رايس تدشن مهمتها في المنطقة بدعوة إلى وقف إطلاق النار

قامت بزيارة خاطفة إلى بيروت وأجرت مباحثات مع السنيورة ومسؤولين لبنانيين

قامت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بزيارة خاطفة أمس إلى لبنان وأجرت مباحثات مع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وعدد من المسؤولين اللبنانيين. ووصلت رايس إلى وسط بيروت وسط إجراءات أمنية مشددة حيث كان وزير الخارجية فوزي صلوخ في استقبالها في المكان. واعتبر مصدر أمريكي يرافق رايس طالبا عدم الكشف عن اسمه أن هذه الزيارة (تشكل بادرة مهمة من رايس لاعلان دعمها للشعب اللبناني وحكومة السنيورة). ووصلت رايس إلى بيروت على متن مروحية من قبرص. واستهلت وزيرة الخارجية الأمريكية مهمتها في الشرق الأوسط أمس الاثنين بالدعوة إلى وقف (عاجل) لإطلاق النار لكنها أكدت أن أي اتفاق يجب أن ينص أولا على شل حركة حزب الله. وفي إشارة إلى التزام أمريكي متزايد في الجهود الدبلوماسية لإنهاء النزاع، قالت رايس أيضا إنها مستعدة لزيارة ثانية إلى المنطقة بعد مشاركتها في قمة آسيوية في ماليزيا حيث يتوقع أن تصل الخميس.
وقالت رايس للصحافيين الذين يرافقونها في رحلتها إلى إسرائيل (نعتقد أن وقفا لإطلاق النار أمر عاجل). إلا أنها أضافت (لكن من المهم توفير الشروط ليصبح دائما). ويبدو تصريح رايس أقل تشددا من التعليقات التي ادلت بها الجمعة عندما رفضت وقفا فوريا لإطلاق النار رأت أنه سيشكل (وعدا كاذبا) ولا يعالج الأسباب الجذرية للنزاع. وتبدأ رايس مهمتها وسط خلاف بين الولايات المتحدة والدول العربية التي طالبت وقفا (فوريا) لإطلاق النار في النزاع بين إسرائيل وحزب الله. وتواجه واشنطن ضغوطا متزايدة من أجل تحرك جريء في الأزمة وسط انتقادات لمنحها إسرائيل الوقت لمحاولة القضاء على حزب الله بالعمل العسكري بعد قيام التنظيم اللبناني بخطف جنديين إسرائيليين. وقالت رايس إنها ستعمل في روما من أجل وضع إطار لوقف لإطلاق النار، يقوم على ضرورة نزع سلاح حزب الله. وأكدت أنه يجب أن يؤكد أي اتفاق أن لا مجال (للمجموعات الإرهابية وغير المسموح لها بالعمل والقادرة على استخدام أراضي لبنان وتقوم بنشاطات غير مشروعة فتغرق لبنان والمنطقة في الحرب). ودعت الوزيرة الأمريكية الحكومة اللبنانية إلى القيام بخطوات لبسط نفوذها على كامل الأراضي اللبنانية طبقا للقرار 1559 الذي يدعو إلى نزع أسلحة الميليشيات، في إشارة إلى حزب الله.
وقالت رايس إن (حكومة لبنان هي حكومة لبنان وسنعامل حكومة لبنان على أنها حكومة تتمتع بالسيادة كما هي اليوم).
من جهة أخرى، أوضحت رايس أن المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ديفيد ولش ونائب مستشار الأمن القومي اليوت ابرامز سيبقيان في المنطقة خلال زيارتها لآسيا. وقالت (إنني على استعداد تام للعودة إلى المنطقة إذا كان ذلك ضروريا ومفيدا). ورفضت رايس انتقادات بعض الأمريكيين الذين يعتقدون أن فرص تسوية الأزمة بدون أن تواصل مباشر بين واشنطن وسوريا ضئيلة. وتتهم الولايات المتحدة دمشق برعاية حزب الله.
وأشارت إلى أن واشنطن ليس لديها سفير حاليا في دمشق لكن لديها سفارة يمكن أن تستخدم (قناة) للتحدث إلى السوريين. وقالت (تحدثنا إلى السوريين مرارا.. المشكلة ليست اننا لم نتحدث إلى السوريين. المشكلة هي أن السوريين لم يتحركوا، ورأت أن (الكلام عن عدم تحدثنا إلى السوريين اصبح نوعا من الهوايات الزائفة). وأكدت رايس أيضا قلق الولايات المتحدة بشأن الوضع الإنساني في لبنان بعد سلسلة تحذيرات وجهتها الأمم المتحدة وأوروبا والعالم العربي من تداعيات القصف الإسرائيلي على المدنيين. وقالت إنها أجرت محادثات مكثفة حول طريقة فتح ممرات إنسانية داخل لبنان وخارجه وستبحث مع المسؤولين اللبنانيين في روما في المساعدة الأمريكية في هذا الشأن.
من جهة أخرى قال دبلوماسيون غربيون أمس الاثنين إن الأمم المتحدة تفكر في إرسال مبعوثين إلى سوريا وإيران كجزء من تحرك دبلوماسي لإنهاء القتال بين حزب الله وإسرائيل. وقال دبلوماسي غربي عن وفد الأمم المتحدة الذي سيقوده فيجاي نامبيار (هناك تفكير في التوجه إلى دمشق وطهران. مفتاح حل هذا في سوريا وإيران. عليك أن تتحدث إلى القوى التي تقف خلف العرش).
وقال دبلوماسيون إن كوفي عنان الأمين العام للامم المتحدة سيقرر خلال الأيام المقبلة ما إذا كان سيرسل الفريق الذي أجرى بالفعل محادثات مع القادة الإسرائيليين واللبنانيين.