. ظروف المرحلة تتطلب قيادة قوية يقول قفطان المجالي (وزير الداخلية الأردني السابق) "تشرفت بزمالة الأمير نايف، وعرفته عالما من علماء الفكر، عظيما من العظماء في القيادة، ونموذجا من نماذج السلوك والريادة" . ويشير "المجالي" إلى أن "من يتابع مسيرة الأمير بوجه عام، والأمنية منها بوجه خاص، فلا بد أن يشير إلى دور الأمير نايف الفذ الذي يعد بحق رجل الأمن العربي الأول من خلال جهود في قيادة مجلس وزارة الداخلية العرب". وعن معرفة وقرب شخصي يضيف "المجالي": " الأمير كما عرفته يعتبر الأمن أهم ركائز المجتمع، ومنه تستمد الأمة استمرارها وقوتها، وهو قضية اجتماعية ترتبط بكل فرد من أفراد المجتمع". هذا فيما يرى المهندس علي الراغب رئيس الوزراء الأردني الأسبق أن "تعيين الأمير نايف وليا للعهد سينعكس على دور السعودية وعمقها العربي باعتبار دور الأمير المميز في أمور كثيرة، وخصوصا الجانب الأمني الذي ظل من أولويات الامير نايف". من جهة ثالثة يقول الكاتب والمحلل السياسي رجا طالب: "اختيار الأمير نايف وليا للعهد جاء في فترة هامة وحساسة لدى المملكة العربية السعودية والإقليم، حيث إن مثل هذه المرحلة تتطلب شخصية قوية سياسيا، وقادرة على التعامل مع المتغيرات العربية بكل الأبعاد". ويضيف "طالب": "هذا الاختيار الأمثل لاعتبارات وطنية وإقليمية ودولية، ويعطى منصب ولاية العهد قيمته المطلوبة وقوته اللازمة في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها المنطقة". في خط مواز يشدد د. عبدالله الأشعل الدبلوماسي السابق بالمملكة العربية السعودية والمتخصص في الشؤون الخليجية على أن "الأمير نايف هو أصلح من يتولى هذا المنصب" ، مبررا ذلك بأنه يعود " لاعتبارات كثيرة، فالمملكة تواجه تحديات كثيرة أهمها التحديات الأمنية الداخلية والتحديات الإقليمية، شخصية الأمير نايف القوية والحازمة تؤهله لتولي تلك المسئولية. ولا يبتعد د مصطفى الفقي رئيس لجنة الشؤون العربية والأمن القومي بمجلس الشعب المصري السابق والمفكر المعروف عن ذلك، فهو يرى أن اختيار الأمير نايف وليا للعهد هو "اختيار سديد" ، مؤكدا أن "المملكة العربية السعودية معروف عنها تمسكها وحفاظها على التقاليد في الاختيار، وهذه أحد أهم دعائم استقرارها. حدث تأريخي .. وفي حين يؤكد اللواء سامح سيف اليزل الخبير الإستراتيجي ورئيس مركز الجمهورية للدراسات في مصر أن "خبر تعيين الأمير نايف يثلج الصدر". ويضيف الكاتب مكرم محمد أحمد نقطة يراها مهمة، وهي أن " نفوذ الأمير نايف الكبير، وقبوله داخل الأسرة جعل هيئة البيعة تختاره بالإجماع، فكل هذه العوامل تؤكد أن هذا الرجل أهل لهذا المنصب المهم. الاختيار وافق من هو أهل له". هذا فيما يرى وزير الإعلام الكويتي السابق سعد بن طفلة أن "طريقة اختيار الأمير نايف ولياً لعهد المملكة تشكل حدثاً تاريخياً في تطور النظام الملكي السعودي، فهو أول ولي عهد لم تنتقل له السلطة، وبذلك تم تفعيل نظام البيعة في عهد من وضعها "الملك عبد الله"، وبذلك يصبح نظام البيعة بالمملكة يشكل استقرارا للمنطقة بشكل عام". من جهته يرى سامي النصف رئيس تحرير جريدة "القبس" الكويتية أن "الاستبشار كبير جداً بتعيين الأمير نايف ولياً لعهد المملكة العربية السعودية. الأمير نايف لديه الخبرة الطويلة في صد رياح السموم التي تعرضت لها المملكة بالخمسينيات والستينيات إبان هوجة الانقلابات العسكرية والأفكار الماركسية. كما حمى الأمير نايف المملكة من تصدير الثورة إليها وحفظ الأمير نايف الأمن والأمان بالمملكة في