ينتظر الجميع الإجازة الصيفية وبداخلهم الكثير من الأمنيات التي يريدون تحقيقها في هذه الفترة المحددة، ولكن نجد البعض تنتهي إجازتهم دون عمل مفيد يتمنون تحقيقه، وأبسط هذه الأمنيات ممارسة (هواية) معينة فما هي الأسباب؟ وهل حقاً الهواية مضيعة للوقت كما يقول البعض وماهو دورها في صقل شخصية الفرد وماهو دور التخطيط للاستفادة من الإجازة؟ ولمعرفة الرأي العلمي والنفسي للاستفادة من الهواية بما يعود على النفس بالفائدة سواءً في الوقت الحاضر أو في المستقبل توجهنا بأسئلتنا إلى الإخصائية النفسية مديحة العجروش التي أجابت عن سؤالنا بأن البعض يعتبر الهواية مضيعة للوقت موضحةً أن الهواية مجدية ومفيدة إذا استغلت بطريقة صحيحة فهي تعبر عن الذات وتملأ الفراغ بشيءٍ مفيد وله نتيجة بعكس إضاعة الوقت في مشاهدة التلفاز لبعض البرامج التي لا تفيد أو النوم لساعات طويلة دون فائدة. وعن قول البعض إنه لا يوجد وقت لممارسة الهوايات في الوقت الحاضر أوضحت د.العجروش أن دورنا أن نخلق الوقت للهواية ونضع جدولاً كي نستغل الوقت بشيءٍ إيجابي ومفيد لأن الوقت يمر ويضيع بسرعة إذا لم يستغل. الإبداع والثقة بالنفس وحول سؤالنا عن دور الهواية في صقل شخصية الفرد أوضحت د.العجروش أن الهواية تنمي شخصية الفرد لأنها تملأ وقته وتكسبه المهارة والإبداع، وهذه الأمور تقوي شخصية الفرد وخصوصاً حين يرى النتيجة فيزداد قوةً واعتزازاً وثقةً بالنفس. وعن التخطيط للاستفادة من الهواية أفادت د. مديحة بأن الهواية لابد لها من التخطيط لأنه لا شيء يأتي مثمراً دون تخطيط. وعن كيفية استغلال الهواية بالعمل النافع أوضحت د. مديحة أنه أفضل ما يمتع الإنسان حين يستغل الهواية بالعمل المفيد فقالت إنها استغلت هوايتها التي كانت تعطيها وقتها ألا وهي هواية (التصوير الفوتوغرافي) وبعد أن أتقنت الهواية افتتحت (استديو) خاصاً بتصوير النساء، وأصبحت تعطي دروساً في فن التصوير فهنا يكون تحويل الهواية لشيءٍ نافع، وأوضحت أنه لابد من تنمية الهواية لتعطي ثمارها. الاستمرارية: وحول النصائح التي توجهها لمن لهم هوايات قالت إن الاستمرارية شيء مهم ومعنى الاستمرارية أن أضع جدولاً لحياتي وأخصص وقتاً لهوايتي كما لو كنت أذهب إلى المدرسة سواء كان الوقت ساعتين أو خمس دقائق، المهم الاستمرارية في الهواية. والنصيحة الثانية هي طول البال إذا شعر الفرد بالملل ليس معناه أن أترك الهواية فإذا بدأت ومشيت في طريق هواية معينة لابد أن أجعل الصبر في ممارستي للهواية حتى أصل إلى ما أريد من نتيجة ترضيني. أما النصيحة الثالثة فهي عدم الخوف من الفشل فمن خلال الفشل يتعلم العلم، وإنه يجب على الفرد حين يتكلم أن يتكلم عن النجاح الذي حققه في هوايته حتى وإذا كان قد مر بلحظات الفشل، وأوضحت أنها حين تتحدث عن نفسها تفعل ذلك فهي تعتبر أن الفشل لا يعد شيئاً في حديثها لأنها لا تنظر إلى الفشل الذي صادفها في هوايتها ولكن تنظر وتتحدث عما حققته من نجاح كبير، المثل والقدوة دائماً يعطي دفعة إلى الأمام في تحقيق ما يصبو إليه الإنسان. تعزيز الشخصية ومن الرأي النفسي ننتقل لمعرفة رأي علم الاجتماع في الهواية وما يتعلق بها من أمور مهمة وضرورية كان لنا حوار مع الإخصائية الاجتماعية رائدة السعيد في مستشفى قوى الأمن بالرياض، وحول سؤالنا عن دور الهواية في صقل وتعزيز شخصية المراهق. أجابت الأستاذة رائدة أن الهواية عبارة عن سلوكيات يرغب الشخص في ممارستها لكي ينمي من قدراته، وإذا استغل الشخص أو المراهق هذه الهواية وقام بتنميتها إلى أن تصبح موهبة تعود عليه وعلى المجتمع بالنفع فإنها بالتالي تصقل شخصية كل من المراهق والشاب والشخص الناضج. أما عن دور التخطيط في الاستفادة من الهواية أفادت الإخصائية رائدة السعيد بأن التخطيط للهواية ضروري ومهم إذا استخدم الإنسان أوجه وطرقاً وأساليب وتخطيطاً سليماً لممارسة الهواية فإنه من الممكن أن يمارس هذه الهواية بكل نجاح وعلى أكمل وجه، وأشارت إلى أن الحظ له دور وجزء مهم في تنمية وتطوير هذه الهواية ولكن التخطيط يحتل الجزء الأكبر في تحقيق هذه الهواية. الإيجابي والسلبي: وعن سؤالنا للاستفادة من الهواية واستثمارها في عمل يعود علينا وعلى المجتمع بالفائدة أوضحت الأستاذة رائدة أن للهواية أنواعاً منها المقبول الذي يعود على المجتمع بالنفع وعلى الفرد نفسه مثل هواية الرياضة وكرة القدم فإنها أولاً تنفع الفرد أو المراهق من الناحية (الجسمية والعقلية) وتنفع المجتمع حيث إن لاعب الكرة يمثل المجتمع ويشارك في البطولات، ومنها السلبي الذي يعود على المجتمع بالضرر مثل هواية التفحيط التي ممكن أن تضر الفرد وتؤثر في حياته وفي المجتمع ككل. والهواية ليست مضيعة للوقت إلا إذا طغت على أدوار الفرد ومسؤولياته في المجتمع، فأصبح يمارس هوايته معظم الوقت ونسي دوره كأبٍ وكزوج وطالب وموظف، ويفضل أن يقوم بممارسة هوايته في الوقت الإضافي لديه حتى يستفيد منها ومن أدائها. آراء: تقول (سارة) طالبة في المرحلة الثانوية إن ممارسة الهواية ممتعة ولكن في هوايتي كالرسم مثلاً لا أجد من يزيد من مهارتي في فن الرسم فأكرر ما أعرف في الرسم حتى شعرت بالملل وتركت ممارسة الهواية. أما (العنود) فتقول إنها عندما تمارس هوايتها وهي إعداد الحلوى وتقديمها لأفراد أسرتها تتلقى السخرية والانتقادات الموجهة إليها مما يحبطها ويشعرها بالفشل فلا تكرر المحاولة. أما (مها) تقول إن الهواية جعلتها تشعر بأنها مميزة وأكسبتها ثقة زائدة بالنفس ولكن تفتقر لوجود المشاركة الجماعية في الهواية. وتحدثنا (نهى) ان الوقت في الإجازة يمر بسرعة بين الزيارات ومشاهدة التلفاز مما يجعل الوقت يمر دون وجود وقت لممارسة الهواية.