سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
هدوء يعكره تحليق طيران ومناشير ... وأطفال وحوامل بين ضحايا انتشلت جثثها بالعشرات في الضاحية الاحتلال يواصل الانسحاب والجيش اللبناني يعد لبدء انتشار قواته غداً
بقى الهدوء مسيطراً في لبنان امس، في اليوم الثاني لدخول وقف العمليات الحربية حيز التنفيذ وفقاً للقرار الدولي 1701، ولم يعكره سوى تحليق للطيران الاسرائيلي فوق مناطق لبنانية مختلفة، فضلاً عن منشورات رماها الاسرائيليون بواسطة قذيفة بارجة وحذرت المواطنين من العودة الى الجنوب قبل انتشار الجيش اللبناني والقوات الدولية. وجاء هذا التحذير ليضاف الى آخر نبه من قنابل عنقودية وقذائف لم تنفجر، بالاضافة الى اجسام غريبة قد تكون قنابل موقوتة. وبالفعل سجلت امس ثلاث اصابات جراء هذه القنابل، فيما افسح الهدوء في المجال لسحب جثث كانت لا تزال تحت الانقاض وكثرة منها لنساء واطفال، ولتفجير ذخائر غير منفجرة وتشييع شهداء. وتزامن كل ذلك مع تأكيد انسحاب قوات الاحتلال الاسرائيلي من بعض المناطق التي كانت دخلتها في الجنوب، واستمرار التحضير لانتشار الجيش اللبناني والقوات الدولية جنوب نهر الليطاني، اعتباراً من غد الخميس على ما اكدت مصادر في بيروت. الانسحاب واكدت"الوكالة الوطنية للاعلام"اللبنانية الرسمية ان قوات الاحتلال الاسرائيلي انسحبت نهائياً من مدينة مرجعيون ومن بلدة برج الملوك. وفيما قالت الوكالة ان هذه القوات لا تزال متمركزة في بلدة القليعة القريبة، نقلت"رويترز"عن شهود عيان ان الاسرائيليين انسحبوا من هذه البلدة في وقت لاحق. وافادت الوكالة نقلاً عن مصادر مختلفة ان اسرائيل قد تنسحب كلياً من لبنان اليوم الاربعاء وتسلم المواقع التي تخرج منها لقوة الاممالمتحدة مفسحة في المجال امام بدء انتشار الجيش اللبناني في المنطقة اعتباراً من غد الخميس. وصرحت المتحدثة باسم الجيش الإسرائيلي بأن مزيداً من القوات انسحبت خلال ليل الاثنين - الثلثاء، لكنها رفضت اعطاء ارقام. وقالت وسائل اعلام إسرائيلية في تقارير ان ألف مظلي عبروا الحدود الى إسرائيل مما رفع عدد الجنود العائدين الى ألفين. وقالت"رويترز"ان اسراع اسرائيل بالانسحاب يعكس قلقاً متنامياً لديها من أن تصبح قواتها على الارض هدفاً سهلاً لهجمات"حزب الله". ونقلت الوكالة عن ديبلوماسي غربي أطلعه الجيش الإسرائيلي على خططه، ان القوات الاسرائيلية في الخطوط الامامية بدأت بالفعل الانسحاب"على نطاق صغير"من بعض المناطق الاقل أهمية لتعزيز مواقع يمكنها الدفاع عنها بسهولة أكبر. وأضاف"ان المسؤولين الاسرائيليين يريدون خروجاً سريعاً في غضون أسبوع أو أسبوعين، لا يريدون جولة ثانية من القتال الآن". وصرح المسؤول الثاني في قيادة منطقة شمال اسرائيل العسكرية الجنرال شوكي شيشور لاذاعة الجيش بان"قواتنا المنتشرة في جنوبلبنان تحسن مواقعها ونبذل في الوقت نفسه كل الجهود الضرورية لخفض عدد جنود الاحتياط هناك". وذكرت صحيفة"هآرتس"ان"اولوية الجيش هي اعادة 80 في المئة من جنود الاحتياط الى منازلهم". واعلن الجنرال غاي تسور الذي يقود فرقة في الجيش الاسرائيلي تحتل مواقع استراتيجية في القطاع الشرقي من جنوبلبنان الاثنين الماضي ان"القوات الاسرائيلية تسيطر على قطاع بلدتي فرون والغندورية شرق جنوبيلبنان وكل الجسور على الليطاني القريبة من هذا