خرج من منزله فرحا لأنه سيقود السيارة بمفرده ولن يكون إلى جانبه والده أو والدته، كما لم يكن يعلم ماذا يخبئ له القدر وقتها، ذلكم هو الشاب سامر سيف اليامي «17 عاما» الذي أمسك مقود السيارة بفكر المراهق الطائش، موهما نفسه بأنه أصبح رجلا يفعل ما يحلو له ويذهب أنى شاء دون رقيب أو حسيب. وللهوس الكبير لدى شريحة من الشباب المراهق ب«التفحيط» قرر سامر في لحظة أن يمارس هذه الهواية الخطرة وأن يجربها ما دام أنه بمفرده ولم يكن يعلم خطورة هذا الأمر على السائق نفسه والمارة ومرتادي الشوارع العامة: «حقيقة لم أع خطورة ما أقوم به إلا بعد أن ارتطمت السيارة بأحد الأرصفة لتعود بعد ذلك وتصطدم بعامل على دراجة هوائية ليسقط العامل مغطى بدمائه فأفر هاربا من شدة الهلع وعدت إلى منزلنا ووجدت الوالد نائما فلم أستطع أن أخبره، وذهبت بعد ذلك إلى منزل جدي وأخبرته بما حدث وقال لي بالحرف الواحد «عد إلى حيث الحادث وسلم نفسك» وبالفعل عدت إلى مكان الحادث وعلمت أن العامل توفي وسلمت نفسي لأحول بعد التحقيقات إلى مركز الأحداث ومكثت أربعة أشهر، ومن ثم خرجت بعد اكتمال كافة التحقيقات على أن أوفر مبلغ الدية وهو 100 ألف ريال خلال شهر الذي بقي منه أسبوع واحد فقط». تجربة سامر المريرة دفعته لتوجيه رسالة إلى كافة الشباب الذين يمارسون هذه الهواية وطالبهم بالعدول عنها والتفكير في عواقبها التي يمر فيها الآن: «لا أتمنى أن أرى شابا مثلي يوضع في موقفي هذا نتيجة التهور وعدم الشعور بالمسؤولية واللامبالاة، كما ينبغي على الشباب الالتزام والانشغال بما هو مفيد بدلا من إضاعة أوقاتهم في أشياء تجلب لهم ولأهاليهم الأضرار والمشكلات النفسية، فأنا أعي تماما ما وضعت والدي وعائلتي فيه من مشكلات نفسية ومادية، وندمت ولكن الندم لا ينفع، وما أود قوله هو قدر الله وما شاء فعل». من جهة أخرى أوضح سيف العضيب اليامي والد سامر أن ما فعله ابنه كان خطأ وطيش شباب مراهق: «هذه عبرة لكل الشباب الذين يمارسون بعض الهوايات الخطرة عليهم وأفراد المجتمع ولاسيما التفحيط الذي يعد بمثابة الانتحار، والسؤال هنا ما ذنب المارة ومرتادي الشوارع والأطفال والأسر في تشريدهم ويتمهم، وأطالب من خلال «شمس» أن يلتفت أصحاب القلوب الرحيمة إلى قضية ابني، حيث إنني أتقاضى راتبا ضئيلا قدره 3500 ريال أصرفها على عائلتي المكونة من 14 فردا من ضمنهم معوقان ذهنيا، ولم أستطع حتى الآن جمع المبلغ المطلوب والمهلة التي أعطيت لنا أوشكت على الانتهاء دون توفير كامل المبلغ، وإذا لم نتمكن من توفيره فسيعود سامر إلى الأحداث أو إلى السجن العام» .