الحرب العراقية الإيرانية". من المغرب يقول خالد الناصري الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية ووزير الاتصال، بعد تقديم التهنئة للأمير، إن الأخير "معروف بخصاله الإنسانية، وحنكته السياسية وتجربته العالية كرجل دولة مرموق". أما الدبلوماسي والمؤرخ والمفكر المغربي المعروف د. عبدالهادي التازي فهو صاحب معرفة شخصية بالأمير نايف ويقول "أعرف الأمير نايف عن كثب، وله حجمه كرجل دولة يقظ وكفء سياسيا وأمنيا". وهو يتشارك في ذلك مع د. يوسف الكناني المفكر الإسلامي والأستاذ بجامعة القرويين الذي يضيف "الأمير نايف له سيرة عطرة وخصال راقية ومسيرة سياسية كبيرة. وهو أيضا رجل بارع وبليغ وملم بأحداث عصره". من زاوية أخرى يطل الصحفي ورئيس تحرير جريدة "الصباح" اليومية التونسية كمال بن يونس، الذي عرف بمواكبته لأنشطة وزراء الداخلية العرب، طيلة العشريتين الأخيرتين والذي جمعته لقاءات عديدة بالأمير نايف حيث يصف الأخير بأن له "كاريزما خاصة، وثقافة واسعة وواقعية في التعاطي مع الأحداث. وإلمام كبير بقضايا الأمة والأحداث العالمية". فيما يؤكد د. محمد العزيز بن عاشور المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم على أن اختيار الأمير نايف "لولاية العهد جاء لكونه رجل دولة من طراز رفيع، وصاحب خبرة طويلة وعميقة في القيادة والتسيير". ويعقب المنجي الكعبي أستاذ الآداب والحضارة السابق في الجامعة التونسية على أن الاختيار هو "اختيار حكيم، فالتحديات كبيرة اليوم وخصوصا خطر الإرهاب المتنامي" ، هذا فيما يرى الأستاذ قاسم بو سنينه الذي شغل مهام سفير تونس ل 16 سنة في السعودية أن الأمير نايف يعد "من أبرز الشخصيات العربية والدولية، لما يتميز به من صفات انسانية وعزيمة قوية وموهبة في القيادة والتسيير، جعلت منه رجل دولة يحظى بالتقدير والاحترام لدي زعماء العالم، وهذا ما يجعل منه مؤهلا لقيادة المملكة والأمة العربية، وذلك بالنظر للدور الاستراتيجي والروحي للمملكة في العالمين العربي والإسلامي". رجل أدب ويؤكد "التازي" على جانب آخر ربما يجهله الكثيرون عن الأمير نايف، وهو أنه أيضا "رجل أدب"، قائلا: "أعرف الأمير نايف عن كثب، وله حجمه كرجل دولة يقظ وكفء سياسيا وأمنيا. الأمير رجل أديب، وهذا ما جذبني له، وله متعة خاصة في الحديث، ويمتلك خزانة علمية وأدبية هائلة. فهو رجل علم وأدب"، ومن زاوية أخرى "الأمير له حاسة إنسانية رفيعة ويعالج مشاكل لا يعالجها غيره. والملفت أنه متشبع بالأخلاق التي تمليها عليه الكتب والمؤلفات" . وهي جزئية يشاركه فيها الأستاذ بجامعة القرويين د. يوسف الكناني "له سيرة عطرة وخصال راقية ومسيرة سياسية كبيرة. رجل بارع وبليغ وملم بأحداث عصره، هو أيضا رجل صارم وإنساني في نفس الوقت". وهي جوانب يؤكد عليها أيضا "بن يونس" بقوله "تربط الأمير نايف علاقة متينة بالسياسيين والإعلاميين في تونس.. فكان يستجيب لطلباتهم للمؤتمرات الصحفية ويتحدث بصراحة وجرأة برغم دقة المواضيع وحساسيتها". ويضيف بن يونس الذي كان من المتخصصين المتابعين لاجتماعات وزراء الداخلية العرب " من خلال الحوارات التي أجريتها معه، اكتشفت جوانب إنسانية في شخصية الرجل مثل التواضع، والقدرة على الإنصات والحوار بكل شفافية، وبعيدا عن بروتوكولات أو دبلوماسية السياسيين". هذا فيما يتحدث "بن عاشور" المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم عن امتلاك الأمير نايف لبعد توافقي "قادر على مخاطبة مختلف الأطياف والقوي في المملكة وخارجها، وهذه من مواصفات