القطاع". واكد"ان وجودنا في هذا الموقع يسمح لنا عند الاقتضاء باجتياح منطقة جنوبلبنان الواقعة جنوب نهر الليطاني بكاملها في غضون بضعة ايام". وتقع الغندورية على بعد نحو 20 كلم شرق صور التي تبعد حوالى 80 كلم جنوببيروت و12 كلم غرب الحدود الاسرائيلية. وقال موقع صحيفة"يديعوت أحرونوت"الالكتروني إن قوة المظليين التي انسحبت من لبنان امس، كانت انزلت السبت الماضي في القطاع الأوسط من الجنوب وكان يفترض أن تتقدم باتجاه صور. وأضاف إن هذه القوة أحضرت معها أشلاء جثث 5 جنود إسرائيليين قتلوا بإسقاط مروحية حربية يوم السبت الماضي بنيران مقاتلي"حزب الله". ونقل الموقع عن ضابط القوة التي قضت الليلة الماضية تسير باتجاه الحدود قوله ان"هذه ليست نهاية الحرب مع حزب الله وسنضطر لمحاربتهم مرة أخرى والسؤال هو فقط متى سيحدث ذلك". تنسيق وفي موازاة اعادة الانتشار الاسرائيلية، بدأت التحضيرات لانتشار القوات الدولية وقوات الجيش اللبناني في الجنوب. ونقلت"فرانس برس"عن مصادر مقربة من الاممالمتحدة ان قيادة قوات الطوارئ في لبنان يونيفيل عقدت اجتماعاً مع ضباط لبنانيين واسرائيليين الاثنين بحث في مشروع ينص على بدء الانسحاب الاسرائيلي اعتباراً من الاربعاء. وبحسب المشروع الذي لم يقر بعد، فان الاسرائيليين سيسلمون مواقعهم الى اليونيفيل على ان يتولاها الجيش اللبناني اعتباراً من الجمعة قطاعاً تلو الآخر. واكدت مصادر عسكرية اسرائيلية لپ"يو بي آي"خبر الاجتماع، وزادت ان الجيش الإسرائيلي سينقل معلومات حول تحركات مقاتلي"حزب الله"إلى قوات الجيش اللبناني بواسطة"يونيفيل". وقال مسؤول حكومي اسرائيلي بارز ل"رويترز":"بدأت اجتماعات التنسيق بالفعل مع اليونيفيل. يمكن كخطوة أولى تسليم المناطق التي لا تعد مهمة من منظورنا"الى قوة اليونيفيل الموجودة حالياً على الأرض. ونقلت الوكالة عن مسؤولين في الأممالمتحدة ومسؤولين فرنسيين، ان ضباطاً في الجيش الفرنسي توجهوا الى الأممالمتحدة لمناقشة تشكيل قوة حفظ السلام المعززة التابعة للمنظمة الدولية التي يتوقع أن تقودها فرنسا. وذكرت صحيفة"هآرتس"نقلاً عن مسؤولين في وزارة الدفاع الاسرائيلية ان طلائع قوة دولية ستبدأ بالانتشار في لبنان في مهلة 24 الى 48 ساعة. ونقلت"رويترز"عن ديبلوماسيين غربيين ان انتشاراً أولياً لأربعة آلاف من قوات الاممالمتحدة قد يبدأ الاسبوع المقبل. غير أن ديبلوماسياً بارزاً في الاممالمتحدة شكك، بحسب الوكالة، في أن يتم جمع عدد كاف من الجنود لنشر قوة كاملة من 15 ألف جندي قريباً. من جهته، أعلن وزير الدفاع اللبناني الياس المر ان الجيش اللبناني سيرسل 15 ألف جندي الى شمال الليطاني في وقت لاحق هذا الاسبوع استعداداً لدخول المنطقة الحدودية الجنوبية. واضاف ان الانتشار على الحدود لن يكون قبل انتشار قوة الاممالمتحدة هناك وتأكدها من انسحاب القوات الاسرائيلية. ونقلت"دي بي أي"وپ"فرانس برس"عن مسؤول كبير في الجيش اللبناني امس ان الجيش سيباشر خلال الايام القليلة المقبلة الانتشار في جنوبلبنان وحتى الحدود الاسرائيلية. واوضح ان"هذا الانتشار سيغطي قطاعي جنوب وشمال نهر الليطاني". واكد ان"الجيش سينتشر الى جانب قوات الاممالمتحدة في الوقت الذي ستنسحب فيه القوات الاسرائيلية من القطاعات التي تسيطر عليها". ونقلت"رويترز"عن مصدر سياسي رفيع في بيروت امس، ان الجيش