تفقد خبراء الاممالمتحدة امس الثلاثاء الحدود اللبنانية للاستوثاق من إتمام الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان في اعقاب ترسيم خط لا يحظى بالموافقة الكاملة من البلدين. وعملية التفقد التي استغرقت يوما هي فاتحة لترتيبات تستهدف الحفاظ على الهدوء السائد في منطقة الحدود منذ انسحاب اسرائيل من المنطقة المحتلة الشهر الماضي من بينها نشر قوات حفظ سلام وبسط سلطة الدولة اللبنانية على اراضيها. لكنها تفتح في نفس الوقت الباب امام خلاف مع حزب الله الذي شن حرب استنزاف ضد قوات الاحتلال الاسرائيلية وميليشيا جيش لبنانالجنوبي المتحالفة معها والذي سيطر على المنطقة المحررة بعد انسحاب القوات الاسرائيلية وخفف حزب الله من نغمته قائلا: انه سيقبل بما تقبل به الحكومة اللبنانية بشأن ترسيم الحدود. وقال عضو رفيع في الوفد الذي تفاوض مع فريق الاممالمتحدة بشأن خط الانسحاب للاستوثاق من الانسحاب الاسرائيلي: ان قضية لبنان قوية بالنسبة لثلاث نقاط لاتزال القوات الاسرائيلية تسيطر عليها عند الحدود. وقال: ان الاممالمتحدة اصرت على ان شبعا تقع خارج لبنان لأنه لا توجد خرائط تشير بخلاف ذلك لكن الخرائط اللبنانية تتضمن المواقع الحدودية الثلاث التي تحاول إسرائيل تغييرها. وتقول الاممالمتحدة: ان خط الانسحاب الذي تعتزم الاستوثاق منه اليوم أمس على الواقع غير قابل للتفاوض رغم اعتراضات لبنان واسرائيل. وقال تيري رود لارسن مبعوث الاممالمتحدة للشرق الاوسط امس الاول أكدت الاممالمتحدة مرارا ان مهمتها بموجب القرار رقم 425 هي تحديد خط الانسحاب لا ترسيم الحدود. وأضاف قوله: مشاوراتنا بشأن هذه المسألة انتهت. وقالت الاممالمتحدة امس الاول الاثنين: انها انتهت من تحديد خط الانسحاب للتأكد من انتهاء الاحتلال الاسرائيلي الذي دام 22 عاما لجنوبلبنان. واضاف لارسن ان رسامي الخرائط التابعين للامم المتحدة انتهوا من تحديد الخط رغم خلاف في الرأي مع اسرائيل ولبنان. وقال: ان هذا سيسمح للامم المتحدة ببدء آخر خطوات التأكد من تنفيذ اسرائيل لقرار 1978 الذي يدعو للانسحاب من لبنان ويمهد الطريق لإعادة نشر قوات الاممالمتحدة في المنطقة التي تم الجلاء عنها وهي خطوة لم تؤيدها بقوة سوريا صاحبة النفوذ لدى كل الجماعات المسلحة في الجنوب. على صعيد آخر اعتبرت الصحف اللبنانية امس الثلاثاء اعلان موفد الاممالمتحدة تيري رود لارسن الانتهاء من تحديد خط الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان قبل لقاء المسؤولين اللبنانيين وسيلة ضغط لحمل لبنان على التراجع عن التمسك بحدود 1923م. ونقلت ابرز الصحف وفي مقدمتها النهار والسفير والمستقبل معلومات مماثلة عن مصادر رسمية لبنانية تؤكد استغرابها للموقف الصادر عن الموفد الدولي مساء امس الاول الاثنين وتحمله مسؤولية اقتراب مهمته من الفشل. وحذرت المصادر من مخاطر موقف لارسن لافتة إلى ان اجتماعه امس الثلاثاء مع رئيس الجمهورية والحكومة اميل لحود وسليم الحص كان حاسما.