القيادة التي تميز شخصية الرجل". ومضيفا "له ثقافة معتدلة وقريبة من كل التيارات والاتجاهات الفكرية التي تشق المنظومة الإسلامية"، ومؤكدا على أن الأمير نايف دأب على "تجسير الفجوة بينها من أجل المحافظة على نقاء الثقافة الاسلامية، التي تنبذ كل مظاهر الغلو والتطرف"". ويستحضر د. المنجي الكعبي أستاذ الآداب والحضارة للأمير نايف "مواقف شجاعة ومناقب، فكلنا يذكر له بكل تقدير كوزير للداخلية أخذه بصمات الأمريكيين الداخلين للمملكة من باب المعاملة بالمثل، وتنزيهه أن يكون من بين أبناء المسلمين والمملكة بصفة خاصة دعاة إرهاب أو أدوات إرهاب في الولاياتالمتحدةالأمريكية أو في غيرها من العالم" ، ومشيدا في ذات الوقت بدوره في إقامة الكثير من المشاريع الجامعية والتربوية وإحداثه لعدد من الجوائز التشجيعية خصوصا في خدمة السنة الشريفة وجهوده الإغاثية. أولوية للأمن العربي أما سفير تونس السابق في السعودية "بوسنينه" فيضيف "الأمير نايف رجل دولة يحظى بالتقدير والاحترام لدي زعماء العالم، وهذا ما يجعل منه مؤهلا لقيادة المملكة والأمة العربية وذلك بالنظر للدور الاستراتيجي والروحي للمملكة في العالمين العربي والإسلامي". هذا فيما يعود رئيس تحرير "القبس" النصف ليقول "الأمير من الذين ساهموا في تسخير سماء وأرض المملكة لتحرير الكويت، وهو دائماً يمثل للكويتيين كما يمثل للسعوديين كمصدر أساسي ورئيسي تجاه رياح السموم التي تهب على المنطقة ودائماً نشعر بالكويت بالطمأنينة بوجود الأمير نايف بالمنطقة". ويتوغل "المجالي" وزير الداخلية الأردني السابق في ذاكرته ليستحضر كيف ينظر للأمير نايف على أنه "يعد بحق رجل الامن العربي الاول، من خلال جهوده في قيادة مجلس وزارة الداخلية العرب". كما كشف "المجالي" عن أن "اجتماعات مجلس وزراء الداخلية اكتسبت قوتها من رعاية الأمير نايف الذي عمل كرئيس فخري للمجلس لأكثر من ثلاثة عقود . مجلس وزراء الداخلية العرب بفضل قيادة الأمير نايف الحكيمة حقق نقلات نوعية في اطار التعاون والتنسيق، كما أعطى المجلس دفعة قوية وراسخة تسهم في تحقيق اهدافه وتطلعاته نحو تحقيق الأمن والاستقرار في الدول العربية قاطبة. ويضيف "المجالي": "كما أن قيادة الامير نايف لرعاية المسيرة العلمية والتعليمية للأمن العربي من خلال جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية لدليل قاطع على حرص سمو على تحقيق الأمن لكن مواطن على مساحة الوطن العربي". ومؤكدا " فالأمير كما عرفته - يقول المجالي- يعتبر الأمن اهم ركائز المجتمع، ومنه تستمد الأمة استمرارها وقوتها، وهو قضية اجتماعية ترتبط بكل فرد من افراد المجتمع. لذا عمد الامير الى انشاء وتشجيع الكراسي العلمية في مختلف الجامعات لخدمة ذات القضية ولاستكمال عناصر نجاحها من خلال رؤية شمولية تستشرف التطورات في مختلف بلدان العالم" . ويشاركه "الراغب" رئيس الوزراء الأردني السابق بقوله "مشهود للأمير نايف جهوده الاستثنائية في انجاح مؤتمرات وزراء الداخلية العرب بشكل مثمر عبر حنكته في تجاوز القضايا الخلافية بين الدول العربية وتبني القضايا التي تهم الجميع وتمس مصالحهم وهو الأمر الذي اكد الحضور السعودي كعامل اساسي في ترطيب العلاقات العربية . مضيفا " تعيين الامير نايف وليا للعهد سينعكس بشكل إيجابي على دور السعودية وعمقها العربي". شارك في الملف من الرياض خالد الشائع ومحمد عطيف ومن دبي فهد سعود ومن الرباط حسن الأشرف ومن القاهرة مصطفى سليمان ومن الأردن ناصر قمش ومن الكويت محمد العفتان ومن تونس منذر بلضيافي.