اللبناني سيبدأ الانتشار جنوب الليطاني غداً الخميس. وقال رئيس الاركان الاسرائيلي دان حالوتس امس ان عملية نقل الاراضي التي يسيطر عليها الجيش الاسرائيلي في جنوبلبنان الى الجيش اللبناني تستلزم"اسبوعاً الى 10 أيام". وصرح حالوتس لإذاعة الجيش الاسرائيلي ان"مبادئ اتفاق وقف الاعمال الحربية بدأت تتبلور اليوم امس. وهذا يعني نقل سيطرة الاراضي الى قوات اليونيفيل التي ستنقلها بدورها الى الجيش اللبناني". واضاف:"اذا تمت العملية بهدوء كما يبدو الحال حالياً ستستغرق هذه العملية اسبوعاً الى 10 ايام". منشورات أمنياً، واصلت اسرائيل امس زرع الرعب في لبنان، عبر منشوراتها وطيرانها، وكذلك بعض المناوشات في المواقع المتقدمة. وحذر الاسرائيليون النازحين من العودة الى قراهم في الجنوب قبل انتشار الجيش اللبناني والقوات الدولية، في منشورات ألقيت على صور بواسطة قذيفة اطلقت من بارجة. وجاء في المنشورات الموجهة"الى مواطني جنوبلبنان"والموقعة من قيادة الجيش الاسرائيلي، ان الوضع في المنطقة"سيبقى خطيراً طالما ان الدولة اللبنانية لم تنشر قوات الجيش اللبناني والقوات الدولية على كامل اراضي"الجنوب. وحذرت المنشورات"من اجل سلامتكم"من التوجه الى الجنوب"الى ان يتم نشر القوات التي من المفروض ان تحافظ على امنكم". وقال الجيش الاسرائيلي ان"حزب الله"أطلق أربع قذائف مورتر الليلة الماضية سقطت قرب قوات اسرائيلية في الجنوب من دون أن تسفر عن اصابات. وفي وقت لاحق امس، قالت متحدثة باسم الجيش ان الجنود أطلقوا النار على ثلاثة مسلحين من"حزب الله"في الجنوب، موضحة انها لا تعرف ما اذا كان أي من المسلحين قد قتل. الى ذلك، سجل امس تحليق مكثف للطيران الاسرائيلي في غير منطقة. ولم تتوقف طائرات الاستطلاع عن التحليق في سماء لبنان من الجنوب الى الشمال، مروراً ببيروت والبقاع. كما سجل تحليق للطيران الحربي فوق راشيا والبقاع الغربي. واعلنت"يونيفيل"في بيان ان"اي حادث لم يسجل حتى الثلاثاء الساعة الواحدة"بتوقيت بيروت منذ وقف الأعمال الحربية الاثنين، في نفي ضمني لإعلان الجيش الإسرائيلي إطلاق"حزب الله"عشرة صواريخ الثلاثاء. وجاء في البيان"اوقف الطرفان النار على الأراضي اللبنانية وعلى جانبي الحدود، ولم تحصل اي محاولة لاحتلال مزيد من الأرض". وكانت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي اعلنت ان عشرة صواريخ اطلقت ليل الاثنين - الثلاثاء بالقرب من مواقع يحتلها الجيش الإسرائيلي في جنوبلبنان. تحذير و جثث على خط مواز، كررت هيئات عدة تحذير المواطنين من القنابل العنقودية والاجسام الغريبة. وقالت استريد ستورت الناطقة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة:"على الناس ان يعوا ان درجة الخطورة عالية جداً". وتحدثت عن ثمانية حوادث على الاقل مرتبطة بالمواد غير المتفجرة من دون ان يكون لديها معلومات عن عدد الضحايا. وكانت قنبلة عنقودية انفجرت في بلدة زوطر الغربية امس وادت الى اصابة ثلاثة مواطنين بجروح طفيفة، وهم: أحمد قاسم تركية وزوجته فوزية دليمة والطفلة نور ابو زيد. في هذه الاثناء، بدأ فوج الهندسة في الجيش اللبناني ازالة مخلفات العدوان الاسرائيلي في مختلف المناطق اللبنانية. وفجر في بعلبك امس صاروخاً سمع دويه في ارجاء المدينة. وصدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه