أخيراً أسدل الستار على أمسيات الطائف الشعرية لهذا العام حيث نظمت اللجنة الشعرية أربع أمسيات شارك فيها ثمانية شعراء إلا أن هذه الأمسيات لم تكن في طموح الكثير من متابعي ومتذوقي الشعر الشعبي، سواء داخل محافظة الطائف أو خارجها، ولنا مع هذه الأمسيات بعض الوقفات. ***** الوقفة الأولى كانت الأمسية الأولى بمثابة المحك الحقيقي للجنة المنظمة؛ حيث حظيت هذه الأمسية بالاعتذار في الوقت الضائع من الشاعر (العطيب)؛ مما جعل اللجنة تقع في حرج وتسارع في البحث عن البديل الذي ينقذهم من هذا الموقف، وعندما وجدوا البديل (عقلا العقلا) استبشروا خيراً إلا أن الوضع لم يقف عند حضور البديل بل تجاوزه إلى الجماهير التي خيبت آمالهم من جديد؛ فلم يحضر هذه الأمسية إلا القليلون الذين لم يتجاوز عددهم العشرين بمن فيهم الإعلاميون، وهذا في حد ذاته جعل شاعر الأمسية يتساءل على الأقل بينه وبين نفسه عن سبب عدم الحضور الجماهيري. الوقفة الثانية ربما الأمسية الثانية كانت أفضل حظاً من الأمسية الأولى حيث حظيت بحضور جماهيري مسح الصورة التي طغت على مناقشات العديد من النقاد والمتابعين، وربما يعود هذا الحضور إلى علاقات شعراء الأمسية، خاصة أن الشاعر والإعلامي (سعد زهير) وجه معروف لدى الجميع، إضافة إلى الشاعر (حسين القحطاني)، إلا أن الخبرة لعبت دورها في هذه الأمسية، وكان سعد زهير هو الأبرز شعراً وإلقاً. الوقفة الثالثة رغم أن شعراء الأمسية الثالثة (سالم عقاب وطايل الذويبي وناصر دغش القحطاني) لم يكن لهم باع طويل في الأمسيات، وربما أن فرسانها الثلاثة لم يشاركوا في أي أمسية، ولكن كان حضورهم الشعري والجماهيري قوياً، خاصة أن شعراء الأمسية من شعراء محافظة الطائف، واستطاعوا أن يخلقوا جواً من التنافس الشعري الحقيقي؛ مما جعل اللجنة تقف وتراجع حساباتها مع شعراء الطائف الذين يطالبون بحقهم المشروع في أمسيات الطائف؛ حيث استطاع الشاعر طايل الذويبي أن يثبت للجنة أنه ابن الطائف البار، وهنا نسأل اللجنةالشعرية: أليس هؤلاء هم شعراء الطائف الذين تعبوا من أجل إثبات وجودهم الشعري في مدينتهم؟ أليس لهم الحق في رد الجميل لهذه المدينة؟ أعتقد أنه آن للجنة الشعرية في الطائف مراجعة حساباتها في شعراء الطائف لإعطائهم فرصة حقيقية لإثبات وجودهم في أمسيات الطائف. الوقفة الرابعة رغم الحضور الجماهيري الكبير الذي حظيت به الأمسية الرابعة والأخيرة التي شارك فيها فضيلة الشيخ الدكتور عايض القرني والشاعر فلاح القرقاح إلا أنها لم تحظ بالحضور الشعري الذي كان من المتوقع، وربما يعود ذلك إلى الوقت القصير الذي حدد للأمسية. خاتمة تعتبر اللجان المنظمة للأمسيات من أهم الركائز الأساسية لنجاح أي أمسية إذا بعدت (هذه اللجان) عن المحسوبية والضغوط الأخرى، مع وحسن الاختيار للشعراء، إضافة إلى معالجة الأخطاء التي تقع خلال الأمسيات. وعلى المحبة نلتقي.