أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي دان حالوتس أن الجيش قد يبقى عدة أشهر في جنوبلبنان في المنطقة الحدودية مع إسرائيل دافعاً بذلك بالمزيد من الشكوك والإرباك لخطط الانتشار الخاصة بالجيش اللبناني وانتشار قوات الأممالمتحدة. وجاء كلام حالوتس تعليقا على تقويم للوضع عرضته الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية خلال اجتماع للجنة الخارجية والدفاع في الكنيست. وعدّ ضابط كبير في الاستخبارات العسكرية أن الانتشار الكامل لقوة الطوارئ الدولية المعززة (يونيفيل) في لبنان سيستغرق عدة أشهر. ورد رئيس الأركان قائلاً: سيتحتم على الجيش الإسرائيلي أن يبقى على الأرض حتى يتم ذلك.. وقبل تصريحات حالوتس كانت القوات الإسرائيلية للانسحاب من مواقع جديدة في جنوبلبنان أمس الأربعاء ممهدة الطريق أمام دخول قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إلى بعض المناطق مع دخول الهدنة مع حزب الله يومها الثالث. وصرح مسؤولون إسرائيليون بأن الخطة تقضي بنشر قوات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة في لبنان المعروفة باسم (يونيفيل) خلال اليومين القادمين في بعض المواقع الإسرائيلية التي لا يعدها الجيش مواقع استراتيجية مهمة. وذكر المسؤولون أنه في نفس الوقت على الجيش اللبناني أن يبدأ انتشاره عند نهر الليطاني في جنوبلبنان ثم يتحرك ببطء جنوباً مع انسحاب الجيش الإسرائيلي. وأمس أيضاً أعلن مصدر بالجيش اللبناني أن الجيش اللبناني سيبدأ نشر 15 ألف جندي في جنوبلبنان اليوم الخميس. وقال المصدر لوكالة الأنباء الألمانية: إن ساعة الصفر تقترب وسيكون يوم الخميس يوم نشر القوات. وكان المصدر نفسه صرح في وقت سابق بأن عملية نشر القوات في جنوبلبنان تستهدف بسط سلطة الدولة وأن الحكومة اللبنانية وقيادة الجيش يبذلان ما في وسعهما لتسريع هذه العملية. وأشار مصدر رفيع المستوى بالجيش اللبناني إلى أن نشر تلك القوة سيكون بشكل أساسي عبر الجنوب وسيغطي مناطق شمال وجنوب نهر الليطاني. وأضاف أن عملية نشر القوات اللبنانية ستترافق مع انتشار قوات الأممالمتحدة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي احتلتها جنوبيلبنان. وكانت الحكومة اللبنانية أعربت الأسبوع الماضي عن استعدادها لنشر قوة قوامها 15 ألف عنصر في الجنوب وحتى الحدود مع إسرائيل بمجرد أن تسحب إسرائيل قواتها من المنطقة. وشوهدت شاحنات الجيش في ساعة متأخرة من يوم الثلاثاء مصطفة على جانب طريق رئيسي يؤدي إلى جنوبلبنان.. كما سجلت تحرك القوات على الطرق مغادرة العاصمة باتجاه الجنوب تلك المنطقة التي يسيطر عليها منذ انسحاب إسرائيل منها في أيار - مايو 2000م. وتحت ضغط إرسال قوات إلى لبنان على وجه السرعة تسعى الأممالمتحدة لنشر 3500 جندي إضافي من قوة الطوارئ المعروفة اختصاراً باسم اليونيفيل خلال أسبوعين للإشراف على الهدنة الهشة وانسحاب القوات الإسرائيلية. وتقوم فرنسا بدور محوري في العملية لكنها لم تعلن بعد أنها ستقود قوات الأممالمتحدة الموسعة في لبنان. وأمس الأربعاء اجتمع فريق فرنسي للتخطيط العسكري مع مسؤولي الأممالمتحدة لبحث سبل تطبيق القرار الذي أصدره مجلس الأمن يوم الجمعة الماضي. ووافق مجلس الأمن بالإجماع يوم الجمعة الماضي على قرار يدعو لوقف إطلاق النار في الحرب التي استمرت شهراً بين إسرائيل وحزب الله. وفوض بزيادة قوات الطوارئ التابعة للأمم المتحدة في لبنان المعروفة باسم (يونيفيل) من قوة قوامها 2000 فرد إلى قوة تضم 15000 فرد جيدة التسليح. وقال مسؤول كبير في الأممالمتحدة طلب عدم نشر اسمه نظراً لطبيعة المفاوضات الحساسة إن دولاً غربية أخرى بالإضافة إلى تركيا وماليزيا وإندونيسيا لمحت إلى رغبتها في المشاركة شريطة اشتراك فرنسا أولاً.