السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أتحفنا سعادة الدكتور محمد ابن عبدالرحمن البشر في زاويته (نوازع) يوم الجمعة 11-6 في صفحة مقالات بدراسة أدبية قيمة تحت عنوان (اقتصاد أبي العتاهية، وإنفاق طرفة) عرض فيه لنا منهج شاعرين كبيرين اتسم منهج الشاعر الأول -وهو أبو إسحاق بن إسماعيل بن القاسم العنزي المشهور بأبي العتاهية- بالزهد والنصح وذلك لتأثره بالبيئة التي عاشها وكما ذكر د. البشر أن بعض أبياته حوت معاني ترسم لنا صورة لمنهج اقتصادي ومن ذلك ما قال: أيها الباني قصورا طوالاً أين تبغي هل تريد السحابا.. إلخ ومما قاله أيضاً أبيات جميلة معبرة: وإذا اتسعت برزق ربك فاجعلن منه الأجل لأوجه الصدقات في الأقربين وفي الأباعد تارة إن الزكاة قرينة الصلوات وارع الجوار لأهله متبرعا بقضاء ما طلبوا من الحاجات واخفض جنحك إن رزقت تسلطا وارغب بنفسك عن ردى اللذات في هذه الأبيات نصيحة جامعة لمن رزقه الله سعة في الرزق إلى آخر ما قاله مما ساقه لنا د. البشر إذ يظهر جليا واضحا منهج أبي العتاهية الاقتصادي. أما الشاعر الآخر فعلى النقيض تماما وهو طرفة بن العبد الذي اتسم شعره بالشجاعة والكرم والمديح والهجاء والحكمة حيث عاش في ترف وغنى مما ظهر ذلك في شعره. نعم فقد أبدع د. البشر في عرض شيء من منهج شاعرين كبار فكم نحن بحاجة إلى مثل هذه المقالات التي تنمي الذوق الأدبي وترفع من ثقافة الفرد والمجتمع والتي قل أن نقرأ مثلها في صحفنا المحلية. وإنني ومن منبر صحيفة الجزيرة أقترح تخصيص صفحة يومية تعنى بالشعر العربي الفصيح كما هو الحال في صفحة مدارات شعبية، ولكل جمهوره ومحبيه. محمد بن سلمان البداح محافظة الزلفي- ص.ب: 1131
