بعض المواطنين يرفعون اسم الوطن عالياً، في حين يقوم البعض - وهم قلة - بتشويه سمعة بلدهم بأفعالهم الشنيعة. والدافع في كلا الحالتين هو الإيمان بمبادئ تحرك السلوك نحو الهدف. عبدالعزيز الركبان مواطن سعودي اختار لنفسه أن يعمل لدنياه وآخرته، فهو من جانب رجل أعمال ناجح، يعمل في قطاع النقل، في حين أنه وهب ماله ووقته وجهده في عمل الخير، ومساعدة المحتاجين، منطلقاً من خبرة سابقة اكتسبها خلال العمل التطوعي أثناء دراسته في الولاياتالمتحدةالأمريكية. لقد أحسن هذا المواطن الطريق حين تخصص في مناصرة المستضعفين والجياع جراء المجاعات التي حلت ببعض دول العالم، وحين تحل الكوارث الطبيعية. ليس هذا فحسب بل إنه في عمله المخلص والدائم يحرص على أدائه بكل احترافية وإتقان، لذا اختار أن يكون نشاطه من خلال العمل المنظم الدولي، بهدف أن تُحقق أفضل النتائج وأوسعها انتشاراً، وهذا ما جعل برنامج الغذاء العالمي يكرمه ويختاره سفيراً له، وهذا ما جعله أول مواطن سعودي يصل إلى هذا المنصب المتميز. ولعل في هذا البلد الكريم الكثير من المخلصين الذين يعملون بكل جد واجتهاد عملاً للبذل والعطاء، لكن عبد العزيز الركبان تجاوز هذا الحد، بأن غامر بنفسه في الوصول إلى أشد الأماكن خطورةً، ففي زيارته الأخيرة إلى كينيا قام بزيارة إحدى الضواحي الفقيرة بنيروبي، الذي يقع فيه مركز الموارد للأطفال المصابين بمرض الأيدز، وهي منطقة خطرة - حتى أن السائق المرافق للوفد صرح لهم بأنهم يخاطرون بأنفسهم بدخولهم لهذا الحي، وأضاف أنه لأول مرة يدخل هذا الحي خوفاً وحفاظاً على حياته.لقد خاض الركبان والوفد المرافق له في هذه الزيارة عدة مناشط تحفها المخاطر، حيث الاختلاط بأطفال مصابين بمرض الأيدز، فشاركهم الرقصة الكينية وجلس معهم وتحدث معهم عن همومهم ومشاكلهم، وفي موضع آخر صعد الركبان فوق السيارة ليرمي بالكور للأطفال، بكل عفوية وتواضع .إذن نحن أمام مواطن من ذهب يرفع اسم بلده في المحافل الدولية، ويدلل على أن المملكة العربية السعودية هي (مملكة الإنسانية)، فماذا ننتظر حتى نكرم هذا النموذج المشرف للمواطن السعودي؟، هل نتجاهل إنجازاته أم نُسوِّفَ في تكريمه، أو ننتظر كعادتنا لنكرمه بعد وفاته؟.أعتقد أن الوقت قد حان ليوضع اسم هذا المواطن في أولويات أجندتنا الوطنية لمن ننوي تكريمهم عاجلاً، حتى يكون نموذجاً وقدوةً للآخرين يحتذون حذوه، ويبذلون بذله.وأملي في الله ثم في صاحب المكارم ورجل الخير وأمير الإنسانية صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، فهو صاحب المبادرات النيرة الجادة فلقد عُرِفَ عن سموه إعطاء الرجال حقوقهم وتقديره لأعمال الخير، كيف لا وهو أميرهم؛ إن ما دعاني للإشادة بهذا الرجل والدعوة إلى تكريمه هو متابعتي لجهوده وتضحياته في الوقت الذي هو في غنى عن كل هذا العناء، فهو رجل أعمال، ويستطيع كما يفعل بعض رجال الأعمال غيره أن يرفه نفسه بعيداً عن عناء السفر والترحال وتعريض حياته للمخاطر.. وأخيراً... أقول: شكراً لك يا عبدالعزيز الركبان على عملك للخير وأسأل الله أن يجعل ذلك في موازين أعمالك. فنعم الرجل المواطن المخلص أنت. [email protected]