بيان فيه:"اعتباراً من اليوم امس وحتى اشعار آخر وفي اوقات مختلفة، ستقوم وحدات من الجيش في مختلف المناطق اللبنانية، بتفجير الذخائر غير المنفجرة من مخلفات العدوان على لبنان" وفي هذا الوقت، باشرت الهيئات الانسانية سحب ما تبقى من جثث تحت الانقاض كانت حالت الاعتداءات الاسرائيلية دون التمكن من انتشالها. وقالت"فرانس برس"ان جثث 38 مدنياً من بينها جثث 11 طفلاً، اضافة الى جثث أربعة مقاتلين من"حزب الله"انتشلت من تحت الانقاض خلال الساعات ال24 الاخيرة، في حين تتواصل اعمال البحث. واوضح مسؤول فريق اسعاف للوكالة الفرنسية ان 13 جثة انتشلت الاثنين من بين انقاض ثمانية مبان في حي الرويس في ضاحية بيروتالجنوبية كان القصف الاسرائيلي قد دمرها بدقائق عشية وقف العمليات الحربية. واضاف ان من بين الجثث المنتشلة جثث سبعة اطفال ورضيع وامرأة حامل. وقدر المصدر عدد الجثث في الموقع بأربعين مذكّراً أن عشر جثث انتشلت الاحد. وفي صور انتشلت فرق الاسعاف جثة من مجمع سكني عند مدخل المدينةالجنوبي وجثة اخرى من بين انقاض مركز تجاري عند المدخل الشمالي. وأكد وسام ضاهر مسؤول عمليات الدفاع المدني في المدينة ان عناصره انتشلوا جثة شابة في السادسة عشرة من عمرها من تحت انقاض منزل في بلدة معروب، مشيراً الى ان اربع جثث، من بينها جثث ثلاثة اطفال، لا تزال تحت ردم المنزل نفسه. وفي قرية كفرا انتشل عناصر الدفاع المدني جثتين من تحت الانقاض. وفي صريفا جنوب صور انتشلت سبع جثث امس واول من امس من بين انقاض منزل في وسط القرية كما اكد عضو في المجلس البلدي. وكانت 25 جثة انتشلت من تحت انقاض المنازل في صريفا غداة تعرضها في 19 تموز يوليو لقصف اسرائيلي مركز من الجو والبحر والبر. وفي الخيام في القطاع الشرقي لجنوبلبنان انتشلت الاثنين جثة مختار البلدة من تحت منزله وفق الشرطة. وفي قرية عيناتا في القطاع الاوسط قرب بلدة بنت جبيل، انتشلت فرق الاسعاف ثماني جثث من تحت الانقاض فيما تتواصل عمليات البحث. واخرجت جرافات الحزب التقدمي الاشتراكي امس جثث اربع مقاتلين من"حزب الله"في كفرشوبا المجاورة وفق مصدر امني. يذكر ان اعمال البحث بين الانقاض في القرى الحدودية التي تعرضت لقصف مدمر وشهدت مواجهات ضارية لم تبدأ بعد بسبب استمرار وجود عناصر للجيش الاسرائيلي. وقضى مواطن في دير قانون النهر اثر سقوط عمود عليه وهو بين انقاض منزله المدمر. تشييع وشهد يوم امس تشييع شهداء سقطوا في المعارك كما في الاعتداءات الاسرائيلية. وشيعت قيادة الجيش واهالي بلدات النبي عثمان وبريتال وكفردينيس في البقاع، كلاً من الشهداء الرقيب حسن احمد جعفر، العريف سليمان خالد اسماعيل والعريف علي عدنان القادري، الذين استشهدوا جراء القصف الاسرائيلي المعادي على مراكز الجيش في منطقتي الجنوب والبقاع. وقلد الشهداء أوسمة الحرب والجرحى والتقدير العسكري من الدرجة البرونزية. وشيع"حزب الله"امس في النبطية الشهداء مصطفى علي منصور، عبد الرؤوف احمد نصار، وعماد الحاج علي. وشيع الحزب في بعلبك الشهيد علي حسان اللقيس، وفي الدوير الشهيد محمود حيدر. وشيعت بلدات عدة شهداءها: قعقية الجسر محمد علي سبيتي، جبشيت حسن محمد شبيب، عين بوسوار عيسى كركي، كفرملكي مروان طبوش، يحمر الشقيف عباس جواد نصرالله، كفرتبنيت حمودة الاخرس وحسين تامر ياسين وزينب حمامص وحسين محمد زيتون.