غادرتنا فجأة... غادرتنا دون وداع... كان الخبر مفجعاً... والمصاب جللا.. والفقيد عزيزاً. رحمك الله أيها الصديق إبراهيم العيد... فقد كنت - والله - صاحباً وفياً، وصديقاً عزيزا. سيفقدك - يا أبا رياض - التربويون.. كنت أخاً وصديقاً للكبير منهم... أباً للصغير... عملت في إدارة التربية والتعليم ما يقارب ثلاثة عقود معلماً ثم مشرفاً، فكنت أميناً على رسالتك التربوية. سيفقدك الأدباء وزملاؤك في النادي الأدبي الذي كنت عضواً فاعلاً فيه، وأميناً للنادي بضع سنين. سيفقدك الإعلاميون صديقاً لهم، ورئيساً لتحرير مجلة رؤى.. وسيذكرون مقالاتك التي سطّرتها في مجلة تجارة حائل التي امتزج فيها مداد قلمك بالحب لوطنك ولمدينتك حائل.. سيذكر زملاؤك مشاركتك الفاعلة في اللجان الإعلامية التي تشرف عليها إمارة المنطقة، سواء أكانت في اللجان المختصة بالمهرجانات الموسمية أم في اللجان التي تعد لاستقبال ضيوف المنطقة. لقد ترك غيابك - يا أبا رياض - في نفوسنا فراغاً كبيراً لن يسدّه أي حضور، كيف لا؟ وأنت المعروف بطيب القلب، ونقاء السريرة ودماثة الخلق. كلما التقيتك رأيت الابتسامة تعلو محياك، والتفاؤل يسودك، حديثك عن حائل وكأنها أمك الحنون.. لهجتك الحائلية المحببة التي لا نمل سماعها... لن أنسى لقاءنا قبل أسبوعين، حين تحدثت عن حائل المستقبل بعد هدايا خادم الحرمين الأخيرة، سألتك عن أبنائك، فقلت:- الحمد لله-، رياض سلك طريقه في الجامعة، وأخوه أنهى الثانوية بتفوق. شعرت من حديثك عنهما بالاطمئنان في أنهما سلكا الطريق الذي كنت تتمناه لهما، وعزاؤنا أن يواصل هذان الشبلان مسيرتهما، وأن تكون كلماتك وتوجيهاتك نبراساً لهما، وأن يكونا امتداداً لسيرتك العطرة. عليك سلام الله أيها الأخ الوفي، سنذكرك بالدعاء كلما حل ذكرك، وكلما وطئت أقدامنا أرض حائل، وكلما عانقنا جبليها الشامخين... ستذكرك حائل في مناسباتها إذ كنت أحد فرسانها وأبنائها البررة. وحين ندعو لك بالرحمة ولزوجتك وابنتيك وحفيدك نرجو الله أن يحسن عزاءنا وعزاء والدك ووالدتك وإخوانك وأبنائك وزملائك، فله سبحانه ما أخذ وله ما أعطى ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، و(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).