في العدد رقم 12327 وتاريخ 3-6-1427ه طالعت ما كتبته الأخت حصة الدوسري عن موضوع العنوسة، وقد تحدثت الأخت الكريمة عن تلك المشكلة وأزيد على كلام الأخت الغالية أن العنوسة عادة تكون من نصيب النساء أما الرجال فليس لهم عنوسة والأمر يرجع إلى التكوين الفسيلوجي لجسم المرأة والرجل والتكوين الإلهي قبل كل شيء وإذا ما رجعنا إلى العنوسة تلك المشكلة التي قد يشترك في وجودها عدد من الأطراف بدءا من صاحبة المشكلة إلى المجتمع المحيط بها مثل الأسرة والمجتمع الخارجي نجد أن أساس المشكلة ربما يرجع من وجهة نظري الخاصة إلى الفتاة نفسها مع دخول بعض الأسباب السابقة كيف؟ عندما يأتي رجل صاحب دين وخلق وقادر على رعاية وصيانة تلك الفتاة ويريد الاقتران بها فتقوم تلك الفتاة أو أهلها بالامتناع عن تزويجها بحجة مواصلة الدراسة او انها لم تبلغ بعد سن الزواج (علما بأن أم المؤمنين السيدة عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها عقد عليها رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وهي أم ست سنين ودخل بها وهي أم تسع) وقبل وقت قريب كان الرجل والفتاة يتزوجان في سن مبكرة ونحن نعرف أهمية الزواج المبكر فهو حصن واق من كثير من المشاكل خاصة في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن في كل مكان ونحن هنا لا نريد ان تتزوج الفتاة وهي في التاسعة بل في الثامنة عشرة أو العشرين أو الخامسة عشرة كأقل عمر افتراضي لها فيأتي الخاطب وراء الخاطب وتذهب السنوات تلو السنوات والفتاة تصر والأسرة تصر وما تدري حتى تظهر عليها علامات العنوسة ويفوتها قطار الزواج وتندب حظها العاثر ويندب أهلها الحظ ولكن بعد ماذا؟ يا اخواني لماذا لا نطبق حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الذي يقول (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه...) الحديث . وأنا أريد من القراء وأولياء الأمور هداهم الله أن يركزوا على الدين والخلق وليس المال والحسب والنسب والشهرة والمناصب الرنانة فقد يكون المتقدم للفتاة تاجرا ولكنه لا يصلي ولا يحافظ على حدود الله وقد يكون من حسب ونسب ولكنه مرتكب للمحرمات من خمر ومخدرات وغير ذلك وقد يكون مشهوراً ولكنه مارد لا يراعي الله في نفسه ولا في الناس. والعنوسة قد تكون من أسباب غلاء المهور وما أدراك ما غلاء المهور وما تسببه من تعاسة للشاب والفتاة على السواء ومن أسباب العنوسة تسلط الأم ورغبتها ان يكون زواج ابنتها مثل ألف ليلة وليلة، ومن الأسباب كذلك إصرار بعض الشباب على طلب المستحيل في الفتاة التي يريد ان يقترن بها مثل الجمال الفاتن والطول والعرض ومواصفات أخرى لا يتسع المقام لذكرها، فيا أولياء الأمور اتقوا الله في بناتكم ويا بنات المسلمين اتقين الله في أنفسكن ويا شباب الأمة تواضعوا في طلباتكم وارضوا بالقليل يأتيكم الكثير وليكن محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم قدوتكم ولتكن فاطمة بنت محمد عليه السلام وزوجات الرسول عليه السلام قدوتكن يا بنات المسلمين وليكن ابن المسيب وابنته قدوة لكم أيضاً فوالله ثم والله لا خير في فتاة ولا رجل بدون دين وخلق مهما كانا من علية القوم (فاظفر بذات الدين تربت يداك) واظفري بذو الدين تربت يداك، وعلى الرجال أن يتزوجوا صاحبة الدين الودود وان يتزوج واحدة واثنتين وثلاثاً وأربعاً ولكن ان يراعي العدل والقدرة على الانفاق، وعلى النساء ان يقبلن الزواج من المتزوج إذا كان صاحب دين وخلق ويخاف الله فيهن ولا يطيغهن الشيطان فالزواج عصمة للرجل والمرأة من كثير من الفتن وكما قالت الأخت حصة (والزوجة هي الأم وهي مربية الأجيال والأجيال هم أبناؤك وأبناء وطنك والأبناء يصبحون آباء فلنحسن زرع البذرة حتى تنتج الأجود والأفضل) وللأخت الفاضلة حصة الدوسري وللقراء ومحرر الصفحة تحياتي ودمتم. فهاد بن مبارك الضحيان الدوسري